الفاتيكان
03 شباط 2019, 09:26

ماذا قال أليساندرو جيزوتي عشيّة زيارة البابا إلى الإمارات؟

عشيّة بداية زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات العربيّة المتّحدة، من الثّالث وحتّى الخامس من شباط/ فبراير الجاري، أُجريت مقابلة مع المدير المؤقّت لدار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ أليساندرو جيزوتي. في حديثه، أكّد جيزوتي أنّ هذه الزيارة التّاريخيّة تتمحور حول حدثين هامّين: أوّلًا الحوار ما بين الأديان، ثمّ لقاء البابا مع الجماعات الكاثوليكيّة المحليّة، والتي تُعدّ زهاء تسعمائة ألف شخص، وقال بحسب "فاتيكان نيوز".

"إنّ هذه الزّيارة تشكّل مناسبة ملائمة من أجل تعزيز وتمتين الحوار ما بين الأديان وإرساء أسس الحضور الكاثوليكيّ في تلك الأراضي. وإنّ الجاليات الكاثوليكيّة المحليّة ناشطة وحيويّة، وتتألّف بشكل رئيسيّ من المهاجرين الأجانب، لاسيّما القادمين من آسيا، كالفيليبين ودول أخرى، ويتواجدون في الإمارات العربيّة المتّحدة لأسباب مرتبطة بالعمل.

إنّها المرّة الأولى التي يزور فيها بابا شبه الجزيرة العربيّة، لاسيّما الإمارات العربيّة المتّحدة. كما أنّها المرّة الأولى التي يحتفل بها البابا بالقدّاس في تلك المنطقة، مع الأخذ في عين الاعتبار أهميّة مشاركة البابا في لقاء مع باقي القادة الدّينيّين، لأنّ هذا الأمر أساسيّ بالنّسبة للحوار ما بين الأديان.

كما أُريدُ أن أذكر أوجه الشّبه بين زيارة البابا فرنسيس هذه، علمًا أنّه سيتوجّه بعد أقلّ من شهرين إلى المغرب، واللّقاء التّاريخيّ الذي تمّ بين القدّيس فرنسيس الأسيزي والسّلطان الملك الكامل. وفي العام 1219، وخلال الحملة الصّليبيّة الخامسة، تمّ هذا اللّقاء بين الرّجلين، وتميّز بالحوار والتّلاقي والتّعايش السّلميّ، وتندرج في هذا الإطار أيضًا زيارة البابا فرنسيس إلى كلّ من الإمارات العربيّة المتّحدة ومملكة المغرب. 

 

وأذكّركم أيضًا بالخطاب الذي وجّهه البابا فرنسيس إلى أعضاء السّلك الدّبلوماسيّ المعتمد لدى الكرسيّ الرّسوليّ، لمناسبة تبادل التّهاني بحلول العام الجديد في السّابع من كانون الثاني الماضي، عندما تحدّث عن أهميّة الحضور المسيحيّ في منطقة الشّرق الأوسط، وحثّ ممثّلي مختلف الدّول على السّعي إلى ضمان حضور وأمن الجماعات المسيحيّة في المنطقة. وشدّد البابا، في تلك المناسبة أيضّا، على أهميّة تعزيز الحوار مع المسلمين. وندّد بمن يزرعون بذور الحقد والكراهيّة، ومن يؤجّجون نيران الانقسامات والتّعصّب والأيديولوجيّات التي تستخدم اسم الله من أجل تبرير العنف.

 

وعن حضور إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيّب خلال الزّيارة أُؤكّد أنّ هذا الأمر يشكّل عنصرًا هامًّا آخر يزيد من أهميّة الزّيارة البابويّة، بحيث يوجد في الإمارات العربيّة المتّحدة مقرّ مجلس العلماء المسلمين، والذي يرأسه الإمام الطيّب. وهذه المؤسّسة أبصرت النّور في العام 2014، بهدف السّعي إلى تعزيز الحوار والسّلام بفضل جهود عدد من الشّخصيّات البارزة في العالم الإسلاميّ. وهنا، يجدر ذكر مسيرة الحوار الطّويلة التي أطلقها البابا فرنسيس مع إمام الأزهر، مع العلم أنّ هذا اللّقاء سيكون الخامس الذي يجمع الرّجلين، وكان الأوّل في العام 2016 والأخير في شهر تشرين الأوّل من العام الماضي.

كما من المنتظر أن تستضيف العاصمة الإماراتيّة أبو ظبي خلال أيّام الزّيارة حدثًا هامًّا، ألا وهو لقاء حول الأخوّة البشريّة، ويندرج في سياق المؤتمر الدّوليّ من أجل السّلام والحوار ما بين الأديان، والذي عُقد في القاهرة في أواخر نيسان من العام 2017.

إنّ ذروة هذه الزّيارة، بالنّسبة للجماعات الكاثوليكيّة المحليّة، تتمثّل في القدّاس الذي سيحتفل به البابا مع المؤمنين. وجرى حديث مع المدبّر الرّسوليّ في جنوب شبه الجزيرة العربيّة، المطران بول هيندر، الذي عبّر عن فرحته لهذه الزّيارة وبهجة المؤمنين الكاثوليك، ومعظمهم من المهاجرين. وهذا الحدث يكتسب أهميّة كبرى إذا ما أخذنا في عين الاعتبار الاهتمام الكبير الذي يوليه البابا فرنسيس بالمهاجرين بشكل عام.

ومن المُنتظر أن يشارك عدد كبير من المؤمنين في هذا الاحتفال الدّينيّ، والذي سيجري في إستاد زايد الرّياضيّ، في العاصمة الإماراتيّة أبو ظبي، علمًا أنّ سعة هذا الملعب الرّياضيّ تصل إلى خمسة وأربعين ألف شخصًا تقريبًا، مع ذلك تمّ توزيع مائة وخمسة وثلاثين ألف بطاقة. وهذا يعني أنّ حضور المؤمنين سيكون غفيرًا خارج الملعب الرّياضيّ، وسينتظر هؤلاء البابا الذي سيمرّ بسيّارة "البابا موبيل" ليُلقي التّحيّة عليهم."