متفرّقات
14 أيلول 2022, 08:25

ماذا جاء في البيان الختاميّ لمؤتمر المدارس الكاثوليكيّة الثامن والعشرون في لبنان؟

تيلي لوميار/ نورسات
إنعقد مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة الثامن والعشرين في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات-غزير تحت عنوان "الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الديناميّة المجمعيّة" في 6 و7 أيلول 2022، وأصدرت الأمانة العامة البيان الختامي التالي:

"برعاية وحضور صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وحضور غبطة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانيّة الأنطاكيّة الكاثوليكيّة، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي ممثّلًا فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، صاحب السيادة المطران حنّا رحمة، رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة،

Mgr Giovanni Bicchierri chargé d’affaire de la nonciature apostolique au Liban,

Mr. Philippe Delorme, secrétaire général de l’enseignement catholique en France

أصحاب السيادة المطارنة أنطوان نبيل العنداري وميشال عون ورئيسات ورؤساء عامين وأعضاء الهيئة التنفيذيّة، وبعض من السادة النوّاب وفعاليّات تربويّة وإجتماعيّة وقضائيّة وأمنيّة، مدير عام وزارة التربية، إتحاد المؤسّسات التربويّة الخاصّة، نقيب المعلّمين، رئيسات ورؤساء المدارس، واتّحادات لجان الأهل، اللجنة الإداريّة لقدامى المدارس الكاثوليكيّة، بعض من الجهات المانحة، وممثّلين عن الأهل والمعلّمين والقدامى،

إنعقد مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة الثامن والعشرين في مدرسة مار الياس للراهبات الأنطونيات-غزير تحت عنوان "الحوكمة في المدارس الكاثوليكيّة من منظور الديناميّة المجمعيّة".

تضمّن المؤتمر في يومه الأوّل حفلُ افتتاح وندوةٌ حضوريّة، كما ورش عمل في ستّ مناطق جغرافيّة في يومه الثاني.

 

أوّلاً: حفل الافتتاح

افتتح اللقاء باحتفال ديني وتخلّله لوحة تعبيريّة قدمها بعض من طلاب مدرسة مار يوسف لراهبات القلبين الأقدسين - عين نجم على أنغام جوقة فيلوكاليا بإدارة السيدة ريبيكا يوسف، ثم قام ممثل عن كل من مكوّنات العائلة التربويّة بتجديد فعل ايمانه بالمدرسة الكاثوليكيّة وبدورها ورسالتها الدينيّة والتربويّة والإنسانيّة.

 

ثانيًا: الجلسة الافتتاحيّة

قدّم خطباءَ حفلِ الافتتاح الإعلامي يزبك وهبه وتتابعتْ كلماتُ حفل الافتتاح كالتالي:

- اعتبر الأب يوسف نصر ب.م. الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان أنّ الواقع يحتّمُ علينا إيجاد سبلٍ جديدة لإدارةِ مدارسنِا بأسلوبٍ تشاركيّ، يسفِرُ عن "حوكمة جديدة" لمواجهة الأزمة داعيًا إلى إعلان حالة طوارئ تربويّة والى انعقاد مؤتمرٍ تربويٍّ وطنيٍّ شامل.

- أشاد وزير التربية الوزير عباس الحلبي بالحوار القائم بين مكوّنات الأسرة التربويّة لإنقاذ العام الدراسيّ؛ ودعا إلى عدم تعميم الإحباط ومواجهة تداعيات الأزمة من خلال التعاون، من منطلق الشراكة في تحمّل المسؤوليّة.

- أشار الأمين العام للتعليم الكاثوليكيّ في فرنسا السيّد فيليب دولورم إلى إشراك الجميع في التغيير وفي بناء الرؤية الاستشرافيّة العتيدة للرسالة التربويّة في المدرسة الكاثوليكيّة، المبنيّة على الرجاء المسيحيّ الفرح.

- اعتبر المطران حنا رحمه رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة، إنَّ العَمَل في المدرسةِ الكاثوليكيَّةِ هُوَ رسالةٌ كنسيَّة بامتياز لا تُحقِّقُ مبتغَاهَا إلاّ في ديناميّةٍ سينودُسِيَّةٍ نسير فيها معًا، وبالتّضامُنِ والتّكافُلِ بين كلّ المعنيّين.

- تلا المونسنيور جيوفاني بيكيري، القائم بأعمال السفارة البابويّة في لبنان، كلمة الكاردينال جوسيبي فرسالدي، رئيس المجمع الحبريّ للتربية، وأوضح أن الترابط الوثيق بين مختلف مكوّنات الجماعة التربويّة داخل المؤسّسات التربويّة كفيلٌ بأن يرسم ملامح حوكمة تشاركيّة من شأنها أن تقود المؤسّسات التربويّة الكنسيّة إلى تحقيق رسالتها.

- رأى صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّيّ الطوبى أنه من خلال موضوع هذا المؤتمر يواكب المجتمعون الكنيسة الكاثوليكيّة في مسيرتها السينودسيّة، بما تعني من شركة ومشاركة ورسالة، من أجل حوكمة أفضل في مدارسنا الكاثوليكيّة.

 

ثالثًا: الجلسة العامة

انعقدت هذه الجلسة حضوريًّا بعد حفل الافتتاح مباشرة وأدارتْها البروفيسور نيكول صليبا شلهوب من جامعة الروح القدس الكسليك، وتحدّث فيها كلٌّ من:

الأب البروفيسور جورج حبيقه الذي رأى أن النهج السينودوسيّ يرتكز على شرطَين لا غنىً عنهما: الشراكة والمشاركة، مما يوجب إحداث تغييرات متنوّعة سواء على مستوى إعداد المعلّمين وعلى مستوى الأبحاث التربوية... بالإضافة إلى ضرورة تخصيص وقت للمشاركة والتبادل مدعومًا بالأصالة والشجاعة في إطار من الحريّة والحقيقة والمحبّة.

الأب البروفيسور اكزافيه نوتشي اليسوعي عرض لتجربة شخصيّة لطريقة تطبيق هذا الأسلوب من الحوكمة الجديدة وخلص إلى ضرورة تبنّي حوكمة تشاركيّة تجعل من كلّ واحد شريكًا وفاعلًا في تحقيق الهدف المشترك، وتتيح بالفعل عينه تزخيم الشجاعة والابتكار اللازمين في سبيل خدمة الجميع.

في نهاية الجلسة العامّة، تولّت الأخت نوال عقيقي منسّقة أعمال المؤتمر شرح مضمون وآليّات ورش العمل المقرّر تنفيذها في اليوم الثاني واختتم وقائع اليوم الأول الأب يوسف نصر بصلاة ذات طابع روحيّ وتربويّ.

 

رابعًا: ورش العمل

في اليوم الثاني من المؤتمر، توزّع المشاركون الذين ناهز عددهم الثلاثمئة مشارك من مختلف مكوّنات الأسرة التربويّة (مدراء مدارس – أساتذة – أهل – قدامى) ضمن ستّ مناطق جغرافيّة على امتداد الوطن، وذلك لعيش الروح المجمعيّة والتفكّر معًا وتبادل الخبرات كخطوة أولى من "السير معًا" نحو غدٍ أفضل.

استضافت ورش العمل ستّ مدارس كاثوليكيّة انقسم المشاركون في كلّ منها الى حلقتي بحث لمناقشة المواضيع المحدّدة والخروج بورقة عمل مشتركة، تحت إشراف دكاترة متخصّصين، وقد ناقشوا المواضيع التالية هي:

الحلقة الأولى: الحوكمة والسلطة الإداريّة - Gouvernance et Autorité

الدكاترة المشرفون على هذه الحلقة في مختلف المناطق هم:

Dr. Yvette Gharib (USJ)-Dr. Gloria Haddad (USJ) - Dr. Norma Zakaria(USEK)-Dr. Rayan Haykal (ULS) - Dr. Samia Issa (USJ) - Dr. Nehme Azoury (USEK)

 

الحلقة الثانية: حوكمة المدارس الكاثوليكيّة والانفتاح على التغيير والابتكار من منظور التنمية المستدامة.

Gouvernance des écoles catholiques et ouverture aux changements et à l’innovation dans une perspective de développement durable.

الدكاترة المشرفون على هذه الحلقة في مختلف المناطق هم:

Dr. Eva Hashem(USEK)-Dr. Wadiha El Khoury(USJ)-Dr. Fadi El Hajj(USJ)– Dr. Elie Mekhael(UL)-Dr. Dany Ghsoub (NDU) - Dr. Wadih Skaff (USJ)- Dr. Pierre Khoury (ULS)

 

وفي الختام خرج المشاركون بأفكار متنوّعة وغنيّة تشكّل أرضيّة ملائمة لبلورة خطّة عمل موحّدة تتضمّن اقتراحات عمليّة لحوكمة جديدة، نلخّصها بما يلي من التوصيات.

خامساً: التوصيات

إستنادًا الى تعاليمِ الكنيسةِ الإجتماعيّةِ والتربويّةِ والى ما تمَّ التداولَ به خلالَ المؤتمرِواستتباعًا لتوصياتِ المؤتمراتِ السابقة وانطلاقًا من غايةِ المؤتمرِ وأهدافِهِ الداعيةِ الى اعتمادِ الديناميّةِ المِجْمِعيَّةِ في حَوكَمَةِ مؤسَّساتِنا التربَوِيَّة وتَحديدِ مقوِّماتِ الصمود، التي إذا ما فَقَدناها نَدْخلُ في مرحلةِ الخطرِ الوُجودِيِّ الداهِم، صَدرَتْ التوصيات التالية:

أولاً:    إلتزامُ المدارسِ الكاثوليكيّةِ بقراراتِ الأمانةِ العامّة المنبثقةِ عن هيئاتِها المختلفة، واعتبارُ هذه القراراتِ ملزمةً على الصعيدِ التربويّ، ممّا يُحتِّمُ عليها العملَ والتعاطي فيما بينَها كجِسمٍ كنسيٍّ واحد.

ثانيًا:   تطويرُ بُنَى التواصلِ الفعّالِ، إنطلاقًا مِنْ روحِ الديناميّةِ المجمعيّة، بينَ مُختَلِفِ الفُرَقاءِ في المؤسَّسةِ التربويّةِ الواحدة، وفيما بينَ المؤسّساتِ التربويّةِ وخصوصًا تلك الواقعةَ ضمنَ نطاقٍ جغرافيٍّ واحدٍ، بهدفِ الإغناءِ المتبادَلِ والتَشارُكِ في الخُبُراتِ والآراء.

ثالثًا: إعتمادُ أسلوبٍ تشاركيٍّ في إدارةِ مدارِسِنا، بعيدًا عن ممارسةِ السلطةِ بالطُرُقِ التقليدِيَّةِ، وذلكَ مِنْ خلالِ إنشاءِ "مجلِسِ المدرسة" مكوّنٍ من الإدارة، الأساتذة، الأهل، القدامى والمُتعلّمين، يكونُ مساحةَ لقاءٍ وحوارٍ لاستنباطِ القراراتِ التي تَهُمُّ الحياةَ المدرسيّةَ ومصلحةَ الطلاب.

رابعًا: اعتمادُ أسلوبِ حوكمةٍ جديدٍ، مُنْبَثِقٍ عَن الديناميّةِ المجمعيّةِ، مبنيٍّ على الشفافيّةِ والمُساءَلَةِ والمَسؤوليّةِ الجماعيّةِ والفرديّة.

خامسًا: خلقُ إطارٍ تدريبيٍّ لكلِّ مكوّناتِ العائلةِ التربويّة يَتَمَحْوَرُ حولَ الحَوكَمَةِ التَشارُكيّةِ ويَهْدِفُ الى تَمْتِينِ المسؤوليّة المشتَرَكَة.

سادسًا: خلقُ إطارٍ إيجابيٍّ مُحَفِّزٍ يُؤَمِّنُ للمُعلِّمِ حَدًّا أدْنى مِنَ العيشِ الكريمِ بِما يُعَزِّزُ انْتِماءَهُ ويُطوِّرُ مَهاراتِه، لضمانِ جودةِ التعليم.

سابعًا: خلقُ شبكةِ أمانٍ اجتماعيٍّ في كلِّ مؤسّسةٍ تربويّة، قِوامُها التضامُنُ الإنسانِيّ، تَعْتَمِدُ الحاجةَ معيارًا وحيدًا للمساعدة.

ثامنًا: إدراجُ خُطّةِ التنميةِ المستدامَة ضمنَ المناهِجِ التربويّة، وحَثُّ المؤسّساتِ التربويّةِ على تَبَنّيها على الصعيد الاقتصاديّ، الاجتماعيّ، التربويّ والانسانيّ، ودَمْجِها في مشاريعِ المدارسِ التربويّة وبشكلٍ خاص تلك التي تَهدفُ الى إحياءِ روحِ المواطنةِ المسؤولةِ والفاعلة.

تاسعًا: إعادةُ مَوْضَعَةِ القيمِ الإنسانيّةِ في صميمِ العمليّةِ التربويّة، ومِنْ ضِمْنِها الاحترام، الشفافيّة، الصدق، وروحُ المسؤوليّة.

عاشرًا: تعزيزُ روحِ الشراكةِ مع سائرِ الافرِقاءِ المَعْنيّينَ بالشأنِ التربويّ على الصَعيدَينِ الوطنيّ والعالميّ.

إن الأمانةَ العامّة للمدارسِ الكاثوليكيّة تَعي أنَّ تطبيقَ هذه التوصياتِ ودخولَها حيّزَ التنفيذِ ليس أمرًا بديهيًّا، إنّما يتطلَّبُ ملاحقةً ومتابعةً وتدريب، لذلك إرتأتْ إنشاءَ لجنةٍ خاصّةٍ منبثقةٍ عن هيئاتِ الأمانةِ العامّة تنسّقُ بشكلٍ دوريٍّ ومناطقيٍّ مع مكوّناتِ العائلةِ التربويّةِ كافة.

وفي الختام، تتقدّمُ الأمانةُ العامّةُ للمدارسِ الكاثوليكيّة في لبنان بالشكرِ الجزيلِ من اللجنةِ المنظّمة والمؤسّساتِ الداعمة ووسائلِ الإعلام وبشكل خاصTélélumière ، Téléliban، وتتمنّى للمؤسّساتِ التربويّة بَدءَ عامٍ دراسيٍّ هادئٍ ومَرِن، بعيدًا عن جوِّ القلقِ والاضطراب والتشنّج والمزاحمة."