الفاتيكان
05 كانون الثاني 2024, 12:15

ما هو الدّور الّذي يجب أن يلعبه الإعلاميّون الكاثوليك اليوم بحسب البابا فرنسيس؟

تيلي لوميار/ نورسات
حدّد البابا فرنسيس الدّور الّذي يجب أن يلعبه الإعلاميّون الكاثوليك اليوم في سبيل تبديد سوء الفهم وتعزيز التّفاهم المتبادل عوضًا عن المواجهة والصّدام، وذلك خلال خطاب سلّمه إلى وفد من جمعيّة الصّحفيّين الكاثوليك الألمان خلال استقبالهم أمس الخميس، والّذين قدموا إلى روما للاحتفال بالذّكرى السّنويّة الخامسة والسّبعين لنشأة جمعيّتهم الّتي تضمّ محترفين كاثوليك عاملين في مجال الإعلام، وفي مختلف القطاعات الكنسيّة والمدنيّة.

وأشار البابا في خطابه إلى أهمّيّة التّواصل والعيش ضمن شبكة من العلاقات تتوسّع باستمرار، قائلاً: "إنّها مسألة جوهريّة بالنّسبة للكنيسة حيث ينمو الرّباط مع البعد الكونيّ ويتجانس بنوع خاصّ من خلال خدمة خليفة بطرس".

ومنطلقًا من الدّول الّذي تلتزم به الجمعيّة في مجال المسكونيّة والحوار بين الأديان والدّفاع عن السّلام والحرّيّة والكرامة البشريّة، والّتي تعدّ بتعبيره "أهدافًا آنيّة للغاية"، قال البابا نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "كم هي الصّراعات الدّائرة اليوم الّتي تُغذّى بالأنباء المزيّفة والتّصريحات النّاريّة عبر وسائل الإعلام عوضًا عن العمل على إخمادها بواسطة الحوار!"، وشدّد على "ضرورة أن يسعى ضيوفه، يحرّكهم إيمانهم المعاش يوميًّا وجذورهم المسيحيّة والإنجيل، إلى دعم نزع الخطاب من السّلاح"، وعلى "أهمّيّة أن تُعزّز نبرة السّلام والتّفاهم وأن تُبنى الجسور وأن يكون الأشخاص مستعدّين للإصغاء ولممارسة تواصل يحترم الآخر ومبرّراته"، إذ "ثمّة حاجة ملحّة لهذا الأمر في المجتمع، كما أنّ الكنيسة تحتاج هي أيضًا لتواصل لطيف ونبويّ".  

وأشار البابا إلى مسيرة الكنيسة في ألمانيا السّينودسيّة وتمنّى "أن تُعرف وتُطبق بشكل أفضل خصوصًا وأنّها تُسلّط الضّوء على موضوعين بالغي الأهمّيّة: أوّلاً الاعتناء بالبعد الرّوحيّ، أيّ التّأقلم الملموس والمستمرّ مع الإنجيل، لا مع نماذج العالم، واكتشاف الارتداد الشّخصيّ والجماعيّ من خلال الأسرار والصّلاة ووداعة الرّوح القدس، لا تماشيًا مع روح هذا الزّمن. ثانيًا، هناك البعد الكونيّ، الكاثوليكيّ، كي لا يُنظر إلى الحياة الإيمانيّة كأمر نسبيّ يتلاءم مع البيئة الثّقافيّة والوطنيّة". وشدّد على ضرورة نشر الإعلاميّين الكاثوليك الأنباء الصّحيحة فيساهمون بالتّالي في تبديد سوء الفهم ويعزّزون التّفاهم المتبادل عوضًا عن المواجهة والصّدام.

هذا وتوقّف عند أهمّيّة عدم الانطواء على الذّات بل الخروج من أجل حمل الرّسالة المسيحيّة إلى مختلف بيئات الحياة، مستخدمين الوسائل المتاحة لدينا اليوم. وحذّر من مغبة أن تعتني الكنيسة بذاتها فقط، لأنّها رسالة، لافتًا إلى أنّه "يتعيّن على الإعلاميّين الكاثوليك ألّا يبقوا على حياد بشأن الرّسالة الّتي ينقلونها".

وطلب البابا في الختام من ضيوفه أن يفكّروا دائمًا في وجوه الأشخاص، لاسيّما الفقراء والبسطاء، والانطلاق من هؤلاء، من واقعهم، من مآسيهم، ومن تطلّعاتهم، حتّى إذا كان هذا الأمر يتطلّب السّير عكس التّيّار، ويقتضي جهدًا كبيرًا.