العراق
23 كانون الأول 2024, 14:00

مار يوسف: الحُلْم سبيل لحلّ المشاكل وترسيخ الثقة

تيلي لوميار/ نورسات
يواصل البطريرك الكاردينال مار روفائيل لويس ساكو، بطريرك بابل للكدان في العراق والعالم تأمّلاته في آحاد البشارة. تناول ههنا ما ورد في إنجيل القدّيس متّى الفصل الثاني في تأمّلٍ تحت عنوان "الحُلْمِ سبيل لحلّ المشاكل وترسيخ الثقة"، نقلًا عن موقع البطريركيّة الكلدانيّة.

 

نتأمل في البشارة إلى يوسف. يعني اسم يوسف: الله يزيد، كان نجّارًا وهو يعلّمنا الاستقامة والحكمة والتمييز.

الحُلْمُ في الكتاب المقدّس أسلوب آخر للإلهام أي لبعث رسالة سماويّة سعيدة، كما نرى في قصّة يوسف ابن يعقوب: "رأَيتُ حُلْمًا أَيضًا كأَنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ وأَحَدَ عَشَرَ كَوكبًا ساجِدةٌ لي" (تك37/9-10) وتفسيره لأحلام فرعون (تك 41).

يعبّر الحلم في الكتاب المقدّس عن ثقة الحالم بالله. والثقة ليست عاطفة عابرة، بل تنبع من القناعة والرجاء، فلا نيأس أبدًا.  

مار يوسف يحلم

بدل المزاجيّة والعُجالة التي يتبعها الندم، يُعلّمنا يوسف كيف نُواجه مشاكلَنا بصمت وهدوءٍ وحكمة وضمير حيّ. يوسف في مواجهة المشاكل كان يُصلّي ويُفكّر ويحلم بسبيلٍ مناسبٍ لحلّ المشاكل. لذا وصفه إنجيل متّى قال: "وكان يُوسُفُ بارًّا" (مت 1/ 19).

1. نراه يحلم بحلّ أمام حَبَل خطّيبته

"تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: "يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس… فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه،" (مت 1/ 19-24). هذا يؤكد ان الله يُرشد الذين يصلّون ويُفَكِّرون بعناية وحكمة لاتّخاذ القرار الصائب.

2. يحلم بإنقاذ يسوع من هيرودس

هيرودس الذي يريد قتل يسوع: "وكان بَعدَ انصِرافِ المجوس أَنْ تَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِيوسُفَ في الحُلمِ وقالَ له: قُم فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واهرُبْ إِلى مِصْر وأَقِمْ هُناكَ حَتَّى أُعْلِمَك، لأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عنِ الطِّفلِ لِيُهلِكَه. فقامَ فأَخَذَ الطِّفْلَ وأُمَّه لَيلاً ولَجَأَ إِلى مِصر" (مت 2/ 13-14).

3. يحلم بالعودة إلى الناصرة

"وما إن تُوُفِّيَ هيرودُس حتَّى تراءَى ملاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ لِيُوسُفَ في مِصرَ وقالَ له: “قُمْ فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واذهَبْ إِلى أَرضِ إِسرائيل، فقد ماتَ مَن كانَ يُريدُ إِهلاكَ الطِّفْل". فقامَ فأَخذَ الطِّفْلَ وأُمَّه ودَخَلَ أَرضَ إِسرائيل" (متى 2/ 19-21).

خرج يوسف من المِحَن بتدخّل الله

يوسف، علامة مضيئة في تاريخ الخلاص، إنّه يواصل صلَته بالعذراء مريم بصمت وتوارٍ، ويتحمّل مسؤوليّة البشارة – الحَبَل والمحافظة على حياة يسوع مهما كان الثمن. حياةُ يوسف سعيٌ دائمٌ ومسيرةٌ إيمانيّةٌ لا تتوقّف. يوسف مثال واقعيٌ لنا كي نضع حياتَنا وحياةَ عائلتنا بين يدي الله خالقنا وأبينا الذي يقود تاريخَنا، فلنثق به.