دينيّة
03 كانون الأول 2017, 08:00

لقاء الجنينين.. لقاء العهدين!

غلوريا بو خليل
"وفي تلك الأيّام قامت مريم فمضت مسرعةً إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا" (لو 1 : 39)، إنّها "أيّام" حبل أليصابات و"أيّام" حصول مريم على البشرى السّارة. هي تأكيدات تنمّ عن منطق لوقا الطّبيب الّذي يعتمد على العلم والبراهين الحسّيّة ليؤكّد أنّ التّجسّد حصل في جغرافيا وزمن محدّدين، مبرهنًا بذلك حقيقة هذا التّاريخ المقدّس، داحضًا فكرة القول بأنّه وهم. على هذه الكلمات أراد كاهن رعيّة مار سمعان العمودي - القليعات، الخوري يوسف مبارك أن يشدّد في بداية حديثه لموقع نورنيوز الإخباري حول إنجيل زيارة مريم لأليصابات.

 

وأردف الخوري مبارك "ودخلت بيت زكريّا، فسلّمت على أليصابات. فلمّا سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الرّوح القدس" (لو 1: 40 - 41). سلام مريم هذا الّذي تحمله هي "المملوءة نعمة"، هي "الإناء" الحامل النّعمة تنضح بالرّوح القدس وتشعّ سلامًا وفرحًا، فارتكض الجنين في بطن أليصابات فرحًا وامتلأ وأمّه منه. وأضاف "يُذكّرنا هذا المشهد بالقدّيس بطرس في قيصرية فيليبس يوم شهد أن يسوع هو ابن الله الحيّ فأجابه يسوع "طوبى لك يا سمعان بن يونا، فليس الّلحم ولا الدّم كشفا لك هذا، بل أبي الّذي في السموات" (متى 16 : 17). وأليصابات مثل بطرس عرفت الحقيقة بقوّة الرّوح القدس، القوّة الإلهيّة، فقالت لمريم "مباركة أنت في النّساء، ومباركة ثمرة بطنك!" (لو 1 :42). "فطوبى لمن آمنت: فسيتمّ ما بلغها من عند الرّبّ" (لو 1: 45). مريم عرفت بحبل أليصابات من الملاك الّذي بشّرها، لكنّ هذه الأخيرة لم تكن تعلم بحبل مريم وهذا دليل واضح على أنّها امتلأت من الرّوح القدس."

ووصف الخوري مبارك "هذا الّلقاء بين الأُمَّين هو لقاء الجنينَين، وكأنّ يسوع عمّد يوحنّا المعمدان قبل أن يعمّده المعمدان في نهر الأردن".

وفي مقاربةٍ مع الواقع، يضعنا الخوري مبارك في حضرة ضميرنا متسائلًا "ماذا نحمل اليوم في زياراتنا لبعضنا في عالم التّواصل الاجتماعيّ المفتوح والسّريع؟ ومن نحمل لبعضنا؟ وما الرّسالة التي ننقلها نحن الكهنة للمؤمنين؟"، منبّهًا "أن كثرة الكلام لا تخلو من زلّة" (سفر الأمثال 10 : 19)، محذّرًا من الثّرثرة وهدر الكلمات، على مثال البابا فرنسيس، فالكلمة لها وقعها وقوّتها وأهميتها والدليل الصّارخ على أهميتها أن المسيح هو "كلمة الله".