دينيّة
18 تشرين الأول 2019, 07:00

لوقا البشير.. شفيع الأطبّاء والرّسّامين

ريتا كرم
اليوم تحتفل الكنيسة بعيد كاتب الإنجيل الثّالث وأعمال الرّسل لوقا البشير الّذي وُلد في أنطاكيا حيث حلّت معه النّعمة. صاحب شخصيّة حازمة وذكاء بالغ هو. إنّه طبيب ماهر ورسّام موهوب ذو ذوق رفيع وثقافة عالية. إليه يُنسب رسم أوّل أيقونة لوالدة الإله حاملة الطّفل يسوع. هو أكثر الإنجيليّين التصاقًا بالبشارة كتاريخ، فقيل فيه: "خطيب بليغ للكنيسة الموقّرة".

 

ذهب لوقا إلى اليهوديّة ليتعرّف إلى يسوع الّذي ضجّت بأعماله وأقواله البلاد والجوار، رآه وآمن برسالته المقدّسة وبكلمته: "من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني"؛ ومذّاك تبع المخلّص خطوة بخطوة في مسيرته التّبشيريّة. شهد لآلامه وقيامته وصعوده، نال الرّوح القدس في العليّة، وانطلق ليبشّر بيسوع طبيب النّفوس والأجساد في مسقط رأسه أنطاكيا.

هو رفيق بولس رسول الأمم، التقى به في مدينة تراوس، ورافقه بكلّ حماسة في قسم من رحلته التّبشيريّة الثّانية وفي الثّالثة. فاتّخذه معلّمًا له وأظهر له وفاءً كبيرًا إذ تحمّل معه كلّ تعب وألم واضطهاد. وبعد استشهاد بولس الرّسول، أكمل لوقا المسيرة وبشّر في إيطاليا وفرنسا ودالماسيا ومقدونية حتّى رقد في المسيح في الثّمانين من عمره، من دون أن يُعلم أين ومتى وكيف انتهت حياته على الأرض، وعُزيت إلى رفاته أعاجيب عديدة، إذ يُقال إنّ مادّة سائلة كانت تخرج من قبره يدهن بها المؤمنون عيونهم فيشفون.

واليوم، نطلب شفاعة لوقا البشير في عيده، فيأخذ بيد كلّ طبيب ويعمل من خلاله لتنجو أجساد باسم الله المخلّص وتشهد لها النّفوس وتمجّد الرّبّ في كلّ حين وعلى أيّ حالة. كما نصلّي لتظهر ريشة كلّ رسّام جمال يسوع وأمّه مريم وكلّ القدّيسين، ولتتفتّح عيوننا وتميّز بين الخير والشّرّ وتنتقي بحكمة وبصيرة درب الملكوت ولا شيء سواها، آمين.