لماذا نسعى للظّهور أمام الرّبّ بصورة مزيّفة؟
ما جئْتُ لأدين العالم، بل لأخلّص العالم" (يو47:12)... بهذا الكلام يطمئننا المسيح يسوع، هو الذي يتأهّب حاضرًا لانتشالنا من مآسينا، يدعونا ألّا نخجل من ضعفنا وخطيئتنا.
علينا، نحن المؤمنون إذًا، ألّا نحاول تزييف أحوالنا أمام الرّبّ المدرك تمام الإدراك هواجسنا ونقوصنا، فلماذا ندّعي القوّة إذا الضّعف يتآكلنا؟ ولماذا ننحت بسمة تمنع الأحزان ظهورها؟ ولماذا نحبس وجعًا بحاجة إلى إطلاق العنان؟
لنعكس أمام الرّبّ أحوالنا من دون تزييف، ولنسلّمه في الكنيسة مصائبنا ومطالبنا ومخاوفنا، لأنّ الكنيسة ليست حكرًا على الأصحّاء بل إنّها مأوى الحزانى وقصر الفقير ومشفى المريض وشبع الجائع وماء العطشان.
لنظهر بضعفنا أمام الله الذي لا يتأخّر عن تقويتنا، ونصرخ بآه موجعة ليداوي جرحنا، لأنّ الرّبّ أرسل ابنه على هذه الأرض ليخلّصنا من آثامنا، فلماذا نطيح بوجهنا الصّادق عنه؟
لتكن الكنيسة مرآة نتطلّع فيها بعيون صادقة وقلب شفّاف، نستعرض فيها حياتنا كاشفين أمام الرّبّ أوراقنا وأسرارنا وآثامنا، آثام نتقدّم بها من سرّ التّوبة لننال الخلاص الأبديّ الذي به نخرج إلى العالم أقوياء بالإيمان الحقيقيّ!