مؤتمر الانتشار الرّوميّ الملكيّ الثّاني اختتم أعماله برعاية البطريرك العبسيّ
وحضر الجلسة وزير الإعلام الدّكتور بول مرقص ممثّلًا رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون ودولة رئيس مجلس الوزراء الدّكتور نوّاف سلام، النّائب ميشال موسى ممثّلًا رئيس مجلس النّوّاب نبيه بري، النّائبان جورج عقيص وسليم عون، النّوّاب السّابقون: ميشال فرعون، إيلي ماروني وخليل الهراوي، مفتي زحلة والبقاع الشّيخ الدّكتور علي الغزّاوي ممثّلًا مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللّطيف دريان، السّيّد علي السّيّد قاسم ممثًلًا نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى الشّيخ علي الخطيب، القاضي الشّيخ دانيال سعيد ممثّلًا شيخ عقل طائفة الموحّدين الدّروز الشّيخ سامي أبي المنى، أساقفة السّينودس المقدّس، الأرشمندريت جورج معلوف ممثّلًا المتروبوليت أنطونيوس الصّوريّ، رئيس عامّ الرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة الأرشمندريت جورج نجّار، النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت إيلي معلوف، عضو المجلس الدّستوريّ القاضي إيلي مشرقاني، رئيس بلديّة زحلة- المعلّقة وتعنايل المهندس سليم غزالة، رئيس بلديّة شتورا ميشال مطران، رئيس جمعيّة تجّار زحلة زياد سعادة، رئيس تجمّع الصّناعيّين في البقاع نقولا أبو فيصل، وعدد من ممثّلي الأحزاب ومدعوّين.
إفتتحت الجلسة بالنّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ ومن ثمّ كلمة ترحيب من مقدّم الحفل الإعلاميّ ماجد أبو هدير، فكلمة رئيس الجمعيّة الرّوميّة الملكيّة العالميّة البروفيسور يوسف بخاش الّذي رحّب بالحضور وشرح الهدف من إقامة المؤتمر فقال:
"إنعقد مؤتمر الانتشار الثّاني المخصّص لتفعيل التّواصل بين الرّوميّين الملكيّين الكاثوليك المشرقيّين وإخوانهم في دول الانتشار في ظلّ شرق مشتعل وغرب يسير بخطى ثابتة نحو التّفتّت المجتمعيّ والانهيار الأخلاقيّ والبدع غير المألوفة. وكلّ ذلك في عالم تحوّل بقارّاته الى قرية إعلاميّة صغيرة بفضل التّكنولوجيا الرّقميّة والعالم الافتراضيّ بما يشكّل سيفًا ذو حدّين .
ونحن أبناء الكنيسة الرّوميّة الملكيّة الكاثوليكيّة عاهدنا أنفسنا على الاستفادة من الحدّ الإيجابيّ الّذي يساعدنا على التّواصل المثمر في ما بين أبناء الكنيسة في سعي دؤوب للتّعريف أو التّذكير إذا ما صحّ التّعبير بتعاليم الكنيسة الأمّ الّتي هي أوّلًا وأخيرًا لمصلحة الإنسان وإنسانيّته."
وأضاف: "نظرة إلى الأحداث والتّطوّرات الّتي عصفت بمشرقنا العربيّ منذ انعقاد المؤتمر الماضي تثبت الحاجة إلى التّكاتف والتّواصل والتّنسيق مع الانتشار. فعلى سبيل المثال وليس الحصر التّحوّلات المتسارعة في سوريا الّتي وضعت إخوتنا وأخواتنا في الكنيسة في مهبّ الأحداث وبات كلّ واحد منهم يشعر بخطر غير محدود وغير منظور.وكذلك الأمر بالنّسبة للملكيّين الكاثوليك في فلسطين المحتلّة وهذا ما يؤكّد على الخطر الدّائم ويبرز الحاجة إلى التّأقلم وتشكيل مجموعات ضغط تعمل في مراكز القرار لإبعاد الخطر وتثبيت الوجود في الشّرق الّذي هو مهد المسيح والمسيحيّة. مسؤوليّتنا لا تنحصر بتوصيف التّحدّيات، بل بالبحث عن سبل لمعالجتها وتخطّيها. وإنطلاقًا من هنا عقدنا العزم على تفعيل التّواصل وقد
بدأنا البحث عن الحلول وعملنا منذ ما قبل المؤتمر الأوّل وجلنا منذ ذلك الحين من الخليج العربيّ إلى القارّة الأوروبيّة وتواصلنا افتراضيًّا مع إخواننا في الأميركيّتين وأستراليا .
فتواصلنا مع العلمانيّين في أبرشيّات الاغتراب وعقدنا معهم سلسلة من الاجتماعات الافتراضيّة.ومن جملة التّحدّيات الّتي لاحظناها خلال عمليّات التّواصل هذه أنّ تطلّعات الاغتراب تتبدّل بين الأجيال وهناك فرق بين من هاجر قديمًا بحثًا عن ظروف عيش أفضل. ومن هاجر هربًا من الأحداث في المنطقة فالأوّل تأقلم مع مجتمعاته أمّا الثّاني فما زال يبحث عن هويّته المشرقيّة ."
وتابع: "مؤتمرنا لم يبدأ الآن بل منذ الصّباح حيث عقدنا سلسلة من ورشات العمل استعرضت ما قمنا به خلال السّنة الماضية وتعلمون أنّها كانت صعبة للغاية ومليئة بالتّحدّيات الأمنيّة والوجوديّة ومع ذلك ثابرنا على العمل ونضع أمامكم النّتيجة الّتي تشاهدون وأعددنا التّوصيات الّتي تشكّل خطّة العمل للسّنة المقبلة وأبرزها التّحضير لمؤتمر في الأردنّ كخطوة أولى للتّوجه نحو الانتشار ولمّ الشّمل."
وإختتم بخاش: "هذا اللّقاء له نكهة مميّزة. فإضافة إلى كونه يشكّل ختامًا للسّينودس المقدّس الّذي انعقد في عاصمة الكثلكة بمناسبة اليوبيل الـ ٢٠٠ لأعجوبة خميس الجسد وعلى مقربة من منزل الطّوباويّ الأب بشاره أبو مراد وبين أهلنا في زحلة والبقاع وهم يشكّلون جزءًا لا يتجزّأ من الكنيسة الرّوميّة الملكيّة وفي أحضان سيّدة النّجاة الّتي ألهمتنا العمل على تخطّي الصّعاب ومثل السّيّدة العذراء الّتي منحتنا القوّة للمثابرة على إنجاح هذا المؤتمر."
وعرض وثائقيّ عن أحدث أبرشيّة ملكيّة تأسّست في الاغتراب في بلجيكا، ثمّ كان عرض لرسالة مسجّلة لراعي أبرشيّة أستراليا المطران روبير ربّاط حول تحدّيات المجتمعات الملكيّة في دول الإنتشار.
وعرض وثائقيّ خاصّ عن تطواف القربان المقدّس في زحلة بعنوان "مئتا عام من الشّهادة في الإيمان بالمخلّص"، بعده جرى عرض رسالة عن تحدّيات المجتمعات الملكيّة في دول المشرق العربيّ مع الأب نبيل حدّاد.
وخصّص المؤتمر زاوية خاصّة للحديث عن ستّة عشر أسقفًا توالوا على أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع حيث عرض فيديو خاصّ بهم.
رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم ألقى كلمة رحّب فيها بالحضور وشكر المنظّمين وممّا قال:
"من رحم البقاع، ومن قلب عروسه المتوّجة بالإيمان، ومن حضن "سيّدة النّجاة" الّذي احتضن الرّجاء يومًا وسط العاصفة، وحيث انعقد، هذا الأسبوع، السّينودسُ المقدّس لكنيستنا الملكيّة الكاثوليكيّة، كحدثٍ كنسيّ فريدٍ في تاريخها المعاصر، في مدينةٍ ليست كسائر المدن، بل في زحلة، عاصمة الكثلكة، حيث تختلط تراتيل المشرق بعطر الكرمة، وتصعد الأدعية مع أنفاس الجبال.
لقد ارتفعت زحلة كقنديل في ليل الشّرق، فاستقبلت السّينودس لا كمدينةٍ عاديّة، بل كأمٍّ مصلّيةٍ فاتحة ذراعيها لأبنائها العائدين من أقاصي الأرض، حاملةً في قلبها ذاكرة الشّهداء، وصوت الإنجيل، ووهج اللّيتورجيا. اجتمع فيها آباء السّينودس من كلّ بقاع الأرض، من الشّرق الغابر إلى الغرب الواسع، فاختلطت الوجوه، وتلاقت الألسنة، وتوحّد الصّوت الكنسيّ في رجاء واحد: أن تستعيد كنيستنا وهجها الرّسوليّ، وأن تبقى بيتًا حيًّا لأبنائها المنتشرين والمقيمين."
وأضاف: "جاء انعقاد السّينودس في زحلة تزامنًا مع المئويّة الثّانية لأعجوبة الجسد الإلهيّ، الّتي أنقذت المدينة من الطّاعون سنة ١٨٢٥، وكأنّ العناية الإلهيّة أرادت أن تربط بين الأعجوبة القديمة وتجديد الحاضر، لتقول لنا: "الّذي كان قادرًا على إنقاذكم من الموت، هو ذاته القادر أن ينهض كنيستكم في زمن التيه."
لم يكن السّينودس اجتماعًا إداريًّا عابرًا، بل لحظةً كنسيّةً مضيئةً، لحظةَ توبةٍ جماعيّةٍ، وإصغاءٍ لصوت الرّوح، ولأنين المؤمنين الموزّعين على قارّات الأرض، الّذين يتطلّعون إلى أن يروا في آبائهم نورًا ووجهًا ويدًا تمتدّ إليهم في أزمنتهم الصّعبة. وقد لبّت زحلة هذا النّداء، وقدّمت ما تملك من كنوز إيمانها وتاريخها وأديرتها وصلواتها، لتكون أرضًا يتجلّى فيها حضور المسيح في قلب كنيسته."
وتابع "اليوم، ونحن نلتقي في هذا المؤتمر المبارك الخاصّ بالانتشار الملكيّ الكاثوليكيّ، نُصغي إلى أصداء ذلك السّينودس وقد ترك بصمته في ضمير الكنيسة، ونحمل منه إلى هذا المؤتمر روحًا جديدة، تُشعل فينا الحنين إلى الجذور، والشّوق إلى الكنيسة الّتي لا تنسى أبناءها في الغربة، ولا تتخلّى عن رسالتها الكونيّة في العالم.
نحن اليوم، في هذا المؤتمر، لا نُقيم تذكارًا لحدثٍ مضى، بل نواصل مسيرة انطلقت من زحلة لتصل إلى أقاصي الأرض. نحمل معنا النّداء الصّادر من عمق الكنيسة: أن نكون جسدًا واحدًا، وهمًّا واحدًا، وبيتًا واحدًا لأبنائنا المنتشرين، وأن نُعيد لوجوههم البعيدة دفء الانتماء، ونُعانق فيهم الحنين المكسور، ونُعيد رسم الهويّة في وجدانهم بلغتهم، وتراثهم، وطقوسهم."
وقال: "نحن أبناء كنيسةٍ واحدة، مقدّسة، جامعة، رسوليّة، نحمل في وجداننا لاهوت الرّجاء لا لاهوت الحنين وحده، ونؤمن أنّ المسيح، الّذي اجتاز الجليل والقدس، يجتاز اليوم مدن العالم الجديد، ويقف على أبواب بيوتنا في الانتشار، قارعًا: "هأنذا واقف على الباب أقرع" (رؤيا ٣: ٢٠)."
وختم المطران ابراهيم "لقد أتى هذا المؤتمر امتدادًا لذلك السّينودس، وتتمّةً لمسيرته، ومحرّكًا لرؤية رعويّة ورسوليّة جديدة، تضع في قلبها أولادنا المنتشرين، وتُعيد إليهم شعور الانتماء إلى كنيسةٍ تعرفهم وتحبّهم وتخاطبهم بلغتهم وترافقهم في تحدّياتهم.
ولتكن زحلة، الّتي حفظت الوديعة، مثالًا لنا في الحفاظ على الإيمان والهويّة في قلب هذا العالم المتبدّل.
أهلًا بكم، لا كحضورٍ عابر، بل كجزء من كنيسةٍ تنبض في الأرض كلّها، كنيسةٍ لا حدود لها، لأنّها امتدادٌ لجسد المسيح في العالم."
وعرض وثائقيّ عن المكرّم الأب بشارة أبو مراد بعنوان "راهب مخلّصيّ زحليّ على طريق القداسة".
البطريرك يوسف العبسيّ أعرب عن فرحه باللّقاء ودعا إلى ترجمة عنوان المؤتمر "معًا نثبّت الوحدة الكاثوليكيّة" إلى حقيقة، وجاء في كلمته:
"بفرحٍ كبير وشكرٍ لله، أحيّيكم في هذا اللّقاء المبارك الّذي يجمع أبناء كنيستنا الرّوميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، من الأوطان الأمّ ومن بلدان الانتشار، تحت راية المحبّة والعمل المشترك. إنّ اجتماعنا اليوم هو علامة حيّة على حيويّة كنيستنا، وعلى إيماننا العميق بأنّ الكنيسة ليست مجرّد موقعٍ جغرافيّ، بل هي جسد المسيح الحيّ، الممتدّ والموحَّد عبر القارّات، عبر المكان والزّمان."
وأضاف "الموضوع الّذي يجمعنا اليوم "معًا نثبّت الوحدة الملكيّة" ليس مجرّد شعار، بل هو نداءٌ روحيّ وراعويّ، يدعونا إلى التّفكير والعمل معًا. وكبطريرك، أجد في هذا النّداء صدىً لمسؤوليّتي ورسالتي: أن أرافق كنيستنا في أوطانها التّاريخيّة، وفي أوطانها الجديدة حيثما وُجد أبناؤها لصنع هذه الوحدة بالرّغم من الفروقات والخصوصيّات والتّنوّعات.
إنّ انتشار أبناء الكنيسة الملكيّة هو واقعٌ مركّب، تفرضه عوامل عدّة، من نزوحٍ أو هجرةٍ وظروفٍ اقتصاديّة ورغبة بعيش كريم، لكنّه يترافق أيضًا بدعوة تبشيريّة وبانفتاح على الشّعوب. المهمّ هو أن نبقى أوفياء لرسالتنا: أن نخدم الإنجيل ونعلنه ونحيا الوحدة الّتي أوكلها المسيح إلى تلاميذه، على مستوى العائلة، والحيّ، والعمل، والوطن. رسالتنا هي أن نكون صنّاع وحدة حيثما حللنا. ولكي نحقّق هذا الأمر في بلاد الانتشار، ينبغي ألّا نعالج موضوع الانتشار انطلاقًا من سؤال "ماذا نريد منه؟" بل من سؤالٍ أكثر عمقًا "ما الّذي يتطلّبه منّا؟".
ماذا تعني الكنيسة الملكيّة في أوطان الهجرة؟ كيف نبقى أوفياء لهويّتنا، ونحن نعيش في ثقافات جديدة؟ كيف نحيا الوحدة بين شرقٍ وغرب، بين جيل المهاجرين الأوّل وأبنائهم وأحفادهم؟"
وتابع: "من أجل ترسيخ الوحدة بين كنائسنا في المشرق، وكنائسنا في بلدان الانتشار، نحن بحاجة بشكل عامّ إلى تعزيز ثلاثة محاور أساسيّة: التّواصل، والشّركة، والمشاركة في المسؤوليّة.
أوّلًا، التّواصل: لا بدّ أن يكون منتظمًا، متبادلًا، ومفتوحًا على الجميع. فالوحدة لا تُبنى بين الأساقفة والكهنة فقط، بل أيضًا بين الشّباب، وبين العائلات، والجوقات، والمعلّمين، والعلمانيّين العاملين في الرّعايا. الوسائل الرّقميّة والمبادرات المشتركة لم تَعُد خيارًا، بل أصبحت ضرورةً رعويّة. من الأهمّيّة بمكان أن نسير بالتّطبيق الّذي يربط بين أبناء الكنيسة حيثما كانوا. وأملي أن ينهي البرفيسور بخّاش هذا الأمر في أقرب فرصة.
ثانيًا، الشّركة: لا تقتصر على الإيمان والتّقليد، بل يجب أن تُترجَم عمليًّا. إنّ الزّيارات المتبادلة، والرّحلات الرّوحيّة، وتبادل الوفود، والتّنسيق في التّنشئة اللّاهوتيّة والرّاعويّة، هي سبل واقعيّة لتعميق هذه الشّركة. كذلك الحفاظ على تراثنا البيزنطيّ في كلّ كنيسة ملكيّة، هو علامة حيّة على وحدتنا وهويّتنا. وفي هذا الإطار، نفهم أهمّيّة المحور الرّابع من محاور المؤتمر ألا وهو السّياحة الدّينيّة. نريد لأبنائنا في الانتشار أن يتعرّفوا على وأن يعرفوا الغنى الرّوحيّ والتّاريخيّ لأرض آبائهم ونريد لرحلات الحجّ أن تتّجه إلى هذه الأراضي منبع الكتاب المقدّس والعابقة بأطياب القدّيسين.
ثالثًا، المشاركة في المسؤوليّة: كنائس الانتشار ليست امتدادًا للشّرق فقط، بل هي جزءٌ من قلب الكنيسة. إخوتنا في أوروبا، والأمركيّتَين، وأستراليا، ليسوا ضيوفًا، بل شركاء في الجسد الكنسيّ الأنطاكيّ. نصغي إليهم، ونرافق تطلّعاتهم، ونتعلّم من خبراتهم، وفي الوقت عينه، نطلب منهم أن يحافظوا على جذورهم، وأن يدعموا أوطانهم روحيًّا ومعنويًّا."
وتابع العبسيّ "أيّها الأحبّاء، إنّ الكنيسة في كلّ مكان مدعوّة لأن تكون مركزًا للوحدة. في عالمٍ يشهد انقسام الهويّات وتشتّت العائلات، تبقى الكنيسة المكان الّذي يجمع، ويواسي، ويعطي المعنى. رعايانا في الانتشار ليست فقط مراكز لصلاة الأحد، بل بيتٌ حيٌّ تُنقَل فيه الإيمان، وتُصان الهُويّة اللّغة واللّيتورجيّا، وتُنشّأ الأجيال الجديدة، وتُكتشف الدّعوات، ويُبنى الانتماء الكنسيّ الحقيقيّ.
الوحدة ليست تطابقًا، بل تناغمًا. هي غِنى التّنوّع في قلبٍ واحد، وروحٍ واحدة، وهي تتطلّب جهدًا، وصبرًا، وتواضعًا، والأهمّ من ذلك: محبّة المسيح، الّذي صلّى قائلًا: "ليكونوا واحدًا كما نحن واحد"."
وختم البطريرك العبسي " أخصّ بالشّكر البرفيسور يوسف بخّاش مع فريق العمل الّذين حضّروا هذا النّهار وتعبوا وضحّوا من أجل إنجاحه. الشّكر المميّز لصاحب السّيادة المطران إبراهيم على كرمه ومحبّته ودعمه نجاح المؤتمر كما على استقبال سينودس كنيستنا في داره العامرة. أشكركم جميعًا أحبّتي على حضوركم ومشاركتكم ومداخلاتكم الثّمينة. فلنُكمِل المسيرة معًا، أساقفةً، كهنةً، شمامسةً، رهبانًا وراهباتٍ، علمانيّين وعائلات، في خدمة كنيسةٍ موحَّدة، يُغذّيها التّراث، وتُنيرها الإفخارستيّا، وتشهد للملكوت في كلّ أرضٍ وزمان.
في أحد أناشيد العنصرة ترنّم الكنيسة قائلة: "لمّا نزل العليّ وبلبل الألسن قسّم الأمم وحين وزّع الألسن النّاريّة دعا الجميع إلى الوحدة."
ليحلّ الرّوح القدس، روح الوحدة والمحبّة، على هذا المؤتمر، ويقوّي عزيمتنا ويُنير طريقنا.شكرًا لكم."
بعد كلمة البطريرك العبسيّ عرض وثائقيّ خاصّ عن المتحف الملكيّ "شهادة على تاريخ من الخدمة والبناء". وإختتمت الجلسة بتلاوة المقرّرات من قبل الأستاذ شارل صليبا.