متفرّقات
05 أيار 2021, 13:38

كتيّب لمجموعة درب عكار عن أنواع السحلبيات في المنطقة

الوكالة الوطنيّة للإعلام
أعلنت مجموعة "درب عكار" البيئية الانتهاء من المسودة الأولية لدراسة الأنواع الموجودة من السحلبيات orchids في عكار، وأصدرتها عبر كتيب صغير (دليل) ضم 64 نوعًا موزّعة على 12 جنسًا، منها جنس البلاتنتيرة Platanthera الموجود حصرًا في عكار.

وأشار معد الكتيّب المصور خالد طالب إلى أنّ "هذه الأرقام تمثل معظم ما تم اكتشافه على الصعيد الوطني"، لافتًا إلى أنّ "الكتيّب أتى ثمرة لمجهود استمر وما زال منذ العام 2015، ضمن مسح شامل لمعظم النباتات البرية في محافظة عكار".

وأوضح أنّ "مشروع المسح اعترته عقبات كثيرة أبرزها غياب التمويل والاعتماد فقط على الفريق المتطوع، فضلًا عن التحديات والمخاطر التي تواجه الطبيعة العكارية من حرائق وتدخلات بشرية أدّت إلى زوال بعض المناطق الهامة لانتشار السحلبيات، إضافة إلى عدم توفر المراجع وصعوبة المقارنة لتشابه بعض الأنواع في ما بينها".

وقال: "يعتبر وجود هذه الأنواع مؤشّرًا هامًّا على سلامة الطبيعة العكارية لأنّ هذه النباتات لا تحب التلوث، ولذلك وجدنا في عكار أنواعًا نادرة لا تتواجد في مناطق لبنانية اخرى".

ومما جاء في مقدمة الكتيّب بنسخته الإلكترونية:

"تعرف السحلبيات (أوركيد) Orchis بأنها من فصيلة السحلبيات Orchidaceae التي تضم آلاف الأنواع المنتشرة عالميًّا.


عرف السحلب في المراجع القديمة بـ"خصى الثعلب" وذلك لكون جذره كبيضتين تكبر إحداهما وتضمحل الأخرى لذا سمّي أيضّا بقاتل أخيه، تبدو الثمرة مخطّطة متفتحة، بذورها صغيرة، ويكون الجنين فيها غير متمايز، إذ لا ينتشر إلا بوجود فطريات من نوع فطر الأرومة Rhizoctonia، ويضم الأوركيد عددًا من الأجناس التي تتمايز في ما بينها بشكل كبير.

تستخدم درنات بعض أنواع السحلبيات في صناعة مادة نشوية تدخل في بعض الصناعات الغذائية التي لها فوائد عدة، وشراب السحلب هو أكثرها انتشارًا في مجتمعنا.

وتنتشر السحلبيات في عكار اعتبارًا من ارتفاع أقل من 100م ولغاية ارتفاع 1900م عن سطح البحر، وفيها كل الأجناس المعروفة في لبنان (12 جنسًا)، علمًا أنّ جنس البلاتنتيرة Platanthera يوجد حصرًا في عكار، وهو مؤشر هام لغنى هذه المحافظة على الصعيد الايكولوجي".

وقال طالب: "من الصعوبة بمكان تصنيف كافة أنواع السحلبيات، وذلك لعدة أسباب، أبرزها: عدم وجود مرجع عالمي موحد، صعوبة إيجاد مفاتيح واضحة للتصنيف مع التشابه الذي يبلغ حد التطابق بين بعض الأنواع، والمراجع المحلية بحاجة لتنقيح واضافة لتواكب التطور الحاصل عالميًّا، على صعيد دمج أو فصل بعض الأنواع. والاعتماد في المقارنة على المعاينة في ظل عدم القدرة على إجراء فحوصات الـ DNA، مع غياب مراجع عالمية للمقارنة". وأشار إلى أنّ "الأنواع الهجينة هي خليط بين نوعين مختلفين.

أضاف: "لقد اعتمدنا في هذا البحث المستمر منذ عام 2015 على المقارنة بين ما قمنا بتوثيقه وتصويره وعلى ما أتيح لنا من المراجع العالمية للمقارنة في ما بينها. فبعض الأنواع قد تكون سهلة وواضحة، وبعضها الآخر كجنسي الـ Oprhys والـ Dactylorhiza يكاد من المستحيل التمييز في ما بينها، ولكننا حاولنا العمل قدر المستطاع للحصول على نتيجة أولية لمسح يعتبر الأول على مستوى محافظة عكار، على ان يبقى المجال مفتوحًا للتنقيح أو الزيادة عند توفره".

وتابع: "هذا العمل هو نتاج لمبادرة يعمل عليها كافة فريق درب عكار، الذي يضم: يارا مرعبي، علي طالب، عثمان طالب، جينفير الشيخ، حاتم الفحل، عدنان مرعب وعبد الهادي صعب، الذي أخلص الوقت والجهد في سبيل توثيق ما في عكار من تنوّع طبيعي وايكولوجي، أخذ يضمحل عامًا بعد عام بفعل التعديات والانتهاكات البيئية والتلوث والتمدّد البشري والعمراني وما يخلفه من حرائق وآثار كارثية".

وأمل أن "تصبح هذه الأنواع محمية يومًا ما، وألا تترك لتواجه مصيرها فتختفي وتنقرض، كما اختفت عشرات مواقع السحلبيات في عكار خلال الأعوام الفائتة"، وقال: "عكار ما زالت تختزن تنوعًا لا يستهان به ربما يتطلب أعوامًا طويلة من البحث العلمي الشاق، ولكن لنا أمل بالجيل الصاعد المتنور بالوعي البيئي لاكمال هذه المسيرة في حال قصرنا أو شق علينا الطريق".

وختم: "هذا الدليل أهداء لكل غيور على البيئية اللبنانية عامة والعكارية خاصة".