لبنان
02 كانون الأول 2025, 11:15

كلمة البابا لاون في ختام القدّاس في بيروت

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا لاون الرّابع عشر كلمة إلى المشاركين في القدّاس الإلهيّ في الواجهة البحريّة، قال فيها:

"أحبّائي وإخوتي،

خلال هذه الأيّام من رحلتي الرّسوليّة الأولى، الّتي قمت بها في هذه السّنة اليوبيليّة، أردت أن آتي كحاجّ للرّجاء إلى الشّرق الأوسط، ملتمسًا من الله هبة السّلام في هذه الأرض المحبوبة، الّتي تعاني من عدم الاستقرار والحروب والمعاناة.

أيّها المسيحيّون في المشرق، عندما تكون نتائج جهودكم من أجل السّلام بطيئة في الوصول، أدعوكم لرفع أنظاركم إلى الرّبّ الآتي. دعونا ننظر إليه بأمل وشجاعة، داعين الجميع للانطلاق في طريق التّعايش من أجل الأبد والسّلام. كونوا صانعين للسّلام، ومبشّرين للسّلام، وشهودًا للسّلام.

يحتاج الشّرق الأوسط إلى مقاربات جديدة من أجل رفض عقليّة الانتقام والعنف. للتّغلّب على الانقسامات السّياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة، وفتح فصول جديدة باسم المصالحة والسّلام.

لقد تمّ السّير في طريق العداء المتبادل والدّمار في رعب الحرب لفترة طويلة جدًّا، مع النّتائج المؤسفة الّتي أمام أعين الجميع. نحن بحاجة إلى تغيير المسار، نحن بحاجة إلى تعليم قلوبنا للسّلام!

من هذه السّاحة، أصلي من أجل الشّرق الأوسط وجميع الشّعوب الّتي تعاني بسبب الحرب. أقدّم أيضًا صلوات مليئة بالأمل من أجل حلّ سلميّ للنّزاعات السّياسيّة الحاليّة في غينيا بيساو، ولا أنسى الضّحايا، وعائلاتهم العزيزة، من الحريق في هونغ كونغ.

أصلّي بشكل خاصّ من أجل لبنان الحبيب! أطلب من المجتمع الدّوليّ مرّة أخرى أن يبذل قصارى جهده في تعزيز عمليّات الحوار والمصالحة، وأوجّه نداءً مخلصًا إلى أولئك الّذين يحملون السّلطة السّياسيّة والاجتماعيّة هنا وفي جميع البلدان الّتي تعاني من الحرب والعنف: استمعوا إلى صرخات شعوبكم، الّذين ينادون من أجل السّلام!

دعونا جميعًا نضع أنفسنا في خدمة الحياة، والصّالح العامّ، والتّنمية المتكاملة للنّاس.

أخيرًا، إليكم أيّها المسيحيّون في المشرق، مواطني هذه الأراضي بكلّ احترام: أكرّر، كونوا شجعانًا! تنظر إليكم الكنيسة كلّها بموّدة وإعجاب.

لتكن السّيّدة العذراء مريم، سيّدة حريصا، تحميكم دائمًا."