مصر
01 حزيران 2019, 10:52

كلمة البابا تواضروس في لقاء الكنيستين القُبطيّة والرّوسيّة

إختتمت أعمال اللّقاء الثّالث للجنة العلاقات بين الكنيستين القبطيّة الأرثوذكسيّة والرّوسيّة الأرثوذكسيّة، والتي جرت على مدار يومين بالقاهرة في ضيافة الكنيسة القبطيّة. وألقى البابا تواضروس الثّاني، كلمةً في لقاء لجنة العلاقات بين الكنيستين جاء نصّها كالتّالي نقلًا عن "الأقباط اليوم":

"أوّلًا، أودُّ أن أعرب عن سعادتي وسروري لاجتماعنا اليوم، هذا الاجتماع بين كنيستنا، الكنيسة الرّوسيّة الأرثوذكسيّة والكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، هنا في القاهرة، وأيضًا من أجل التّطوّر الجيّد في العلاقة بين كنائسنا. وتعتمد هذه العلاقة ونموّها على حبنا لبعضنا البعض، حيث أنّ المحبة هي إسم الرّبّ يسوع المسيح.

وأنا أيضًا سعيد جدًّا بالعناصر السّبعة التي ذكرها هنا اليوم الأنبا سيرابيون، فيما يتعلّق النّقاط ذات الأهميّة بالنّسبة لكنيستنا: التّعليم اللّاهوتيّ، دياكونية،وسائل الإعلام، العلاقات، خدمة مجتمعاتنا لاسيّما الأقباط في روسيا، التّعاون في أراضي الهجرة، أهميّة العلاقات بين الأديان وخاصّةً من حيث تقديم الخدمة للآخرين، سواء في مصر أو في روسيا.

فهذه أخبار سارّة بالنّسبة لنا فيما يتعلّق بالعلاقة بين الكنيستين، وأودُّ أيضًا أن أقول إنّنا ننمو ببطء على أساس متين، وهذا مهمّ للغاية بالنّسبة لنا.

 

كما ذكرتُ كثيرًا من قبل، إنّ علاقتنا مثل الصّليب؛ فهي تبدأ بعلاقة حبّ في المسيح، ويبني المسيح بيننا هذه العلاقة. ونحن الآن نبني هذه العلاقة من خلال الوفود الرّوسيّة للرّهبان ورؤساء الأديرة القادمين إلى هنا لزيارة أديرتنا وكنائسنا القديمة، وكذلك الأساقفة الأقباط الذين ذهبوا لزيارة روسيا والأماكن القديمة والأديرة والكنائس الكثيرة هناك. هكذا تبدأ الخطوة الأولى في علاقتنا بالحبّ وتبادل الزّيارات.

والخطوة الثّانية هي دراسة تاريخ كلّ كنيسة وتقليدها وتراثها من أجل اكتساب مزيد من ألتّفاهم، حتى نكون أكثر تفهّمًا لماهية الكنيسة الرّوسيّة وماهيّة الكنيسة القبطيّة، ومن المهمّ جدًّا أن يحدث هذا من خلال الدّراسة، وكذلك عن طريق الزّيارات المتبادلة.

أمّا الخطوة الثّالثة تحدث من خلال الحوارات، ومن خلال لقاءات بين وفود كلّ من الكنيستين. أتذكّر أنّنا خلال زيارتنا الأولى إلى قداسة البطريرك كيريل، خلال لقائنا الأوّل، ناقشنا أربعة أبعاد للتّعاون مع بعضنا البعض. البعد الأوّل هو عن طريق الرّهبان أو الأديرة، والثّاني هو من خلال تعليم رجال الدّين التّعليم اللّاهوتيّ، والثّالث هو من خلال المستوى الاجتماعيّ، والرّابع هو من خلال المستوى اللّاهوتيّ.

يُمثّل الحوار أهميّة كبيرة، سواء هنا أو في روسيا، لأنّ الحوار يُساعدنا أيضًا على بناء هذا التّفاهم بين بعضنا البعض.

بالنّسبة إلى الخطوة الرّابعة فهي الصّلاة. يجب أن نُصلّي من أجل بعضنا البعض، ويجب أن نُصلّي من أجل الوحدة المسيحيّة، ويجب أن نُصلّي من أجل معرفة الكنيسة والتّقاليد والحياة اليوميّة أو الحياة الاجتماعيّة لكلّ كنيسة.
عندما نُكمل هذه الخطوات الأربع سنصل إلى قلب يسوع المسيح.

أودُّ أن أشكر قداسة البطريرك كيريل وأن أشكر نيافة الأسقف، وأُوجّه شكري إلى الوفد الرّوسيّة.  يُسعدنا زيارتكم مصر والبقاء معنا، وآمل أن يتمّ تمديد هذه الزّيارة، بحيث لا تكون لمُدّة يومين فقط. آمل أن تكون أكثر من ذلك. وأودُّ منكم أيضًا زيارة الأديرة، لأنّه من المهمّ جدًّا أن تتعرّفوا على روح آبائنا وآباء صحرائنا. سوف يساعدنا هؤلاء الآباء وصلواتهم على أن نكون أكثر تفهّمًا لبعضنا البعض.
شكرًا للوفد القبطيّ وكذلك لأصحاب الفضيلة، الأساقفة، من أجل مشاركتكم في هذا الحوار وعلى الجهود العديدة التي ساهم بها كثيرون منكم.
آمل أن نلتقي معًا في ظلّ الحبّ والأمل، وأن نحاول في خطوات عمليّة أن نكون أكثر معرفة بكنائسنا من حيث تاريخ الكنائس وأيضًا عن مواضيعنا اللّاهوتيّة التي ندرسها في حلقاتنا الدّراسّية، هنا وفي روسيا."