ماري جونيو تنقذ 182 مهاجرًا في البحر الأبيض المتوسّط
شاركت السفينة الإنسانيّة ماري جونيو Mare Jonio في إنقاذ 182 مهاجرًا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسّط المحفوف بالمخاطر.
كانت هذه العمليّة الثامنة عشرة من نوعها التي تنفّذها منظّمة إنقاذ البشر المتوسطيّة، وهي منظّمة مجتمع مدنيّ إيطاليّة، ولكنّها العمليّة الأولى التي يتمّ تنظيمها بالاشتراك مع مؤسّسة الأساقفة الإيطاليّين للمهاجرين.
شاهدت ماري جونيو قاربًا خشبيًّا في المياه الدوليّة، على بعد حوالى 35 ميلًا من الساحل التونسّي. أبلغ طاقمها خفر السواحل الإيطاليّ عن موقعه ووزعوا سترات النجاة على من كانوا على متنه، حيث بدا القارب غير مستقرٍّ البتّة. وصل خفر السواحل الإيطاليّ بعد ذلك بوقت قصير ونقل الركّاب - 67 في المجموع ، جميعهم من أصل شمال إفريقيّ - إلى برّ الأمان في لامبيدوزا.
في غضون ذلك، تلقّت ماري جونيو تقريرًا عن قارب آخر قريب. ومع حلول الليل، توجّهت نحو آخر موقع معروف لها، وشاهدت السفينة - وهي عبارة عن قارب مطّاطيّ مكتظّ للغاية. أحضرت ماري جونيو الركّاب إلى خفر السواحل الإيطالي وكانوا حوالى خمسين شخصًا، معظمهم من أصل إثيوبيّ، من بينهم 43 قاصرًا وامرأتان.
أخيرًا، في أثناء الإبحار جنوبًا بحثًا عن المزيد من قوارب المهاجرين، التقت ماري جونيو بسفينة ثالثة. أنقذت الركّاب - 26 سوريًّا و 30 بنغلاديشيًّا و 6 باكستانيّين - وأمرت الحكومة الإيطاليّة بتسليمهم إلى ميناء بوزالو في صقلّية.
هنا، احتضن المهاجرون المتطوّعين وشكروهم على عمليّة الإنقاذ. "أنتم ملائكة، أرسلهم الله لمساعدتنا"، قال رجل.
وكان القارب قد انطلق من ليبيا في الليلة السابقة، ومعظم من كانوا على متنه قد سجنوا في مرحلة ما من قبل الميليشيّات في البلاد، وحمل العديد منهم علامات سوء المعاملة والتعذيب على أجسادهم وفي عيونهم.
وكان أحد الذين تمّ إنقاذهم قاضيًا في بلده الأصليّ. وآخر - مدرّسَ لغة عربيّة من دمشق - متحمّسًا لمناقشة شكسبير.
هذه التفاعلات، على الرغم من أنّها مؤثرة جدًّا، ظلّت مشوبة بالحزن. فبمجرّد أن تتلاشى نشوة الإنقاذ، سيتعيّن على المهاجرين مواجهة النضال العملاق لبناء حياة جديدة، في سياق أوروبا المعادية بشكل متزايد لوجودهم.
وكان ذلك بمثابة تذكير بأن، على الرغم من الأهمّيّة الحيويّة لعمليّة البحث والإنقاذ المشتركة بين البحر الأبيض المتوسّط والمهاجرين، فإنها لم تكن أكثر من بداية.
العمل الحقيقيّ لبناء شبكات التضامن - بناء مجتمع "الأخوّة والصداقة الاجتماعيّة" الذي حلم به البابا فرنسيس - سيبدأ بشكل جدّيّ على اليابسة.