كيف يتمّ "الاحتواء" في سرّ الزّواج؟
أوّلاً، تناول البابا الاحتواء من خلال ثلاث صور: السّيّد المسيح على الصّليب يحتوي المسكونة كلّها، آدم الّذي كان يحتوي حوّاء كأحد ضلوعه، وحوّاء تحتوي كلّ إنسان يولد.
ثمّ لفت إلى صور الاحتواء في الأسرة، وهو يتمّ بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":
"1- السّتر: في التّعامل مع الآخر حتّى وإن كان به ضعفات أو عدم قبول لشخصك، كما فعل السّيّد المسيح مع المرأة السّامريّة، "حَسَنًا قُلْتِ... هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ" (يو ٤: ١٧، ١٨)، وبهذه الرّقّة معها صارت كارزة في بلدها، فإذا شعر الإنسان بستر الله له ستتدفّق الرّحمة من القلب.
2- الإحتمال: في احتمال الآخر واحتمال الأبناء في مختلف مراحل عمرهم، كما فعل السّيّد المسيح مع بطرس الرّسول، "فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا" (لو ٢٢: ٦٢)، "يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ". قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي" (يو ٢١: ١٧)، والتّغاضي عن الهفوات.
3- طول الأناة: في النّضوج وتحمّل المسؤوليّة، "مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ" (مت ١٩: ٥)، كما فعل السّيّد المسيح مع شاول الطّرسوسيّ الّذي صار بولس الرّسول تلميذًا للسّيّد المسيح، "يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟" (أع ٩: ٦)، طول الأناة على الأبناء بالممارسة والحياة.
4- الرّحمة: الرّحمة في وقت الأزمة، "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!"... أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟... "وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (يو ٨: ٧، ١٠، ١١)، بالإنسانيّة بدأت هذه المرأة حياة جديدة، التّعامل مع الأزمة بحكمة ورحمة تستطيع كسب الكلّ.
5- الطّمأنينة :عدم جرح الآخر وبثّ روح الطّمأنينة في المحيطين، والتّغاضي عن الماضي، "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (لو ١٥: ٢٠)، هذه الصّورة يحتاجها الجميع، بكلمة حلوة أو ابتسامة، أو باقتراح لحلّ مشكلة معيّنة، بالصّلاة معًا."