العالم
09 آب 2024, 12:00

كينيا: تكرّس راهبات ضعيفات البصر

تيلي لوميار/ نورسات
"أخوات القربان" هنّ جمعيّةٌ من الأخوات ضعيفات البصر. بصرهنّ ضئيل، لكنّ حواسهنّ الأخرى كلّها تعمل بنشاط لمجد الله وخير البشريّة. يكرّسن أنفسهنّ للتعليم المسيحيّ والزراعة وتربية الدواجن، ويزرْنَ الناس ويدعمْنَهم، ويصنعن المسابح ويقُمْن بالحياكة. "أحتاج إلى الفرص وليس إلى التعاطف"، تقول الأخت ماري فيرونيكا، بحسب ما أخبرت "فاتيكان نيوز".

 

تضمّ عائلة دون أوريوني Don Orione "أبناء العناية الإلهيّة" و"أخوات المحبّة التبشيريّة الصغيرات". ومع ذلك، وأقلّ شهرة داخل العائلة عينها، هناك جمعيّةٌ من "أخوات القربان"، تتكوّن من راهبات ضعيفات البصر.

تقضي راهبات القربان جزءًا كبيرًا من يومهنّ في عبادة القربان المقدّس، لكنهنّ يمارسْن أيضًا رسالة في مجتمعهنّ المحلّيّ. تأسّست الجمعيّة في إيطاليا من قبَل القدّيس لويس أوريوني، كاهن إيطاليّ يعرف باسم دون أوريوني.

في كينيا، تضمّ جماعة أخوات القربان أربع عضوات: الأخت ماري كارمن، والأخت ماري أنجلينا، والأخت ماري راشيل، والأخت ماري فيرونيكا.

أرادت الأخت ماري فيرونيكا دائمًا أن تكون راهبة، لكنّها واجهت صعوبة في العثور على جماعة تقبلها بسبب إعاقتها البصريّة. في عام 1981، أحالتها الأخت كونسولاتا للمرّة الأولى إلى أخوات القربان، حيث بقيت حتّى يومنا هذا.

قالت الأخت ماري فيرونيكا: "طلب منّا مؤسّسنا، الأب أوريوني، أن نكون أمّهات وأخوات للفقراء. نحن نقدّم ضعفنا البصريّ لله، من أجل إخوتنا وأخواتنا الذين لا يعرفون الحقيقة، حتّى يتمكّنوا من اختبار الله، نور العالم".

على الرغم من ضعف بصرهنّ، أخوات القربان متأمِّلات ونشيطات للغاية في الوقت عينه. يلقّنّ التعليم المسيحيّ في رعيّتهنّ، ويزرْن سكّان القرية المجاورة ويقدّمْن مساعدتهنّ أيضًا عبر الإنترنت. "كأخوات القربان، نعبد يسوع في القربان المقدّس ونتحدّث إليه عن البشريّة. نلتقي بالناس ونتحدّث معهم عن محبّة الله. نأتي بالنفوس إلى يسوع وبيسوع إلى النفوس»، قالت الراهبة.

تتناوب الأخوات على العبادة والانخراط في مهام مجتمعيّة أخرى مثل الزراعة وتربية الدواجن وصنع المسابح والحياكة، وكلّها تدرّ دخلًا لضمان معيشتهنّ. "إنضممنا إلى الجمعيّة لنعطي ونتلقّى، وليس لنحصل على المساعدة. نحن نحاول أن نعتمد على أنفسنا في كلّ ما نقوم به"، قالت الأخت ماري فيرونيكا، مضيفة: "أحتاج إلى فرص، وليس إلى الشفقة".

الحصول على الكتب بطريقة برايل ليس بالأمر السهل على الراهبات ضعيفات البصر. لسنوات عديدة، اشتريْن كتب الروحانيّة بطريقة برايل من الخارج. مع زيادة رسوم الاستيراد، لم يعد بإمكان الأخوات الحصول على هذه الكتب كما كان في الماضي. ومع ذلك، فهنّ يؤكّدن "نحن نواجه التحدّيات بفرح، وحقيقة أنّنا ضعيفات البصر لا تحرمنا من مواهبنا وقدراتنا"، قالت الأخت ماري راشيل.