العالم
19 تموز 2024, 09:30

مؤتمر شيان حول تاريخ الكنيسة الشرقيّة في الصين

تيلي لوميار/ نورسات
إنعقد مؤتمر الدراسات المسيحيّة، منتدى Jingjiao 2024، تحت عنوان "اتّجاهات جديدة ومواد جديدة واكتشافات جديدة"، من تنظيم معهد دراسات طريق الحرير في جامعة شمال غرب الصين وجمع أكثر من 20 متحدّثًا من مؤسّسات في البرّ الصينيّ الرئيس وماكاو وإيطاليا. شارك فيه كهنة من أبرشيّات صينيّة عدّة (شيان وشانغهاي وبكين)، نقلًا عن وكالة فيدس.

 

تمّ تقديم العديد من التقارير من الحملات الأثريّة التي أجريت في الأماكن التي توجد فيها حاميات رسالة لكنيسة المشرق على الأراضي الصينيّة. والمعلوم أنّ البحث يجعل ممكنةً إعادةَ بناء إيقاعات الحياة اليوميّة لهذه الجماعات المسيحيّة المتحلّقة حول الأديرة، وممارساتها.  

يقول ليو وينسو من جامعة صن ياتسن في تقريره عن التنقيب في موقع تورفان الأثريّ إنّ اكتشاف أشياء من عصور مختلفة في المواقع يشهد على أنّ وجود جماعات كنيسة المشرق القديمة في الصين، استمرّ لمئات السنين.

 

قال البروفسور روبرتو كاتالانو، من معهد جامعة صوفيا في لوبيانو (إيطاليا)، "كان رهبان الكنيسة الشرقيّة، الذين وصلوا من بلاد فارس على طول طريق الحرير، قليلي العدد، ولم يكن لديهم أجندة سياسيّة أو مشروع" لتحويل الإمبراطوريّة الصينيّة. في البداية بشكل خاصّ، مارسوا أسلوبًا "متجوّلًا" في التبشيرالمسيحيّ مشابهًا لأسلوب الرسل الأوائل... لم يكن وجودهم قوّة "معادية" في ما يتعلّق بالنظام الاجتماعيّ والسياسيّ: لقد طلبوا وانتظروا موافقة الإمبراطور، الذي عُرضت صورته في الكنائس ليظهر للجميع أنّهم حصلوا على إذنٍ إمبراطوريّ.

 

منذ اللحظة التي وصلوا فيها إلى الصين، في عملهم لشرح الإيمان بالمسيح للشعوب الأخرى، إستعان الرهبان بمصطلحات من البوذيّة والطاويّة والمصادر الصينيّة الكلاسيكيّة. "بهذه الطريقة"، لاحظ الأب أندريا تونيولو، عميد كلّيّة اللاهوت في تريفينيتو، في مداخلته، حاولوا صياغة "توليفة لاهوتيّة باللغة الصينيّة، لغةٍ مختلفة ثقافيًّا عن لغة الأصل الساميّ أو اليونانيّ الرومانيّ"..."حتّى تكريم مريم العذراء، والدة يسوع"، وثّق دينغ رويزونغ من أكاديميا شنشي للعلوم الاجتماعيّة في مداخلته، "تمّ تقديمه بأشكال ولهجات مألوفة لتقاليد الأجداد في الثقافة الصينيّة".

 

كانت مغامرة كنيسة المشرق القديمة في الصين، التي تمّ سردها في شاهدة شيان، معروفة جيّدًا لليسوعيّ البرتغاليّ مانويل دياس ورفيقيه الإيطاليَيْن جوليو أليني ومارتينو مارتيني، وهم يبحثون، في القرن السابع عشر، عن طرق جديدة لإعلان الإنجيل في المجتمع والثقافة الصينيّين. وأوضح المتحدثان تيريزا هو شين، ويانغ هونغ فان كيف ظلّ تاريخ الكنيسة الشرقيّة على الأراضي الصينيّة نقطة مرجعيّة، وهي تجربة تاريخيّة ينظر إليها على أنّها "معجزة إلهيّة" تمكن إعادة ربطها بكلّ "بداية جديدة" حقيقيّة للمسيحيّة في الأرض الوسطى....

وعن اكتشاف شاهدة شيان يُقال إنّه حطّم "أسطورة الصين المقاومة والمغلقة"، لأنّه شهد على عمل الأباطرة الصينيّين الذين أصبحوا حماة للمسيحيّين.

 

اختتم مؤتمر شيان بتأكيد فرصة تعميق الدراسات والتبادلات الثقافيّة حول تاريخ الكنيسة الشرقيّة في الصين. وأعلن العلماء الصينيّون صراحة عن نيّتهم دراسة اللقاء بين المسيحيّة والحضارة الصينيّة، الذي حدث قبل وقت طويل من بداية الحداثة الغربيّة، وتعزيزه. في هذا اللقاء القديم، وصلت جماعة تحمل الإعلان المسيحيّ إلى الصين من دون فرض نفسها كـ "منتَج مستورَد". ومن خلال عمليّات طويلة وصبورة، تمكّنت التجربة المسيحيّة من الازدهار من خلال التكيّف مع السياق الثقافيّ والاجتماعيّ والسياسيّ لإمبراطوريّة تانغ ويانغ في الصين....