لمحة عامّة عن الكنيسة في لوكسمبورغ
لوكسمبورغ بلد ذو تقاليد مسيحيّة عريقة وكانت الكنيسة الكاثوليكيّة دائمًا جزءًا لا يتجزّأ من هويّة الدوقيّة الكبرى ونقطة مرجعيّة للشعب اللوكسمبورغيّ، خصوصًا في أصعب لحظات تاريخه، بما في ذلك الحربين العالميّتيْن. لا تزال الكاثوليكيّة اليوم دين الأغلبيّة في البلاد. يشكّل الكاثوليك في الأبرشيّة، التي يرأسها حاليًّا الكاردينال جان كلود هولريش، حوالى 67 ٪ من سكّانها البالغ عددهم 672000 نسمة اليوم، يليهم البروتستانت (5 ٪).
مع ذلك، ومع زيادة العلمنة والتراجع العامّ للممارسة الدينيّة، قلّ نفوذ الكنيسة الكاثوليكيّة، في العقود الأخيرة. علاوة على ذلك، صارت لوكسمبورغ، بشكل متزايد، مجتمعًا متعدّد الأعراق والأديان مع العديد من الأقليّات الدينيّة، من بينها: المسيحيّون الأرثوذكس، ومجتمع يهوديّ صغير، ومنذ الحرب في البلقان، في تسعينيّات القرن العشرين، أيضًا مجتمع إسلاميّ متزايد (2.7 ٪)، وبوذيّون وهندوس.
منذ سينودس لوكسمبورغ الأبرشيّ الرابع (1972-1981)، والتزامًا بروح المجمع الفاتيكانيّ الثاني (1962-1965)، حاولت الكنيسة المحلّيّة الاستجابة لعلامات الأزمنة من خلال تعزيز التجديد الداخليّ والحوار المسكونيّ وبين الأديان والمبادرات الراعويّة الجديدة للتواصل مع الثقافة الحديثة. ويشكّل إنشاء مجلس الكنائس المسيحيّة في عام 1997 جزءًا من هذا الجهد.
يعترف دستور لوكسمبورغ بحرّيّة العبادة والتعبير عن المعتقد الدينيّ، وقد أرست سلسلة من الاتّفاقات أشكالًا مختلفة من التعاون مع الكنيسة الكاثوليكيّة في قطاعَيْ الرعاية الاجتماعيّة والتعليم (التعليم الدينيّ الكاثوليكيّ في المدارس الحكوميّة، والتمويل المشترك للمدارس الخاصّة). كما تمّ التوقيع على اتّفاقات ثنائيّة لمنح الدعم الماليّ العامّ للموظفين الدينيّين.