الأردنّ
17 تشرين الأول 2016, 07:52

كلمة الكاردينال ساندري في احتفال اعادة تدشين مزار النبي موسى بجبل نيبو

وصل امس عمان قادما من روما رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندي ممثلا عن قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس لحضور اعادة تدشين مزار النبي موسى في جبل نيبو وقد القى كلمة تورد تاليا نورسات النص الكامل لها :


معالي وزيرة السياحة، مندوبة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم سعادة السفير الفاتيكاني المطران ألبيرتو أورتيغا مارتين، وحارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، أصحاب المعالي والسعادة الضيوف الكرام. اعبر بداية عن سعادتي بوجودي هنا ممثلا لقداسة البابا فرنسيس ، للمشاركة في احتفالات إعادة افتتاح هذا المزار التذكاري للنبي موسى على جبل نيبو. هذا المزار الذي يعني الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى، بل يعد مكانًا للحوار بين الشعوب والأديان التي ولدت في منطقة الشرق الأوسط الحبيبة، اليهودية، المسيحية والاسلام. هذا المكان يتحدث عن وعد الله من خلال النبي موسى للشعوب بأنه سيرسل السلام إلى الأرض. نحن مدعوون، ولا سيما في هذه الأوقات الصعبة،جميعا لخروج يومي من يقين زائف، يجعلنا عبيدا للأنانية والانقسامات. وأن نسير نحو الحرية الجديدة بتضامن ملموس مع الآخرين، خصوصًا تجاه الفقراء والمتألمين. هذه المسيرة تتطلب الإيمان العميق بالله تعالى، الذي لا يمكن التذرع به أبدًا لزرع الإرهاب والعنف. وكمثل شعب إسرائيل ايام فرعون ومع موسى ، يجب أن نتجه نحو الحرية الجديدة، وحرية الاجتماع ولنسير معا نحو الأرض الموعودة. هناك، حيث يمكننا أن نعيش هدية من الله الذي هو للجميع، في تضامن ملموس واخوة مع جيراننا، أيا كانوا، وخصوصا الفقراء والذين هم في معاناة. وتتطلب هذه العملية الإيمان العميق بالله الذي لا يمكن التذرع به لزرع الرعب والعنف. وفي الوقت نفسه، فإنه يتطلب الثقة في إخواننا، الذين هم أيضا شركاء في البحث عن المطلق وحريصون على بناء المدينة التي هي مسكن أرضي أصيلة السلام. من خلال الثقة والصداقة والمساعدة ، وكما ذكر القديس غريغوريوس أسقف نيصص أحد الآباء العظام، "في حياة موسى" هذه جميعها هي التي امنت الوصاية والحماية للارض المقدسة، واننا نتذكر هنا جهود الامير عبدالله ، جد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بعظيم الامتنان والشكر ففي العام 1932 حين جاء الفرنسيسكان لتولي مسؤولية أنقاض تم حفرها من قبل علماء الآثار من معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني في القدس، قدمت لهم التسهيلات ،على الرغم من اضطرابات الحرب، مما جعل من الممكن تسليط الضوء على الكنوز التاريخية والروحية التي يحملها هذا المكان، والتي أصبحت اليوم محجا ومنارة تدل على وجودنا وتاريخنا. نعرب عن الشكر والتقدير تجاه كل أولئك الذين كرسوا أنفسهم لهذه القضية من خلال الجهود المضنية بداية مع الرواد على يد الاب جيروم، ،(أبونا جيرمانا)، والأب سيلفستر سالار (الاب مودير والأب أنطونيو بيراردي (ألاب سورا و إلى الأب ميكائيل بيشيرلو الذي تمنى أن يكون مكان يستريح فيه رفاته، كما ذكر البابا بنديكت السادس عشر خلال زيارته في عام 2008. مع بركتنا للجميع.