الفاتيكان
22 كانون الثاني 2016, 18:51

مار شربل يرتفع مجددًا فوق مذابح روما

ضمن قداس إحتفالي، تمّ تكريس مذبح على إسم مار شربل في كنيسة سانتا ماريا دالمينا بدعوة من المعهد الإلماني والذي يقوم بخدمة الكنيسة بالتعاون مع الآباء المريميّين الذين عكسوا قداسة كنيستهم من خلال قديس بقاعكفرا والذي أصبح بهذا التكريس يجمع أكثر من قاسم بين الكنيسة المارونية وكنيسة روما وكنيسة ألمانيا. ومع هذا التكريس ينتشر أكثر وأكثر عطر قداسة شربل فيفوح البخّور ويضاء سراجه هذه المرّة على المذبح الأول يسار الكنيسة.

وقبل البدء بالذبيحة الإلهية كانت كلمات عدّة تحدّثت عن أهمية المناسبة، بدأت مع كلمة رئيس المعهد الكاثوليكي الإلماني في روما براندماير تحدّث فيها عن العلاقة المتينة بين الكنيسة الإلمانية والكنيسة المارونية في روما الجامعة وشكر الأب شربل بطيش المريمي الذي كان صلة الوصل بين الكنيستين وله يعود الفضل بأن يتعرّفوا إلى قدّيس عظيم من لبنان هو القديس شربل الذي به تتبارك كنيستهم بوجود ذخيرة منه على مذبح كنيستهم. وختم شاكرًا الله "الذي به نحتفل" كما ذكر براندماير. وما هذا الحدث إلّا غنى للكنيسة ورمز للشراكة فيها. وختم مرحّبًا بقدوم الراعي وبركته لهذه الذخيرة ولتكريسه مذبح مار شربل.

وكانت كلمة للأب إيلي أبي عاد المريمي رئيس دير ومعهد مار عبدا- دير القمر الذي شكر فيها دعم الكنيسة الإلمانية. وتابع أنّ ليست هذه الذخيرة إلّا عربون شكر، ولا سيّما بحضور غبطة البطريرك وبركته لكنيسة ألمانيا التي تعيش الشّراكة مع كنيسة لبنان من خلال مساعدتها ودعمها لمعهد مار عبدا المريمي- دير القمر.

ومن ثمّ كانت كلمة للأب شربل بطيش فسّر فيها محتوى الذبيحة الإلهية التي تجري بحسب الطقس الماروني وبلغات ثلاث الإلمانية، الإيطالية والعربية.

وكانت عظة للراعي شكر فيها كل القيّمين على الكنيسة الإلمانيّة في روما. كما شكر الحضور والمشاركين في الذبيحة وأشار إلى أن "هذه اللحظة الاحتفالية هي لحظة لأجل الوحدة كما طلبها يسوع في صلاته الأخيرة ليكونوا بأجمعهم واحدًا". وأضاف "في هذه السنة التي فيها نصلّي لأجل الرحمة نطلب نظرة نحو الرحمة لتكون علامة لرحمة الله". وقال "إن اليوم وفي مزار مار شربل عنايا يحتفل بالذكرى السنوية لأعجوبة مار شربل الشهيرة مع نهاد الشامي، وفي الوقت عينه نكرّس مذبحًا لمار شربل في هذه الكنيسة. آلاف المؤمنين اليوم يشاركوننا ونشاركهم هذا الحدث من هنا من روما. وكما أتى في إجيل اليوم الأبرار يضيئون في ملكوت أبيهم، هكذا مار شربل يشعّ كالشمس من عنايا في الكنيسة المجاهدة بعد أن عاش الفضائل الرهبانيّة والنسكيّة والتي توزّعت بين الحياة العلمانية التي عاشها في بلدته بقاعكفرا وكان مثالًا للتقوى والقداسة من حينها؛ وإن كان في حياته الرهبانية التي عاشها بين كفيفان وعنايا، وهناك كان يشع فيها من خلال دراسته اللاهوت، ومن خلال تعاطفه مع الفقراء وصلاته وصمته وعمله اليدوي، أو من خلال حياته النسكية في عنايا حيث أمضى أيضًا ثلاث وعشرين سنة من خلال اتّحاده بالله وحياة التقشف ونكران الذات والتأملات والإماتات التي جعلت هذا الإتّحاد أقوى وأعمق."

وأضاف الراعي "أنها المرة الأولى التي ننقل فيها ذخائر مار شربل ونكرّس مذبحًا له في كنيسة غير مارونية، نسأله أن يغدق علينا نعمه".

ومن بعد القداس تمّ تكريس المذبح على إسم مار شربل بوجود ذخيرة من عظامه ضمن مجسّم على شكل أرزة ووضعت أيقونة له وسراج يرمز إلى أعجوبته الأولى وشعلة مضاءة لا تنطفئ.

ومع هذا الحدث الذي يتزامن مع يوم عظيم يعيشه الآلاف في عنايا، تنتشر قداسة شربل في ألمانيا من خلال روما ويتعرّف العالم مجددًا إلى قديس فاح في السماء ولا بدّ من أن ينتشر في الأرض.