كيف يكون المسيحيّ مدبّرًا؟
وقدّم البابا في تعليمه السّبيل إلى تربية الأبناء منذ الصّغر على التّدبير، وذكر أنّ ذلك يتمّ من خلال:
1- تربية البركة: "بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا" (أم ١٠: ٢٢)، فتربية البركة "شكل من أشكال الإيمان"، مثل التّربية على عطيّة العشور من المصروف لأنّها حقّ ربّنا، ومن روح الإيمان أنّ البركة تتّضح في القليل، "فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا" (١تي ٦: ٨)، "لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ" (أم ١٧: ١) فتربية البركة هي تربية للإيمان والشّكر وتبدأ من الصّغر.
2- تربية الشِّبع: تربية الشِّبع من الاحتياجات الهامّة الّتي نربّي عليها أبناءنا، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧)، و"الشّبع الرّوحيّ مقصود به فضيلة القناعة"، فيجب تربية الأبناء على القناعة لأنّ الحياة الهانئة هي بتربية الشِّبع لأيّ شيء يُقدّم لهم، ويجب تعليمهم بألّا يتأثّروا بإغراء الإعلانات، فالنّفس الشّبعانة صورة من صور القداسة.
3- تربية الوقت: الله يعطينا عطايا كثيرة وأغلاها الوقت (العمر)، فيجب تربية الأبناء على تدبير الوقت حسنًا، سواء في اجتهاد أو عمل أو خدمة، "صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ" (جا ٣: ١١)، ولا بدّ تربيتهم على احترام الوقت، وتخصيص أوقات للعبادة وللاستماع وللقراءة وللعلاقات الاجتماعيّة، وتعليمهم "فضيلة الصّبر" من خلال تربية الوقت، وأنّ الصّبر يحقّق لهم أحلامهم، "بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لو ٢١: ١٩)، ويجب الحذر من تأثير الأجهزة مثال الموبايل في سرقة الوقت، والحذر من الزّواج في سنّ مبكر."
وشدّد بابا الأقباط بالتّالي على أهمّيّة هذه المجالات الثّلاثة في التّربية من أجل تدبير حسن، لأنّ- وبحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة"- "التّدبير فضيلة حسنة ونحتاجها جميعًا ونحتاج أن ننشغل بها، "لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، "لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟» أَوْ لِئَلاَّ أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلهِي بَاطِلًا" (أم ٣٠: ٨ – ٩)."