صحّة
27 نيسان 2022, 05:16

كوفيد-19: تسجيل أدنى معدل من الوفيات الأسبوع الماضي في العالم لأول مرة منذ عامين

الأمم المتّحدة
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه على الصعيد العالمي، تستمر حالات الإصابة بكوفيد-19 المبلغ عنها والوفيات في الانخفاض، مشيرة إلى أنه أمر جيد للغاية ومشجع، لكنه لا يعني التخلي عن الحذر.

ففي الأسبوع الماضي، تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عما يزيد قليلا عن 15 ألف حالة وفاة – وهو أدنى إجمالي أسبوعي للوفيات منذ آذار/مارس 2020.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "هذا اتجاه مرحب به للغاية، لكن يجب أن نرحب به ببعض الحذر."

وأوضح د. تيدروس أنه نظرا لتقليل العديد من البلدان للاختبارات، تتلقى منظمة الصحة العالمية معلومات أقل عن الانتقال والتسلسل، مشددا على أن الفيروس لن يختفي لمجرد أن البلدان تتوقف عن البحث عنه.

وتابع يقول: "لا يزال تهديد ظهور متغيّر جديد وخطير حقيقيا للغاية – وعلى الرغم من انخفاض الوفيات، ما نزلنا لا نفهم العواقب طويلة المدى للمرض على الناجين."

أسبوع التمنيع العالمي

يصادف هذا الأسبوع الاحتفال بـ "أسبوع التمنيع العالمي" – والذي يُعدّ فرصة لتسليط الضوء على القوة المذهلة للقاحات وليس فقط إنقاذ الأرواح، وموضوع هذا العام "عمر مديد للجميع."

وقد تسببت الجائحة حول العالم في اضطرابات شديدة في برامج التحصين الروتينية، مما يعرّض حياة الملايين من الأطفال للخطر، ويفتح الباب أمام حالات تفشٍ جديدة لأمراض كالحصبة وشلل الأطفال.

وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن إحدى أولويات الوكالة الصحية تتمثل في دعم البلدان لإجراء حملات التطعيم التي تم تفويتها، وحماية أكبر عدد ممكن من الأطفال، في أسرع وقت ممكن بالشراكة مع تحالف غافي.

وقال: "الأسبوع الماضي، حظيت بشرف زيارة الهند، حيث التقيت برئيس الوزراء نارندرا مودي. افتتحت أيضا المركز العالمي للطب التقليدي التابع لمنظمة الصحة العالمية مع رئيس الوزراء مودي، مما سيساعد على تسخير قوة العلم لتقوية قاعدة الأدلة الخاصة بالطب التقليدي."

وكان د. تيدروس قد زار نيبال أيضا، حيث تقترب الهند ونيبال من تطعيم 70 في المائة من السكان ضد كـوفيد-19 مع حلول منتصف هذا العام، وبدأتا بإدارة الجرعات المعززة للفئات الأكثر ضعفا.

وقال د. تيدروس: "هذا هو مستوى التطعيم الذي نريد أن نراه في جميع البلدان."

يُذكر أن ما يقرب من 60 في المائة من سكان العالم أكملوا الآن جولة التطعيم الأولية، ولكن فقط 11 في المائة من سكان البلدان منخفضة الدخل. وتشدد منظمة الصحة العالمية على أهمية سد الفجوة للقضاء على الجائحة باعتبارها حالة طوارئ صحية عالمية.

اللقاحات وحدها لا تكفي

يوم الجمعة، أصدرت منظمة الصحة العالمية توصية قوية باستخدام دواء نيرماترلفير وريتونافير، الذي يُباع تحت اسم باكسلوفيد، لعلاج الحالات الخفيفة والمعتدلة لمرضى كوفيد-19 الأشد عرضة لخطر إدخالهم إلى المستشفى، ووصفته بأنه أفضل خيار علاجي للمرضى الأشد عرضة للخطر حتى اليوم.

وقال د. تيدروس: "يساعد هذا العلاج في منع دخول المستشفى ويسهل إدارته. مع ذلك، هناك العديد من التحديات التي تحد من تأثيره."

ومن بين التحديات، أن العلاج غير متوفر إلى حد كبير في الغالبية العظمى من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ويتطلب اختبارا سريعا ودقيقا قبل تقديمه للمرضى، في غضون خمسة أيام من ظهور الأعراض.

ويضاف إلى ذلك الافتقار إلى الشفافية في التسعيرة خلال الصفقات الثنائية التي يبرمها المنتج.

عامان على مبادرة مسرع أدوات مكافحة كوفيد

ويصادف هذا الأسبوع أيضا مرور عامين على إنشاء مبادرة مسرع أدوات مكافحة كوفيد-19 (ACT Accelerator).

هذه الشراكة الفريدة من نوعها بين الحكومات ووكالات الصحة العالمية والمجتمع المدني والصناعة لديها العديد من الإنجازات التي تدعو إلى الفخر.

وقال د. تيدروس: "معا، قمنا بتمكين 40 دولة من بدء حملات التطعيم ضد كوفيد-19."

ومن بين الإنجازات الأخرى، بناء قدرات التسلسل في جنوب أفريقيا التي اكتشفت لأول مرة ظهور متغير أوميكرون. وتم التفاوض على صفقات غير مسبوقة مع أكبر موردي الأكسجين في العالم لزيادة الوصول إلى أكثر من 120 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل.

الأمر يتطلب تضافر جميع البلدان، بصرف النظر عن مستوى الدخل، للالتزام بالخطوات التي يمكن أن تضع حدا للجائحة، وإنهاء عدم المساواة

وفي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، أطلقت مبادرة مسرع أدوات مكافحة كوفيد خطة استراتيجية وميزانية جديدة – ومع ذلك فقد تم تمويل ما يزيد قليلا عن 10 في المائة في منتصف دورة الميزانية الحالية.

وقال د. تيدروس: "الجائحة لم تنتهِ بعد، ولا عمل مسرع أدوات مكافحة كوفيد."

ودعا جميع الدول إلى الاستثمار في الأدوات التي تنقذ الأرواح.

وأعرب عن سروره من عقد الرئيس الأميركي، جو بايدن، قمة عالمية الشهر المقبل معنية بكوفيد-19 مع قادة دول العالم، للحفاظ على مستوى اهتمام عالٍ تستحقه الجائحة.

"الأمر يتطلب تضافر جميع البلدان، بصرف النظر عن مستوى الدخل، للالتزام بالخطوات التي يمكن أن تضع حدا للجائحة، وإنهاء عدم المساواة، وإنقاذ الأرواح ومنع المعاناة والمساعدة في إعادة الاقتصادات إلى المسار الصحيح."