سوريا
14 آذار 2017, 07:55

كنيسة القديس رومانوس للرّوم الأرثوذكس.. خطّ النار الأول ابان أزمة حمص

كنيسة القديس رومانوس للرّوم الأرثوذكس الكائنة في حي السّبيل بحمص السّورية التّابعة لأبرشية حمص وتوابعها للرّوم الأرثوذكس هي كنيسة حديثة النّشأة انطلق مشروع بنائها بعهد المثلث الرحمات المطران الكسي عبد الكريم وتم شراء الارض ودخل المشروع حيز التنفيذ في العام 2006 في عهد مطران الابرشية الحالي المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم.

في العام 2010  انتهى تصميم الكنيسة على مساحة 400 متر مربع مؤلفة من 4طوابق تضم 800 عائلة.

كاهن الرعية الاب اثناسيوس مخول اوضح في حديث لتيلي لوميار ونورسات ان الكنيسة قد اغلقت بشكل كامل في العام 2012 بسبب الازمة التي عصفت بحمص من جهة ولوقوع الكنيسة على خط النار من جهة ثانية،  وتم سحب كل الاشياء القيمة من الكنيسة والمحافظة عليها من السرقة وبالرغم من ان الكنيسة كانت مصابة ومهجورة ابان الازمة الا ان المؤمنين كانوا يتوافدون ويقيمون الصلوات ولا يخافون الحرب لدرجة نطقت احدى السيدات بعبارات اثناء دخولها الكنيسة قائلة:" خلينا نموت يا أبونا باكنيسة احسن ما نموت اشلاء على الرصيف".

الاب اثناسيوس هذا الكاهن الذي كان من الممكن ان يودي بحياته ذاك الصاروخ الذي ضرب الكنيسة ابان الازمة لكن يد الرب كانت اقوى من يد الارهاب فاستمرت الصلاة رغم سقوط الصاروخ على الكنيسة، استعرض باقة من المشاريع والنشاطات التي قامت بها الكنيسة بعد التهجير وانتهاء الازمة في حمص.

في الأول من شهر تشرين الأول العام 2014 بدأ العمل الرعائي والترميم يسير بوتيرة متسارعة من اجل مساندة الناس والوقوف الى جانب كل المتألمين والمحتاجين بحيث أنشأت الكنيسة مكتبا وعينت موظفين للقيام بالأعمال الاغاثية على اوسع نطاق ولتقديم المساعدات للعائلات والمصابين ابان الازمة.

في طليعة المشاريع التي أقامتها الكنيسة مشاريع تطريز، معمل اسفنج وتنجيد ومشغل صغير، محلات متنوعة منها ما يضم البان واجبان ومنها ما يخص السيدات كل ذلك وفر العديد من فرص العمل لأبناء الرعية وساعد على عودة الاهالي الى حي مغ توفر كل المقومات الاقتصادية التي يحتاجون اليها كما ان الكنيسة تعمل على انشاء مزرعة ابقار ومعمل للألبان والأجبان من اجل خدمة الناس وتأمين فرص عمل لهم.

وما زاد من المشاريع الانمائية جمالية ذاك المشغل الذي يحيك الالبسة الكهنوتية وكل مستلزمات الكنيسة بحيث استطاعت الكنيسة ان تتواصل مع احدى الجمعيات الهولندية التي مدتها باحدى المكينات وبات المشغل يصدر الى كل اصقاع العالم ناهيك عن افتتاح روضة ام النور وغير ذلك من المشاريع التي تشجع الناس على العودة وتحد من معضلة الهجرة.

ورأى الاب اثناسيوس ان تاريخ المسيحية كان ولا زال لغاية اليوم يتلخص بالصبر على الاضطهادات وبالتالي على الكنيسة ان تعمل اليوم وتستمر بعطائها والرب هو الذي يعطي النجاح.

كما دخل الاب اثناسيوس في صلب معاناة الكنيسة لافتا الى ان لدى الكنيسة 7شهداء و5مخطوفين و4اصابات انتهت باعاقات والسبب يعود الى  ان الكنيسة كانت بمثابة خط النار الأول وعرضة للصواريخ اليومية.

وختم حديثه بالقول:" نشكر الله على عودة عدد كبير من عائلاتنا ونعمل على عودة كل العائلات التي تهجرت ولن نخاف لا من الصواريخ ولا من اي ارهاب طالما الرب معنا."