ماذا قال البابا للصّحفيّين في رحلتهم من تركيا إلى لبنان؟
وبحسب "فاتيكان نيوز"، "وجّه في البداية إليهم التّحيّة راجيًا أن يكونوا قد أمضوا مثله وقتًا جيّدًا في تركيا ووصف زيارته بخبرة رائعة. وذكَّر البابا بأنّ الدّافع الأساسيّ للزّيارة كان الاحتفال بذكرى مجمع نيقية وقال إنّنا قد احتفلنا بشكل بسيط لكن عميق جدًّا لتذكُّر هذا الحدث الكبير. وتابع الأب الأقدس أنّه إلى جانب الاحتفال بذكرى المجمع كانت هناك أحداث أخرى كثيرة وشكر الحضور جميعًا على عملهم تحضيرًا لهذه الزّيارة ثمّ خصّ بالذّكر الحكومة التّركيّة والرّئيس إردوغان وأشخاص كثيرين ساهموا في إنجاح الزّيارة. ثمّ تحدّث عن سعادته للحظات كثيرة جمعته بالكنائس المختلفة.
طلب بعد ذلك صحفيّ تركيّ تعليق البابا على دور تركيا من أجل بلوغ سلام دائم على الصّعيدَين العالميّ والإقليميّ وسأل حول ما تمّ التّطرّق إليه فيما يتعلّق بهذا الأمر خلال لقاء الأب الأقدس الرّئيس التّركيّ. وفي إجابته قال البابا لاوُن الرّابع عشر إنّ زيارته إلى تركيا ثمّ إلى لبنان لها موضوع خاصّ وهو الرّغبة في أن يكون رسول سلام وفي تعزيز السّلام في المنطقة. وأضاف أنّ لدى تركيا ميّزات كثيرة من وجهة النّظر هذه، فهي بلد أغلبيّة سكّانه من المسلمين ولكن هناك جماعات مسيحيّة كثيرة تظلّ أقلّيّة صغيرة وهناك أيضًا أشخاص من ديانات أخرى يتمكّنون من العيش في سلام. وتابع أنّ هذا أمر هامّ للتّأكيد على إمكانيّة العيش معًا في سلام رغم الاختلافات الدّينيّة والعرقيّة، وذكَّر بأنّ في تاريخ تركيا كانت هناك فترات لم تكن فيها الأمور بهذا الشّكل. وتحدّث قداسته عن أنّه كان من الهامّ أيضًا أن يتمكّن من الحديث عن السّلام مع الرّئيس إردوغان.
ثمّ كان هناك سؤال من صحفيّة من التّلفزيون التّركيّ إن كان البابا والرّئيس قد تحدّثا عن الوضع في غزّة وفي أوكرانيا. وأجاب قداسته أنّهما تحدّثا بالطّبع عن القضيّتين وقال إنّ الكرسيّ الرّسوليّ يدعم منذ سنوات حلّ الدّولتين، وأضاف أنّنا نعلم أنّ في هذه اللّحظة لا تقبل إسرائيل بعد هذا الحلّ، لكنّنا نرى أنّ هذا هو الحلّ الوحيد للنّزاع المتواصل. وتابع الأب الأقدس أنّنا أيضًا أصدقاء لإسرائيل ونسعى مع الطّرفين إلى أن نكون صوت وساطة يمكن أن يساعد في التّوصّل إلى حلّ عادل للجميع. وقال قداسة البابا إنّه تحدّث عن هذا مع الرّئيس إردوغان والّذي يتّفق على هذا الاقتراح أيّ حلّ الدّولتين، وتابع أنّ تركيا يمكنها أن تلعب دورًا هامًّا.
وينطبق هذا على أوكرانيا أيضًا، قال الأب الأقدس مذكّرًا بأنّ الرّئيس التّركيّ قد ساعد في دعوة الطّرفين إلى الحوار حين كانت هناك فرصة للحوار قبل أشهر لكنّنا لم نرَ حلًّا بعد، واليوم هناك مقترحات محدَّدة من أجل السّلام. وأعرب البابا لاوُن الرابع عشر عن رجائه أن يتمكّن الرّئيس إردوغان، بحكم علاقاته مع رؤساء أوكرانيا وروسيا والولايات المتّحدة، من المساعدة على تحفيز الحوار ووقف إطلاق النّار والتّفكير في كيفيّة حلّ هذه الحرب.
وفي ختام حديثه أشار قداسة البابا إلى اللّقاءات المسكونيّة القادمة بعد لقاءات تركيا، فتحدّث عن الاحتفال سنة ٢٠٣٣ بيوبيل الفداء، قيامة يسوع المسيح، وهو حدث نريد كمسيحيّين جميعًا الاحتفال به. وأضاف أنّ الفكرة قد قوبلت بترحيب ولكن لا توجد بعد الدّعوة، وتحدّث عن إمكانيّة الاحتفال في القدس مثلًا بهذا الحدث العظيم سنة ٢٠٣٣."
