مصر
16 تشرين الأول 2024, 07:00

مؤتمر "رعاة حسب قلبي" لمجلس كنائس مصر

تيلي لوميار/ نورسات
تحت شعار "رعاة حسب قلبي" (إر 15:3)، يواصل مؤتمر لجنة الكهنة والرعاة لمجلس كنائس مصر فعاليّاته في مركز لوجوس في دير الأنبا بيشوي-وادي النطرون. المؤتمر، الذي يستضيفه قداسة البابا تواضروس الثاني، يشهد حضورًا واسعًا من كهنة وقساوسة وشيوخ كنائس يمثلّون الكنائس الخمس الأعضاء في المجلس.

 

في افتتاح المؤتمر، رحّب القس ناجح فوزي، رئيس اللجنة، بالمشاركين، موجّهًا شكره لقداسة البابا تواضروس على استضافة المؤتمر. أوضح القسّ فوزي في كلمته رؤية اللجنة ورسالتها، مشيرًا إلى أنّ المؤتمر السنويّ ليس الحدث الوحيد الذي تنظّمه اللجنة، بل هي تسعى كذلك إلى إقامة لقاءات يوميّة على مدار العام لمناقشة القضايا التي تشغل اهتمام الكهنة والرعاة، مع تأكيد توسيع نشاط المجلس ليشمل أبرشيّات خارج القاهرة.

كما قدّم الأب يشوع بخيت، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، عرضًا تفصيليًّا حول نشاط المجلس، مؤكّدًا أنّ رؤية المجلس تقوم على المحبّة والتعاون بين الكنائس الأعضاء.

أشار القسّ جورج شاكر، نائب رئيس الكنيسة الإنجيليّة، في كلمته على المحبّة، إلى أنّ السيّد المسيح قدّم لنا أعظم مثال للحب من خلال الخلاص، ودعا في صلاته لأن نكون واحدًا، فالمحبّة تجمعنا دائمًا ولا تفرقنا، مستشهدًا بالقول الكتابيّ "المحبّة لا تسقط أبدًا". وأضاف أن تنوّع الكنائس لا يلغي وحدتها، فنحن نؤمن بكتاب مقدّس واحد ومسيح واحد، وهذا التنوّع يُعدّ مصدر ثراء ويعكس عمق التجربة الإيمانيّة.

تحدّث المطران توماس عدلي، في كلمته عن أنّ السيّد المسيح يدعونا جميعًا لنكون "بناة سلام" في عالم يمتلئ بالتحدّيات والانقسامات. وأوضح أنّ دعوة السيّد المسيح ليست مجرّد دعوة للمصالحة بين الناس، بل هي دعوة لنعيش في سلام داخليّ مع الله ومع أنفسنا. وأضاف أنّ رسالتنا كمسيحيّين تقتضي أن نكون صانعي سلام في محيطنا وبيئتنا، وأن نعمل على بناء جسور الحوار والتفاهم مع الأطراف جميعها، وذلك من خلال الخدمة المخلصة والتواضع. ودعا الجميع إلى التأمّل في كلمات السيّد المسيح التي تحمل في طيّاتها رسالة محبّة وسلام لا تنتهي.

شدّد، المطران سامي فوزي، مطران الكنيسة الأسقفيّة، على أنّ وحدة المحبّة والتواضع والخدمة هي أساس وجودنا كشهود للمسيح في العالم. وأشار إلى أنّ الكنيسة اليوم مدعوّة لتقديم صورة واضحة عن المسيح من خلال حياتها اليوميّة وخدمتها للآخرين. وأصرّ على أنّ عالمنا بحاجة ماسّة إلى رؤية هذه الصورة فينا، حيث هو يفتقر إلى المعنى الحقيقيّ للمحبّة التي تجمع ولا تفرّق، وتبني ولا تهدم. وأضاف أنّ هذا المؤتمر يمثّل فرصة حقيقيّة للتأمّل في معاني الوحدة التي دُعينا إليها، وهو أيضًا وقت ملائم للتفكير في كيفيّة تجديد رسالتنا في الخدمة والعمل الروحيّ، مؤكدًا أنّ الروح القدس هو الذي يعمل فينا وفي حياتنا إذا اتبعنا دعوته بإخلاص.