سوريا
16 نيسان 2017, 11:00

لحّام مترئّساً قداس عيد الفصح آملاً أن تتضافر الجهود لكي يصبح العيد عيداً واحداً مشتركاً

تحت عنوان" أبناء القيامة" ترأّس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام قدّاس عيد الفصح، في كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك، حارة الزيتون، في دمشق، بمشاركة كهنة الرعية، بحضور حشد من المؤمنين.وبعد الانجيل المقدّس، ألقى البطريرك لحّام عظةً، جاء فيها:"أبناء القيامة! ما أجمل هذا اللَّقب الذي أطلقه السيِّد المسيح؛ مؤكِّدًا أنَّ البشر بعد الموت يُصبحون مثل الملائكة وأبناءَ الله لكونهم أبناء القيامة.

 

وهذا يعني لأنَّك مخلوق على صورة الله ومثاله فأنتَ ابنُ الله. أنت ابنُ الله الحي. أنتَ ابنُ الحياة! أنتَ ابنُ القيامة.
أبناء القيامة! هذا هو اللَّقب الرائع الذي أُطلق على المسيحيِّين في مشرقنا في القرون الأولى للمسيحيَّة: إنَّهم أبناءُ القيامة! أبناءُ الحياة. لأنَّهم يشتركون في قيامة السيِّد المسيح.
يحلو لي في هذه الرسالة أن أتوجَّه إليكم أيُّها الأحبَّاء داعيًا إيَّاكم بهذا اللَّقبِ الشريف الخالد: أنتم أبناء القيامة! أنتم أبناء من قال: "أنا هو القيامة والحياة" (يوحنا 25:5). أنتم أبناء الذي أقام الأموات: إبن أرملة نائين (لوقا 7: 11) ولعازر صديقه (يوحنا11). أنتم أبناء القيامة! أنتم أبناء الحياة!

إعرفْ شرفَكَ أيُّها المسيحي المعتمد، يا ابن القيامة! يا ابن مدينةٍ تدعى بحقٍ مدينة القيامة! القيامة نداء إلى حياةٍ مسيحيَّة حارَّة جادَّة ملتزمة! نحن جميعاً قياميون! لا بل كل إنسان قيامي مدعو إلى الحياة!
كنيسة القيامة هي الرمز المسيحيُّ الأكبر. والملفت أنَّها تدعى في الغرب كنيسة القبر المقدس. أمَّا في الشرق والتقليد الشرقيِّ فهي كنيسة القيامة. وكنيسة القيامة تسمَّى كنيسة نصف الدنيا. أمَّا أحد القيامة المجيدة فأناشيده روعة أدبيَّة روحيَّة، في وصف القيامة، وعلاقتها بالإنسان الذي يصبح قيامة. واكتفي بهذا النشيد: "أمسِ دفنتُ معَكَ أيُّها المسيح. واليوم أنهضُ معكَ بقيامتكَ. أمسِ صُلبتُ معكَ فأنتَ يا مخلِّصُ مجِّدني معك في ملكوتك". (القطعة الثالثة من التسبحة الثالثة.)
لا بل كل الآحاد هي في الشرق آحاد القيامة. والمؤمنون يجدِّدون قوَّتهم القياميَّة بحضور اللِّيتورجيا الإلهيَّة يوم الأحد وينشدون أناشيد القيامة بثمانية ألحان مختلفة. أبناء القيامة يحتفلون معًا كلَّ أحد بالقيامة. يحتفلون بعيد أسرتهم القياميَّة فيصبح كلُّ أحد فصحًا ولقاءَ أبناء، وبنات القيامة حول المسيح القائم.

الشرف يلزم! أبناء القيامة هم شهود على القيامة (أعمال 1: 22- 23) أن تكون ابن القيامة يعني أن تكون ابن الأمل! ابن الرجاء! ابن المحبة! ابن التضحية! ابن الغفران! ابن المسامحة! ابن العطاء بلا حساب!
أن تكون ابن القيامة يعني أنَّك ابن الحياة وليس ابن الموت! تستقبل الحياة! تحافظ على الحياة فيك وفي الآخرين. تعمل مثل يسوع لكي تكون للناس الحياة وتكون لهم أوفر وبوفرة وأفضل وأجمل وأكرم وأسمى. ابن القيامة! يعني تخدم. تساعد! تلتزم قضايا رعيتك ،كنيستك، مجتمعك، أسرتك. تضحي في سبيل عالم أفضل! تبني عالمـاً أفضل! تتقاسم مع الآخرين خيور الأرض. تفجِّر في الآخرين آمال الحياة، الفرح! السعادة! التفاؤل! كل هذه هي ثمار الحبّ وطريق إلى القيامة.

عيد القيامة هذا العام مشترك بين جميع المسيحييِّن من كلِّ الطوائف وكلُّهم أبناء القيامة. يحتفلون في تاريخ واحد بعيد القيامة. إننا نقدم التهاني للجميع. وأملنا أن تتضافر الجهود لأجل المشروع الكبير وهو أن يأتي اليوم الذي يصبح العيد واحدًا ثابتًا مشتركًا. والكلُّ يعلم أنَّ هناك جهودًا لأجل أن يكون العيد في تاريخ ثابت موحَّد. وكان الاقتراح أن يكون الأحد الواقع بين 9و15 نيسان من كلِّ عام. هناك جهود لأجلِّ بلوغ هذا الهدف، ولكن هناك عقبات أيضًا.
كما أنَّنا نرفع الدُّعاء مع كلِّ أبناء القيامة في عالمنا المشرقيِّ العربيّ لكي يعود السلام إلى بلدنا المعذبة لاسيَّما في سوريَّة والعراق وفلسطين.
وندعو الجميع إلى الأمل والتفاؤل لاسيَّما أمام ما نراه من مشاهد الموت، والعنف، والتفجير، والإرهاب، والقتل، وإحراق الأجساد.
أمام كلِّ هذه الظروف المأسويَّة لنجدِّد إيماننا بالحياة، بآمال القيامة بالمسيح غالب الموت، ومانح الحياة والداعي إيانا لنكون أبناء القيامة والحياة، وحاملي بشرى الحياة، والعاملين لأجل انتصار الحياة على الموت والمحبَّة على البغض، والكراهيَّة؛ والغفران، والمصالحة على الحقد والثأر!
أبناء القيامة هم بناة سوريَّة المستقبل! أبناء كنائسنا ومؤسَّساتنا هم بناة المحبة! بناة السلام!

إلى هذا تدعونا هذه الكلمات التي ترجمتها عن الفرنسيَّة للمشهور الأب بيار الفرنسي أوَّل الكهنة العمَّال: إنهال تعبير عن خلقية أبناء القيامة! سأبقى أومن حتى ولو فقد الجميع الأمل! سأبقى أحبُّ حتى لو اعتصر الحقدُ الآخرين! سأبقى أبني حتى ولو كان الآخرون يَهدمون! سأبقى أتكلَّم عن السلام حتى وسط الحروب! سأبقى أُشعُّ نورًا حتى وسط عَتمة الحياة! سأبقى أزرع وأبذر حتى إذا كان الآخرون يدوسون! سأبقى أصرخ حتى ولو صمت الآخرون؟ سأبقى أرسم البسمة على الوجوه الملأى بالدموع؟ سأبقى أعزِّي وأواسي أمام كل ألم! سأبقى أقدِّم أسباب الفرح حيث الكآبة والحزن! سأبقى أدعو إلى المسيرة كلَّ من يقع في تجربة التوقف!
وسأبقى أبسُط يديَّ للمتعبين!  بهذه العواطف وبفرح وآمال القيامة نردد معًا جميع المسيحييِّن في عيدهم المشترك بقلب واحد ونفس واحدة وأمل مشترك وبفرح المسيح القائم من بين الأموات ونعايد بعضنا بعضاً قائلين: المسيح قام! حقاً قام!