الفاتيكان
19 تشرين الثاني 2025, 13:30

كيف يقضي البابا إجازتة الأسبوعيّة في كاستيل غاندولفو؟

تيلي لوميار/ نورسات
أرضى البابا لاون الرّابع عشر فضول الصّحفيّين والرّأي العامّ، خلال إجابته على أسئلة الصّحافيّين مساءً في كاستيل غاندولفو، شارحًا كيف يقضي يوم إجازته الأسبوعيّة هناك.

وقال البابا: "قليل من الرّياضة، قليل من القراءة، قليل من العمل، فهناك مراسلات يوميّة، مكالمات هاتفيّة، بعض المسائل الّتي ربّما تكون أكثر أهمّيّة وإلحاحًا، وقليل من التّنس، وقليل من المسبح". وعن سبب حاجته لهذا "الانفصال" عن الأنشطة الأسبوعيّة، قال: "أعتقد أنّه على الإنسان أن يعتني بنفسه جيّدًا. يجب على الجميع القيام ببعض النّشاط للجسد والرّوح، كل ذلك معًا. بالنّسبة لي، هذا مفيد جدًّا". ووصفها بأنّها "فترة استراحة" تساعده كثيرًا."

وفي تفاصيل التّصريحات الأخرى، وبحسب "فاتيكان نيوز"، "بدأ البابا حديثه بسؤال عن أوكرانيا، الّتي لا تزال تتعرض لغارات روسيّة واسعة النّطاق، وعن مقترح التّنازل عن الأراضي لروسيا لإنهاء الحرب، وهي فرضيّة طرحها مؤخّرًا الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب. أكّد البابا لاوُن الرّابع عشر: "هذا أمر يخصّهم ويجب أن يقرّروه، فدستور أوكرانيا واضح جدًّا". وأردف: "تكمن المشكلة في غياب وقف إطلاق النّار، فهم لا يصلون إلى نقطة حوار ليروا كيف يحلّون هذه المعضلة... للأسف، النّاس يموتون كلّ يوم. أعتقد أنّه يجب علينا الإصرار على تحقيق السّلام، والبدء بوقف إطلاق النّار هذا، ثمّ التّحاور".

وفي سياق متّصل، علّق الحبر الأعظم على بيان مجلس الأساقفة الأميركيّين الصّادر في ١٣ تشرين الثّاني نوفمبر بشأن المهاجرين وطالبي اللّجوء. وقد نشر الأساقفة، ولأوّل مرّة منذ سنوات، رسالة رعويّة ترفض عمليّات الطّرد الجماعيّ وتعبّر عن القلق إزاء الوضع في البلاد، مؤكّدين أنّ الأمن القوميّ وحماية الكرامة الإنسانيّة ليسا متعارضين. كذلك عبّر البابا عن تقديره للبيان، واصفًا إيّاه بأنّه "مهمّ جدًّا". وقال: "أودّ أن أدعو، وخاصّة جميع الكاثوليك، وأيضًا جميع ذوي النّوايا الحسنة، إلى الاصغاء بعناية إلى ما قالوه. أعتقد أنّه يجب أن نبحث عن سبل لمعاملة النّاس بإنسانيّة، معاملتهم بالكرامة الّتي يستحقّونها". وأشار البابا إلى أنّه "إذا كان شخص ما مقيمًا في الولايات المتّحدة بطريقة غير قانونيّة، فهناك طرق للتّعامل مع ذلك. هناك محاكم، وهناك نظام قضائيّ. أعتقد أنّ هناك العديد من المشاكل في النّظام. لم يقل أحد إنّ على الولايات المتّحدة فتح حدودها"، مؤكّدًا: "أعتقد أنّ لكلّ دولة الحقّ في تحديد من وكيف ومتى يدخل إليها الأفراد". لكنّه أضاف: "عندما يعيش النّاس حياة كريمة، والعديد منهم يعيشون هناك منذ ١٠ أو ١٥ أو ٢٠ عامًا، فإنّ معاملتهم بطريقة أقلّ ما يقال عنها إنّها غير محترمة إطلاقًا، وحدثت بعض أعمال العنف... لقد كان الأساقفة واضحين جدًّا في ما قالوه. أودّ فقط أن أدعو جميع الأميركيّين للإصغاء إليهم".

ثمّ وجّه الحبر الأعظم النّظر إلى أفريقيا، وتحديدًا نيجيريا، الّتي ذكرها في نداءات سابقة، بسبب موجة الكراهيّة والعنف العنيفة الّتي تستهدف المسيحيّين وغيرهم: "أعتقد أنّه في نيجيريا ومناطق أخرى، هناك بالتّأكيد خطر يتهدّد المسيحيّين، ولكن الخطر يتهدّد الجميع، فقد تمّ ذبح المسيحيّين والمسلمين على حدّ سواء". وربط البابا مسألة الإرهاب بـ"اقتصاد الحرب للسّيطرة على الأراضي الّتي يمتلكونها". وإختتم: "للأسف، توفّي العديد من المسيحيّين، وأعتقد أنّه من المهمّ جدًّا البحث عن طريقة تشجّع بها الحكومة وجميع الشّعوب على حرّيّة دينيّة حقيقيّة".

سُئل البابا عن زيارة محتملة إلى قارّة أميركا اللّاتينيّة "وطنه"، بدءًا من البيرو حيث عمل كمرسلٍ لأكثر من عشرين عامًا. أجاب: "خلال سنة اليوبيل، سنستمرّ في عيش الأنشطة اليوميّة، وفي العام المقبل سنخطّط لشيء ما". وأضاف: "لطالما أحببت السّفر، المشكلة تكمن في التّخطيط وسط كلّ هذه الالتزامات". وعلى أيّة حال، أشار إلى أنّ الوجهات الممكنة قد تشمل فاطيما وغوادالوبي في المكسيك، ثمّ الأوروغواي والأرجنتين، وبالطّبع البيرو."

هذا "وعلى إثر لقائه بمجلس أساقفة إسبانيا، سُئل البابا عن قضيّة أسقف قادس وسبتة، رافاييل زورنوزا، المتّهم بالاعتداء الجنسيّ في التّسعينيّات. قال البابا: "لكلّ قضيّة مجموعة من البروتوكولات المحدّدة بوضوح". وفيما يخصّ قضيّة زورنوزا بالتّحديد، قال: "الأسقف نفسه كان عليه أن يردّ، وهو يصرّ على براءته. تمّ فتح تحقيق ويجب أن نتركه يستمرّ، ووفقًا للنّتائج، ستكون هناك عواقب". وفي حديثه إلى الضّحايا، أعرب البابا أوّلًا عن أمله في "أن يجدوا مكانًا آمنًا يمكنهم فيه التّحدّث، ويمكنهم فيه تقديم قضاياهم". وإلى جانب ذلك، "من المهمّ أيضًا احترام الإجراءات الّتي تتطلّب وقتًا، لكنّنا ناقشنا بالفعل الحاجة إلى اتّباع الخطوات الّتي يحدّدها النّظام القضائيّ، وفي هذه الحالة، الكنيسة"."