الفاتيكان
26 آب 2022, 06:30

ماذا يقول البابا فرنسيس عن العدالة والأخوّة والسّلام؟

تيلي لوميار/ نورسات
حول ثلاث كلمات أساسيّة يمكنها المساعدة في توجيه نقاش شبكة International Catholic Legislators Network خلال لقائهم: العدالة والأخوّة والسّلام، تأمّل البابا فرنسيس في كلمة ألقاها خلال استقبال المشاركين فيه، والّتي بدأها مرحّبًا بهم وببطريرك السّريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثّاني الحاضر بينهم.

بداية الحديث عن العدالة فذكّر البابا "بأنها تُعرَّف بكونها الرّغبة في منح كلّ شخص ما يحقّ له، ما يعني حسب تقاليد الإنجيل أفعالاً ملموسة تهدف إلى تعزيز علاقات سليمة مع الله ومع الآخرين من أجل أن تثمر خيور الأفراد والجماعة." ثمّ أشار- بحسب "فاتيكان نيوز"- "إلى مطالبة كثيرين في عالم اليوم بالعدالة، وخاصّة الأشخاص الأكثر ضعفًا والّذين غالبًا لا صوت لهم وينتظرون من القادة المدنيّين والسّياسيّين أن يدافعوا عن كرامتهم كأبناء الله وأن يضمنوا عدم انتهاك الحقوق الإنسانيّة الأساسيّة، وذلك من خلال سياسات وقوانين عامّة عادلة. وقال البابا إنّه يفكّر على سبيل المثال في الفقراء والمهاجرين واللّاجئين، في ضحايا الاتجار بالبشر والمرضى والمسنّين ومَن يتعرّضون إلى خطر الاستغلال أو أن يتمّ إقصاؤهم من قبل ثقافة اليوم، ثقافة الإقصاء الّتي تستخدم الأشخاص ثمّ تلقي بهم. وقال الأب الأقدس للمشاركين في اللّقاء إنّ أمامهم تحدّيًا هو العمل من أجل حماية وتثمين العلاقات الصّحيحة في الفسحة العامّة ليعامَل كلّ شخص بالاحترام والمحبّة الواجبَين. وذكّر البابا هنا بكلمات يسوع "فكُلُّ ما أَرَدْتُم أَن يَفْعَلَ النَّاسُ لكُم، اِفعَلوهُ أَنتُم لَهم" (متّى 7، 12).

وواصل البابا فرنسيس أنّ هذا يقودنا إلى الكلمة الثّانية أيّ الأخوّة، فلا يمكن أن يكون هناك مجتمع عادل بدون رباط المحبّة، أيّ بدون حسّ المسؤوليّة المتقاسَمة والاهتمام بتنمية كلّ عضو في العائلة البشريّة وخيره المتكامل. وأضاف قداسته: حتّى نتمكّن من تطوير مجتمع عالميّ، قادر على تحقيق الأخوّة انطلاقًا من الشّعوب والدّول الّتي تعيش صداقة اجتماعيّة، فإنّنا بحاجة إلى السّياسة الأفضل الّتي هي في خدمة الخير العامّ الحقيقيّ. وتابع أنّنا إذا أردنا أن نشفي عالمنا من التّنافس وأشكال العنف الّتي تخفي رغبة في الهيمنة بدلاً من الخدمة، فنحن في حاجة لا فقط إلى مواطنين مسؤولين بل وأيضًا إلى قادة يتميّزون بالكفاءة تحرّكهم محبّة أخويّة في المقام الأوّل إزاء مَن هم في أوضاع حياتيّة ضعيفة. وأراد البابا هنا تشجيع الجهود المتواصلة لضيوفه على الأصعدة الوطنيّة والدّوليّة من أجل تَبَنّي سياسات وقوانين تسعى إلى أن تواجه بروح تضامن أشكال اللّامساواة والظّلم العديدة الّتي تهدّد النّسيج الاجتماعيّ وكرامة جميع الأشخاص.

وفي تأمّله حول الكلمة الثّالثة، السّلام، تحدّث البابا فرنسيس عن أنّ مستقبلنا المشترك يتطلّب بحثًا مستمرًّا عن السّلام والّذي لا يعني مجرّد غياب الحرب. وأضاف قداسته إنّ السّير نحو سلام دائم يستدعي التّعاون وخاصّة من قِبل مَن لديهم مسؤوليّات أكبر، وذلك لتحقيق أهداف هي في صالح خير الجميع. فالسّلام ينطلق من التزام دائم بالحوار المتبادل ومن بحث صبور عن الحقيقة ومن الرّغبة في وضع الخير الصّادق للجماعة قبل الفائدة الشّخصيّة. وتابع قداسة البابا مشيرًا إلى أنّه وفي ضوء هذا يزداد عمل المشرّعين والقادة السّياسيّين أهمّيّة، وذلك لأنّ السّلام الحقيقيّ يمكن بلوغه فقط حين نجهد، عبر مسيرات سياسيّة وتشريعيّة بعيدة النّظر، من أجل بناء نظام اجتماعيّ قوامه الأخوّة الشّاملة والعدالة للجميع."

وفي الختام تضرّع البابا إلى الرّبّ كي يساعد المشاركين في اللّقاء على "أن يكونوا خميرة من أجل تجديد الحياة المدنيّة والسّياسيّة وشهودًا للمحبّة السّياسيّة إزاء أكثر الأشخاص عوزًا". وأمل أن يواصلوا عملهم من أجل العدالة والسّلام.