دينيّة
20 آب 2017, 07:00

ماذا تعني صلاة "الأبانا"؟

ماريلين صليبي
9 "فصلّوا أنتم هذه الصّلاة: أبانا الذي في السّماوات، ليتقدّس اسمك 10 ليأت ملكوتك ليكن ما تشاء في الأرض كما في السّماء 11 أرزقنا اليوم خبز يومنا 12 وأعفنا ممّا علينا فقد أعفينا نحن أيضًا من لنا عليه 13 ولا تعرّضنا للتّجربة بل نجّنا من الشّرير 14 فإن تغفروا للنّاس زلّاتهم، يغفر لكم أبوكم السّماويّ 15 وإن لم تغفروا للنّاس، لا يغفر لكم أبوكم زلّاتكم."

 

هذه هي الصّلاة التي أوصانا الرّبّ يسوع بتلاوتها في إنجيل متى 6/ 9-15، يوم كان على الجبل يعلّم الجموع والتّلاميذ. ولكن هل نردّد هذه الصّلاة بإدراك تامّ لمعناها؟


أوّلًا، يتوجّه يسوع بكلامه إلى تلاميذه مستخدمًا كلمة "أبانا" وذلك للتّأكيد على أنّ المصلّي يجب أن يكون ابنًا للآب، أي أن يطيع أباه ويحفظ كلامه ويعمل بتعاليمه، وأن يعتبر الآخرين إخوته في الإنسانيّة فيبادلهم المحبّة والخير.
بعد مناجاة الآب السّماويّ، تتتابع طلبات ثلاث فاعلُها الأساسيّ هو الإنسان نفسه، فعلى كاهل المرء تترتّب مسؤوليّة تقديس الآب من خلال أعماله الصّالحة، ونشر ملكوته من خلال تعامله الخيّر مع الآخرين، والقبول بمشيئة الله.
أمّا الطّلبات الأربع التي تلي تلك السّابقة ففاعلُها الأساسيّ هو الله؛ إذ عندما يقوم الإنسان بأعمال البِرّ ويسير مع الله على الطّريق المستقيم وينفّذ الطّلبات الثّلاث الأولى، تصبح مطالبته الله بالغفران والمساعدة في المحن وتأمين القوت اليوميّ محقّة.
يُذكَر أنّ الخبز مصطلح يجسّد الحاجات المادّيّة من مأكل ومشرب وملبس والأخرى الرّوحيّة من أسرار الكنيسة؛ وأنّ الإمتحان الذي يُدخلنا فيه الله لا يُخرجْنا خاسرين فاشلين بل أقوى وأمتن بالإيمان والرّجاء.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ في الآيات 14 - 15 تفصيلًا محدّدًا يتناول الشّرط الذي على الإنسان إستيفاؤه لنيل الغفران من الله، وهو مسامحته لإخوته إذا ما أخطؤوا إليه، وفي ذلك دليل قاطع على أهمّيّة التّسامح والمحبّة.

كثيرة هي المرّات التي نردّد فيها صلاة الأبانا، ولكن قلائل هم من يتعمّقون بفهم معانيها وعيشها في حياتهم. 
يقول متّى ٧ /٢١: "ما كلّ من يقول لي: يا ربّ، يا ربّ، يدخل ملكوت السّماوات، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السّماوات"؛ فلتكن "الأبانا" منذ اليوم سبيلَ حياةِ كلٍّ منّا لنكسب به الحياة الأبديّة.