الفاتيكان
30 آذار 2023, 05:55

ماذا يقول البابا فرنسيس عن شهادة بولس الرّسول؟

تيلي لوميار/ نورسات
"في مسيرة التّعاليم حول الغيرة الرّسوليّة، نبدأ اليوم بتسليط الضّوء على بعض الشّخصيّات الّتي قدّمت– بطرق وفي أزمنة مختلفة– شهادة نموذجيّة حول معنى شغف الإنجيل". بهذه الجملة أعلن البابا فرنسيس البدء بموضوع جديد خلال المقابلة العامّة بالأمس، متوقّفًا في مستهلّه عند شهادة بولس الرّسول.

وفي تعليمه، وبحسب "فاتيكان نيوز"، "أشار الأب الأقدس إلى أنّه في الفصل الأوّل من الرّسالة إلى أهل غلاطية، كما في سفر أعمال الرّسل، نلاحظ أنّ غيرته للإنجيل قد ظهرت بعد اهتدائه. لقد كان شاول– الاسم الأوّل لبولس– غيورًا من قبل، لكن المسيح بدّل غيرته: من الشّريعة إلى الإنجيل. كان اندفاعه في البداية يريد تدمير الكنيسة، ولكن فيما بعد قام ببنائها. وتابع البابا فرنسيس متسائلاً: ماذا حصل؟ ماذا تغيّر في بولس؟ بأيّ معنى تبدّلت غيرته؟ وقال إنّ ما غيَّر بولس ليس فكرة أو قناعة، بل اللّقاء بالرّبّ القائم من الموت الّذي غيَّر كيانه بالكامل. إنّ شغفه بالله ومجده لم يتلاش إنّما تبدّل، بدّله الرّوح القدس. كما كلّ جانب من جوانب حياته. ودعا الأب الأقدس إلى عدم نسيان أن ما يبدّل الحياة هو اللّقاء مع الرّبّ.  

إنّ غيرة بولس بقيت، ولكنّها أصبحت غيرة المسيح- أضاف البابا فرنسيس يقول في تعليمه الأسبوعيّ- وسلّط الضّوء على كلمات القدّيس بولس في رسالته الثّانية إلى أهل قورنتس (٥، ١٧) "فإِذا كانَ أَحَدٌ في المسيح، فإِنَّه خَلْقٌ جَديد. قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة". وأشار الأب الأقدس إلى أنّ اللّقاء مع يسوع المسيح يبدّلنا من الدّاخل، وأضاف أنّ شغف الإنجيل ليس مسألة فهم أو دراسات، إنّما يعني القيام بالخبرة نفسها "السّقوط والنّهوض" الّتي عاشها شاول– بولس والّتي كانت في أصل تغيُّر اندفاعه الرّسوليّ. وقال البابا فرنسيس حين يدخل يسوع حياتنا فهو يبدّل كلّ شيء، وذكّر بكلمات بولس الرّسول حول أنّ محبّة المسيح تأخذ بمجامع قلبنا.

كما وأشار الأب الأقدس إلى أنّنا نستطيع القيام بتأمّل إضافيّ حول التّغيّر الّذي حصل لبولس الّذي من مضطَهِد أصبح رسولاً للمسيح، وأضاف أنّنا نلاحظ في بولس نوعًا من التّناقض، فلمّا كان يعتبر نفسه بارًّا أمام الله، كان يشعر بأنّه مخوَّل بأن يضطهِد، ويسجن وأيضًا أن يقتل، كما في حال اسطفانس؛ ولكن عندما أناره الرّبّ القائم من الموت، اكتشف أنّه كان "مجدِّفًا مضطَهِدًا عنيفًا" (راجع ١ طيموتاوس ١، ١٣)- كما قال عن نفسه- فأصبح إذ ذاك حقًّا قادرًا على أن يحبّ."

وإختتم البابا فرنسيس تعليمه مصلّيًا "ليساعدنا الرّبّ كي نلتقي يسوع، وكي يبدّل يسوع حياتنا من الدّاخل ويساعدنا لمساعدة الآخرين."