مصر
29 كانون الثاني 2019, 12:30

كلمة الرّئيس الفرنسيّ في الكاتدرائيّة المرقسيّة

خلال زيارته إلى الكاتدرائيّة المرقسيّة، ألقى الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، كلمة جاء فيها بحسب "المتحدّث الرّسميّ للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":

"شكرًا جزيلًا لكم صاحب القداسة، شكرًا على استقبالكم لنا أنا وزوجتي والوفد المرافق لي، كنت أتمنّى رؤية قداستكم. لقد ذكرتم هذه العلاقة القديمة وقدم الأقباط في مصر وأهميّتهم في مصر مثلًا لأهميّة الأقباط المصريّين في فرنسا وأعلم جيّدًا كم عانى الأرثوذكس في السّنوات الأخيرة من العنف والإرهاب والهجمات، وأنا أعرف أنّ العمل الذي تقوم الحكومة به لضمان الأمن ولكي تتمكّنوا من ممارسة دينكم والعيش في مجتمع آمن. لقد ذكرت في كلّ المواضيع صاحب القداسة ويسعدني أن يكون لنا هذا اللّقاء خاصّة في ظلّ الظّروف الحاليّة التي تمرّ بها مصر والمنطقة بأكملها. أنا أعتبر أنّ التّعددية وما تمثّلونه أنتم في المنطقة عنصرًا أساسيًّا لإحلال السّلام، ويهمّني أن أسمعكم عن ماذا يقلقكم وماذا تخشون من الأزمات التي نعيشها لأنّ أوروبا أيضًا تمرّ بهذه الأزمة الأخلاقيّة الكبرى. أعتقد أنّ الحوار في هذا الموضوع وكيف ترون الطّرق والمعايير لفتح الحوار بين الدّيانات. ولقد تفضّلت صاحب القداسة بذكر زيارة السّيّد برسوناس الذي يواكب المسحيّين في مصائبهم وشكرًا لكم لاستقباله. وقدّم لنا تقريرًا مع الوزير وفي الشّهور والسّنوات المقبلة سوف نطبّق وسنستفيد من هذه التّوجيهات ونودّ أن نطوّر أكثر التّعليم الذي يتمّ باللّغة الفرنسيّة ونشره ونوافق على نشر القراءة في المكتبات. ويهمّني أن أسمع رأيكم في هذا الموضوع وأعتقد أنّ التّعليم هو المعركة الأولى وهذا ما نفعله في فرنسا وهي من المعارك نريد أن نهتم بها عندما لا يكون أطفالنا متعلّمين بشكل جيّد، لا يمكنهم العيش بوئام ولا العمل الجيّد ولا بناء مجتمع أفضل، لذا قرّرنا أن نستثمر في التّعليم وأنا مقتنع أنّ هناك أشياء كثيره نهتمّ بها. وأخيرًا صاحب القداسة، تفضّلتم وذكّرتم بأهميّة المواضيع التي تتعلّق بالمناخ والاقتصاد، لا يمكن أن نفصل، لأن المجتمع المثمر لكلّ سكّانه يجب أن يكون مستدامًا، شكرا لقداستكم. وقد ذكرت التزام فرنسا وشكرًا لك سيدي، وفي اوروبا وفرنسا والعالم نهتم بذلك ويجب أن نهتم بهذا مع أفريقيا وهذا ما أفعله بعد بضعة أشهر سوف أكون في زيارة لكينيا ولا بدّ من تطبيق هذا مع مصر. هذا أمر مهمّ في استراتجيّتنا. وجودنا هنا معكم اليوم صاحب القداسة يشهد على الاحترام الذي نكنّه للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة والاعترف بما تمثّله كنيستكم ليس فقط لماضي مصر، ولكن لمستقبل مصر أيضًا. كذلك نقرّ على ما شهدته هذه الكنيسة والشّهداء الذين سقطوا وأريد أن أعرف رأي قداستكم عن كيفيّة الحوار بين الدّيانات ولمرافقة كلّ مسيحيّي الشّرق الأوسط لأنّ هذا هو دور فرنسا أيضًا، وإنّنا سوف نعقد في باريس مؤتمرًا جديدًا لنرى كيف يمكن أن نعمل بفاعليّة أكبر لمصلحة مسيحيّي الشّرق، ولكنّ كلامكم يهمّني وشكرًا لاستقبالكم لنا صاحب القداسة."