ماذا يقول البابا عن الرّجاء؟
ويتوقّف عند طلب الله إليه أن يذهب إلى نينوى ليبشّر، غير أنّه هرب من واجبه وتواصل خلال ذلك مع بحّارة وثنيّين متّجهين نحو إسبانيا. وخلال عبور البحر هبّت عاصفة قويّة، ونزل يونان إلى جوف السّفينة واستغرق في النّوم. أمّا البحّارة "فصرخوا كلٌّ إلى إلِهه" (يونان ۱، ٤). فأيقظ قبطانُ السّفينة يونان قائلاً له: "ما بالُكَ مُستَغرِقاً في النَّوم؟ قُمْ فادعُ إِلى إِلهِكَ لعَلَّ اللهَ يُفَكِّرُ فينا فلا نَهلِك" (يونان ۱، ٦).
البابا تأمّل في هذا المثل ليضيء على ردّة الفعل الصّحيحة أمام الموت؛ لأنّه في تلك اللّحظة يختبر الإنسان بالكامل هشاشته وحاجته إلى الخلاص. والذّعر الفطريّ من الموت يكشف عن ضرورة وضع الرّجاء في إله الحياة.
إنّنا نزدري بسهولة التوجّه إلى الله وقت الحاجة كما وأنّ المسألة هي مجرّد صلاة أنانيّة، وهي بالتّالي منقوصة. لكنّ الله يعرف ضعفنا، يعلم أنّنا نتذكّره لنطلب العون، والله يستجيب لنا بإحسان مرفق ببسمةِ أبٍ سميح.
هكذا، في ظلّ الرّحمة الإلهيّة، وفي ضوء السّرّ الفصحيّ، يمكن للموت أن يصير "شقيقنا الموت"، كما كان بالنّسبة للقدّيس فرنسيس الأسيزيّ، ويمثّل بالنّسبة لكلّ إنسان ولكلّ واحد منّا، فرصةً مذهلةً، فرصة التّعرّف على الرّجاء ولقاء الربّ. خاتمًا أنّ الصّلاة تسير بنا في الرّجاء عندما تصبح الأمور مظلمة، لكنّ المزيد من الصّلاة يعني المزيد من الرّجاء.