كيف تكون أبًا جيّدًا؟
وفي هذا السّياق، لفت البابا إلى الآية "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ" (١كو ١١: ١) كشعار للأب المثاليّ، وعرّف الأب على أنّه "البداية، لأنّه صاحب الخطوة الأولى في تكوين الأسرة، وهي خطوة هامّة ولها تأثيرها على مدار الحياة؛ والرّعاية، فهو كاهن الأسرة والمسؤول عن سلامتها الرّوحيّة، والكنيسة تنبّهه في صلوات سرّ الزّيجة بأن يحتوي أسرته، لأنّه رأس الأسرة؛ والحماية، وهو القدوة والنّموذج الأوّل للأبناء عن صورة الله، والاعتبار الأوّل لهم ومن خلاله يفهمون الحياة، "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ" (أف ٦: ٢)."
أمّا عن صفات الأب المثاليّ في الأسرة، فأشار إلى أنّه: صورة الاتّضاع والاحتمال، صورة الحبّ والتّقدير، وصورة المعلّم والمؤدِّب.
وأرشد بعدها البابا الآباء إلى السّبل الّتي تجعلهم آباء جيّدين، فقال بحسب "المتحدّث بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":
"- قدِّم الله العظيم بصفاته لأسرتك، بالكلمة المقدّسة وبالتّعليم، "يَا ابْنِي، احْفَظْ وَصَايَا أَبِيكَ... اُرْبُطْهَا عَلَى قَلْبِكَ دَائِمًا. قَلِّدْ بِهَا عُنُقَكَ" (أم ٦: ٢٠، ٢١)، واشرح الكلمة المقدّسة سواء بالصّورة أو بالكتب الملوّنة أو بأفلام الكارتون السّليمة، وقدّم صورة الله الحارس وسامع الصّلاة ومصدر قوّتنا، "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (مت ٢٨: ٢٠).
- قدِّم أسرتك لربّنا، قدّمهم بالصّلاة عند الصّلاة معًا، واذكر اسم زوجتك وأسماء أبنائك في الصّلاة، وقدّمهم لربّنا بصلوات الإيمان في وقت الأزمات، واربطهم بكنيستنا وبالأسرار المقدّسة ووسائط النّعمة باستمرار، وقدِّم لهم صورة الأب والأم الخدّام المهتمّين بالكنيسة.
- قدِّم أغلى عطيّة وهي الوقت، لأنّ الوقت أثمن عطيّة تقدّمها لأولادك وأسرتك، وأن تتواجد معهم، وتشاركهم، وتتعاون معهم، وانتبه "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ" (أم ٣: ١٢)، "مَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يَنْطَفِئُ سِرَاجُهُ فِي حَدَقَةِ الظَّلاَمِ" (أم ٢٠: ٢٠)، "اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا، وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا، تُقَوِّرُهَا غُرْبَانُ الْوَادِي، وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ" (أم ٣٠: ١٧)."