الفاتيكان
29 أيلول 2020, 13:50

مئة عام على تأسيس راعويّة البحار!

تيلي لوميار/ نورسات
أطلق عميد الدّائرة الفاتيكانيّة الّتي تُعنى بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة الكاردينال بيتر توركسون، في المئويّة الأولى لراعويّة البحار، دعوة إلى جميع المجالس الأسقفيّة "من أجل تعيين أسقف لتعزيز العناية والاهتمام بالبحارة والعاملين في البحار، فيما يحثّ أساقفة الأبرشيّات البحريّة على أن يعيّنوا مرشدين لراعويّة البحار معتبرينها جزءًا لا يتجزّأ من المسؤوليّات الرّاعويّة للأبرشيّات والرّعايا."

الدّعوة هذه ذكرها في سياق رسالة خاصّة بالمناسبة، وجّه فيها كذلك نداءً لضمان تناوب الطّواقم الّذين تقطّعت بهم السّبل في البحر بسبب وباء كورونا، فـ"مع إغلاق الحدود والحجر الصّحّيّ الّذي فرضته العديد من الحكومات للتّعامل مع الوباء، ظهرت أزمة إنسانيّة طارئة في البحر، إذ يُقدَّر أنّ أكثر من ثلاثمائة ألف بحّار وعامل في البحريّة قد تقطّعت بهم السّبل في البحر، وتمَّ تمديد عقودهم إلى أكثر من أحد عشر شهرًا الحدّ الأقسى الّذي حدّدته اتّفاقيّة العمل البحريّ، ممّا تركهم بعيدًا عن أحبّائهم، ومعرّضين للإجهاد العقليّ والإرهاق الجسديّ. لقد تمَّ تجاهل نداءات من جهات مختلفة لاعتبارهم "عاملين أساسيّين" وبالتّالي لإنشاء "قنوات خاصّة" لتسهيل تغيير الطّاقم.  

من هنا، وكما فعلت "Stella Maris" منذ نشأتها، نريد أن نعرب عن تضامننا مع البحّارة ونطلب من الحكومات والمنظّمات الوطنيّة والدّوليّة التّعاون من أجل حلّ هذا الوضع المأساويّ من خلال تطبيق البروتوكولات المعتمدة من قبل المنظّمة البحريّة الدّوليّة للسّماح بالتّناوب الآمن للطّواقم. نريد أن نرى البحّارة الّذين تقطّعت بهم السّبل في البحر يعودون إلى بلدانهم ويلتقون بأحبّائهم!".

واستعاد توركسون في رسالته الخطوات الأولى لراعويّة البحار وصولاً إلى اليوم، وتوقّف عند ما شهدته الخدمة الرّعويّة من تطوّر من خلال استخدام تقنيّات جديدة، لافتًا إلى أنّنا "اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى، نحن مدعوّون في رسم مستقبل هذا العمل الرّاعويّ لكي ننفتح على روح التّجديد ونجد طرقًا ووسائل جديدة لنكون كنيسة تُبحر مع البحّارة."  

وشدّد العميد توركسون، وبحسب "فاتيكان نيوز"، على أنّه "ولو تغيّرت طريقة تقديم الرّعاية الرّاعويّة بشكل جذريّ بسبب القيود الّتي فرضها وباء فيروس الكورونا، فلا يجب أن يتغيّر جوهر "خدمة الحضور" من خلال استخدام الأدوات التّكنولوجيّة أيضًا لتقديم الدّعم والمساعدة"، داعيًا إلى اكتشاف مجدّدًا معنى الصّلاة، من أجل الاستمرار في النّموّ في هذه الرّسالة، وإعادة إنشاء مجموعات الدّعم من أجل تعزيز التزام الكهنة.  

يُذكر أنّه كان من المقرّر أن يُحتفل بالمئويّة الأولى لولادة راعويّة البحار خلال المؤتمر العالميّ الـ25 لراعويّة البحار في غلاسكو- اسكتلندا، من 29 أيلول/ سبتمبر وحتّى الرّابع من ت1/ أكتوبر المقبل، ولكن تمّ تأجيله بسبب كورونا. وسيترأّس للمناسبة أسقف غلاكسو المطران فيليب تارتاليا قدّاسًا إلهيًّا يوم الأحد المقبل، يتمّ نقله على الهواء مباشرة عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ.