الفاتيكان
11 أيار 2020, 10:20

ماذا يفعل الرّوح القدس فينا؟

تيلي لوميار/ نورسات
رفع البابا فرنسيس الصّلاة، خلال القدّاس الصّباحيّ في كابيلا القدّيسة مرتا، على نيّة العاطلين عن العمل، متّحدًا كذلك بالصّلاة مع مؤمني تريمولي في عيد العثور على جسد القدّيس تيموتاوس عام 1945.

ثمّ توقّف البابا في عظته عند إنجيل يوحنّا الّذي يقول فيه يسوع لتلاميذه: "إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا. ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني. قُلتُ لَكُم هذه الأَشياءَ وأَنا مُقيمٌ عِندكم ولكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم". وقال البابا في هذا السّياق نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "إنّه وعد الرّوح القدس، الرّوح الّذي يقيم فينا والّذي يرسله لنا الآب والابن لكي يرافقنا في حياتنا. إنّه البراقليط أيّ الّذي يعضد ويرافق لكي لا نسقط، هو يجعلك تحافظ على ثباتك ويبقى بقربك ليعضدك. والرّبّ قد وعدنا بهذا الدّعم الّذي هو الله مثله: إنّه الرّوح القدس. ماذا يفعل الرّوح القدس فينا؟ يقوله لنا الرّبّ: "هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم". هو يعلّم ويذكّر هذه هي وظيفة الرّوح القدس.

هو يعلّمنا. يعلّمنا سرّ الإيمان، يعلّمنا كيف ندخل في السّرّ ونفهمه بشكل أفضل، هو يعلّمنا عقيدة يسوع ويعلّمنا كيف ننمّي إيماننا بدون أن نخطئ لأنّ العقيدة تنمو ولكن في الاتّجاه عينه على الدّوام: تنمو في الفهم. والرّوح القدس يساعدنا لكي ننمو في فهم الإيمان أكثر فأكثر. الإيمان ليس أمرًا جامدًا وكذلك العقيدة بل هي تنمو على الدّوام. والرّوح القدس يمنع العقيدة عن الخطأ، ويمنعها من أن تبقى واقفة هناك بدون أن تنمو فينا. هو يعلّمنا الأمور الّتي علّمنا يسوع إيّاها وينمّي فينا ما علّمنا يسوع إيّاه وصولاً إلى النّضج، إلى عقيدة الرّبّ. هناك أمر آخر يقوم به الرّبّ وهو التّذكير: "يُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم". الرّوح القدس هو كالذّاكرة، هو يوقظنا ويساعدنا لكي نبقى متيقّظين لأمور الرّبّ ويذكّرنا أيضًا بحياتنا عندما التقينا بالرّبّ أو عندما تركناه.

هناك شخص كان يصلّي أمام الرّبّ هكذا: "يا ربّ أنا الشّخص نفسه، الّذي ومنذ طفولته كان لديه هذه الأحلام ولكنّني سرت في دروب خاطئة، وأنت الآن قد دعوتني". هذه هي ذكرى الرّوح القدس في حياتنا وهو يحملنا إلى ذكرى الخلاص، ذكرى ما علّمنا يسوع إيّاه وإنّما ذكرى حياتنا أيضًا. وهذا أسلوب جميل لكي نرفع الصّلاة إلى الرّبّ: "أنا الشّخص نفسه، لقد سرتُ كثيرًا وأخطأتُ كثيرًا ولكنّني لا أزال الشّخص نفسه وأنت تحبّني". إنّها ذكرى مسيرة الحياة. وفي هذه الذّكرى يقودنا الرّوح القدس، يقودنا لكي نميّز ما ينبغي علينا فعله وما هي الدّرب الصّحيحة وتلك الخاطئة حتّى في القرارات الصّغيرة. إن طلبنا نور الرّوح القدس فهو سيساعدنا لكي نميّز ونأخذ القرارات الصّحيحة، تلك الصّغيرة اليوميّة وتلك الكبيرة. إنّ الرّوح القدس يرافقنا ويعضدنا في التّمييز. هو يعلّمنا كلّ شيء أيّ هو ينمّي إيماننا ويدخلنا في السّرّ ويذكّرنا بحياتنا ويعلّمنا أن نميّز القرارات الّتي علينا اتّخاذها. والأناجيل تسمّي الرّوح القدس البارقليط لأنّه يعضدنا، ولديه اسم جميل آخر وهو عطيّة الله. الرّوح القدس هو عطيّة الله كما يقول لنا يسوع: "لن أترككم وحدكم، سأرسل لكم البارقليط الّذي سيعضدكم" وسيساعدنا لكي نسير قدمًا ونتذكّر ونميّز وننمو. عطيّة الله هو الرّوح القدس. ليساعدنا الرّبّ لكي نحفظ هذه العطيّة الّتي منحنا إيّاها في المعموديّة والّتي نحملها جميعًا في داخلنا".