لماذا يسمح الله بالتجارب؟
التجارب هي للبشر أجمعين.
لا تخلو حياة الإنسان من التجارب والمضايقات.
المسيح نفسه جُرّب وانتصر.
أمّنا مريم كانت حياتها مملوءة بالتجارب: الحبل وشكّ يوسف، إضطرارها إلى السفر إلى مصر،... الأنبياء جميعهم تعرّضوا للمضايقات.
التجارب لا تعني تخلّي الله. الله كأب حنون، لا يتخلّى عن أولاده مطلقًا، فهو يسمح بالتجربة لمنفعتهم، والأمر الرائع أنّه يكون معهم في وسط التجربة: يساعدهم، يقوّيهم، يحافظ عليهم، يسعفهم...
لِنتأمّل في كتاب المزامير:
"لو لم يكن الربّ معنا حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا. مبارك الربّ الذي لم يُسْلِمنا فريسة لأسنانهم، نجت أنفسنا مثل العصفور من فخّ الصيّادين...(مز ١٢٤)
المؤمن لا يتذمّر ولا ينهار عندما يواجه التجارب والمضايقات لأنّه يؤمن بأنّ الله يهتمّ به ويسهر على خلاص نفسه.
يؤمن أنْ لدى الربّ حكمة وحلول و بركات كثيرة، سنحصل عليها مهما بدت الأمور معقّدة.
المؤمن لا يفقد سلامه أبدًا في خضمّ التجربة، وهو يجابهها برجاء كما يقول القدّيس يعقوب :
"إحسبوا كلّ فرح يا إخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوّعة."
ففي كلّ تجربة، نحصل على خبرة جديدة ونكتشف بصمات يد الله التي تعمل من أجل نموّنا الروحيّ والإنسانيّ.
أخي المحبوب في الله، كن على ثقة بأنّ الربّ يعرفك جيّدًا، ويعرف قدر احتمالك، ولا يسمح بأن تأتي تجربة فوق احتمال قدراتك البشريّة.
"ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون" (١كور١٠: ١٣).
علينا أن ندرك تمامًا أنّ مع كلّ تجربة، تأتي معها النعمة.
لذلك نستنتج، عكس المنطق البشريّ أنّ التجربة ستعود عليك بمنفعة، ولولا منفعتها لما كان الله يسمح بها.
في الكتاب المقدّس، نتأمّل بنصوص كثيرة تجعلنا ننفتح على حكمة الله التي تعمل دائمًا من أجل التمتّع ببركات الله.
"بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع١٤: ٢٢).
أطلب أن تحلّ على الجميع بركات الله لكي نكتشف مدى شفقة الربّ ورحمته، وهو يعاين جهادنا ويفرح في إرسال قوّة من السماء من أجل الانتصار والتمتّع بالأكاليل، آمين.