دينيّة
21 أيلول 2017, 13:00

ماذا يُخبر البابا فرنسيس عن 21 أيلول 1953؟

ماريلين صليبي
بين ماريو برغوليو - ابن الـ16 عامًا- والبابا فرنسيس - الحبر الأعظم- مرحلة وصفها صاحبها بـ"جهل تامّ لما حصل"، جهل ترجمه موقع زينيت نقلًا عن أوستن إيفريه الذي كتب سيرة البابا الذاتيّة في كتاب "فرنسيس، المصلح، من بوينس أيريس إلى روما"، إذ أخبر كيف تحوّل ماريو برغوليو، عالم الكيمياء الواعد، إلى بابا الكاثوليك.

 

عن تاريخ اليوم من العام 1953 يقول البابا فرنسيس: "مرّ الله من أمامي في ذاك اليوم… فإذا بي كنتُ أسير في أفينيدا ريفادافيا، مررتُ أمام بازيليك القديس يوسف التي أعرفها جيّدّا. شعرْتُ عندها برغبة غريبة في الدّخول.

دخلتُ لأنّني شعرت أنّه يجب أن أفعل… ذاك الشّعور الذي يخالجنا بدون أن نفهم ما هو. نظرتُ من حولي، وكان المكان مظلمًا. حصل هذا في صباح من شهر أيلول، ربّما عند التّاسعة. رأيتُ كاهنًا يمشي، ولم أكن أعرفه لأنّه لم يكن أحد كهنة الرّعيّة. جلس في كرسيّ الاعتراف الذي إلى يسار المذبح، وأجهل حتّى ماذا حصل بعد ذلك! شعرتُ بأنّ أحدهم دفعني للدّخول إلى كرسيّ الاعتراف. من البديهيّ أنني أخبرتُ الكاهن أشياء، واعترفتُ… لكنّني لا أعرف ماذا حصل. عندما انتهيتُ من الاعتراف، سألتُ الكاهن من أين هو لأنّني لم أكن أعرفه فأجاب: أتيت من كوريينتس، وأقطن قريبًا من هنا، وأنا آتي بين الحين والآخر إلى هنا للاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة. كان الكاهن مصابًا بسرطان الدّمّ، وتوفّي في السّنة التّالية. هنا، عرفتُ أنّني أصبحتُ كاهنًا. كنتُ متأكّدًا من ذلك. وبدلًا من الخروج مع الأصدقاء، عدتُ إلى المنزل بما أنّني كنت غائصًا في أفكاري. بعد ذلك، تابعتُ دراستي وكلّ الباقي، لكنّني كنتُ أعرف الطّريق الذي سأسلكه. لن أصبح عالِم كيمياء، سأصبح كاهنًا، لكن ليس كاهنًا في بازيليك، سأكون يسوعيًّا لأنّني أريد الخروج إلى الأحياء والفيلات لأكون مع النّاس."

من "جهل" شابّ لما حصل إلى "حقيقة" بابا لالتماس نعم المسيح، ها نحن أمام هذا الاختبار نقف لنمجّد الرّبّ ونهلّله؛ فلإله الخير وربّ الخلاص تدبير كامل لحياة يرسمها لنا بأنامل المحبّة.

كثيرة هي إشاراته التي تقودنا إلى الكمال ومتعدّدة هي الدّروب التي يخيّرنا باعتمادها، فما لنا أمامها سوى أن نسلّم أفكارنا وحياتنا وتصرّفاتنا إلى محرّك الكون يسوع المسيح.

وبهذا وحده نسير بثقة صوب المسيح، سير قد لا نعرف معناه أو سببه أو نتيجته في بادئه بل سرعان ما سنكتشف خطّ وصوله.

يُقال إنّ المجهول يُخيف المرء، لكنّ الجهل مع المسيح طمأنينة وفرح أبديّين!