أميركا
30 آب 2017, 11:01

كلمة البطريرك ساكو في تنصيب المطران عمّانوئيل شلّيطا

ترأّس أمس بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو قدّاس تنصيب المطران عمّانوئيل شلّيطا على أبرشيّة مار بطرس الرّسول الكلدانيّة في كاليفورينا، وتلا للمناسبة كلمة نشرها موقع البطريركيّة، قال فيها:

 

"فيما تحتفل اليوم ابرشيه مار بطرس الرسول بتنصيبك راعياً جديداً لها، أود أن ارفع معك ومع أبناء الأبرشية الشكر للرب، كما يسرني أن أعبرِّ لسيادتك عن تهانيّ القلبيّة وتمنياتي بخدمة مليئة بالحبّ والأمانة والسخاء والتواضع والنجاح. وبهذه المناسبة المباركة، أود أن اعبر أيضاً عن مشاعر التقدير لكل من كان لهم الدور في هذه الأبرشية العزيزة:
شكراً للمدبر الرسولي مار شليمون وردوني على كل ما بذله مع معاونيه مار باواي سورو والمونسنيور صبري قجبو والكهنة في خدمة هذه الأبرشية طوال فترة شغور الكرسي.
شكراً موصولا لمار سرهد جمو الاسقف الأول لهذه الأبرشية على خدمته لها طوال 14 سنة، الرب يحميه ويباركه في راحته. أتمنى ان يفيد الكنيسة بشكل آخر مختلف. ولقد وعد ان يقوم بذلك.
شكرا للمطران إبراهيم إبراهيم الذي خدم هذه المنطقة ككاهن أولاً ثم كأسقف على عموم ابرشيه أمريكا، ولربما معظم الكنائس يعود بناؤها اليه، متعة الرب الكريم بالصحة والعافية.
شكرا لمؤمني هذه الأبرشية الأعزاء على التزامهم وأمانتهم للمسيح والكنيسة الكلدانية.

 سيدنا العزيز عمانوئيل،
تعيينك لهذه الأبرشية وسط الظروف القاسية التي يعيشها شعبنا الكلداني والمسيحي في داخل العراق وفي بلدان الانتشار، وخصوصا في هذه الأبرشية علامة رجاء ووحدة وانتعاش. وما تحقق ببركة الرب، ورعايتك في أبرشية مار أداي بكندا، لهو علامة واعدة لأبرشيتك الجديدة.
ان التحديات الكبيرة وحالة عدم الاستقرار تضعنا على المحك لنبذل الجهود في التفكير والبحث عن رؤى معمقة وسليمة للتجديد المطلوب، حتى نحمل لمؤمنينا إنجيل الدهشة والأمل والفرح وسط متاعبهم وقلقهم ومخاوفهم. إننا نحتاج إلى مراجعة نقدية مستدامة لنمط التفكير والإدارة والتعامل. فلا يمكن أن ندير الكنيسة كما تعودنا في السابق، لان الأحداث متسارعة، وشعبنا تشتت إلى عدة دول ذات ثقافة وعادات وعقلية مختلفة. وعلينا أن نأخذ بنظر الاعتبار غزو وسائل التواصل الاجتماعي للمجتمع.
 
أخواتي، إخوتي، الأسقف كما الكاهن ليس كلّ شيء في الكنيسة، ولا هو بصانع المعجزات. ولا هو بخاتم المعرفة، بل هو أولا وأخيرا خادم، خادم للرسالة، خادم لشعب الله وراع له وحاضن ومتابع لشؤونه، ومساعدته على التقدم في طريق الرب في وسط شدائده.. وما الإنجيل الذي وضع على ظهر الأسقف يوم رسامته، إلا إنجيل المحبة والرجاء، والخدمة والتعاون مع الجميع بتواضع وأمانة وتفان، بعيداً عن طموحات قاتلة، كما يؤكد مراراً البابا فرنسيس. وحتى يصح فيه قول القديس الشهيد اغناطيوس الانطاكي سنة 108 " حيث الأسقف هناك الرعية"(أزمير 8/2). عليه أن يستعد له الأسقف بشكل مستديم من خلال الصلاة والتأمل وتثقيف الذات والاستشارة والتعاون خصوصا مع كهنة والأبرشية ومؤمنيها حتى يبلغ ملء قامة المسيح.
 أما بخصوص العلاقة مع البطريركية: صحيح أن لراعي الأبرشية الولاية في إدارة شؤون الأبرشية، لكنه مرتبط بالبطريرك أب الكنيسة ورأسها، ولا يمكن تجاوز الخطوط المرسومة في العلاقة مع البطريرك والسينودس، فلا مجمع من دون البطريرك، ولا انتخاب أساقفة ولا قرارات مهمة وجوهرية من دونه. وحتى تعيينك تم بواسطتها وليس بمعزل عنها، ولا الحفاظ على وحدة الكنيسة وهويتها وروحانيتها وتراثها الحي من دون البطريركية، والبطريركية ضمن الكنيسة الجامعة. هذه الوحدة هي شهادتها وعلامة قوة وغنى.
اخواتي، اخوتي،
 المؤمنون في الكنيسة هم أهل البيت، هم أعضاء فيها، هم شركاء وليسوا قطيعا كما تعودنا على تسميتهم، لذا أدعو مؤمني ابرشيه مار بطرس الرسول، إلى تحمل مسؤولياتهم كل بحسب موقعه ومواهبه للتكاتف والتعاون مع أسقفهم الجديد وكهنتهم من اجل خير الكنيسة جسد المسيح، ومن اجل أبرشيتهم لتغدو خميرة وحدة وشهادة وواحة تنوع متناغم، والا يسمحوا لاحد أن يمزق وحدتهم، لان الانقسامات في الكنيسة شهادة معاكسة، تبعد الناس عن المسيح. والانقسام خطيئة!
لتسقط القشور ويبقى الجوهر، ولنتمسك جميعا اكليروسا ومؤمنين بربنا يسوع المسيح، والأمانة للكنيسة ولشعبنا المتألم في العراق وفي أماكن اخرى.
إنني وأخوتكم الأساقفة سوف نرافق أسقفكم الجديد وكهنتكم وكل واحد منكم بصلاتنا ومحبتنا. ونطلب أيضا ألا تنسونا في صلاتكم ولا تنسوا ابرشية مار اداي الرسول في كندا التي تنتظر اسقفا جديدا. إنشاء الله قريبا".