دينيّة
09 كانون الثاني 2023, 08:00

لُقّب بـ"صانع العجائب"، من هو؟

ماريلين صليبي
بين أحضان التّقوى المفعمة بإيمان والدَين مؤمنَين، نما اوستراتيوس بالحكمة والطّاعة.

غير أنّ أهله لم يكونا الوحيدَين اللّذين نقلا إليه حبّ الله، بل كان عمّاه مترهّبَين حاملين نير الرّهبانيّة الثّقيل.

بتجرّد ونشاط وتقشّف ونسك، تفانى اوستراتيوس في خدمة إخوته الرّهبان لمدّة 75 سنة. فلاقاه الأخوة بالمحبّة الكبيرة، محبّةٌ أجبرته على تولّي رئاسة الدّير، بعد وفاة الرّئيس.

هذه المحبّة نفسها نقلها اوستراتيوس في يوميّاته الرّوحيّة، إذ لم يهلك نهاره من الاهتمام بشؤون الدّير وأمور الرّهبان بكلّ غيرة وتعاون، ولم يتعب ليله من الصّلاة والتّأمّل.

هذه الخدمة المتفانية والإيمان العظيم رفعا اوستراتيوس إلى القداسة، إذ منحه الله صنع الأعاجيب حتّى لُقّب بـ"صانع العجائب". خدمته تجسّدت أيضًا بالنّصائح الذّهبيّة والعطاء المجّانيّ، فما دنت ساعة وفاته، حتّى جمع الرّهبان ونقل إليهم أمثولة الحياة الرّهبانيّة وغايتها، موصيًا إيّاهم بالسّعي الدّائم إلى الكمال.

قداسة اوستراتيوس كانت عنوان حياته وشعلة مماته، فها نحن المؤمنون نستذكره في التّاسع من كانون الثّاني/ يناير، منذ أن رقد بالرّبّ في أواسط القرن التّاسع، نستذكره بإيمان وصلاة لينير دروبنا بالحكمة وليثبّت خطانا في التّقوى.