الفاتيكان
17 أيلول 2021, 11:50

كتاب جديد لبنديكتوس السّادس عشر والبابا فرنسيس يمهّد له

تيلي لوميار/ نورسات
مهّد البابا فرنسيس لكتاب جديد للبابا الفخريّ بنديكتوس السّادس عشر، عنوانه "أوروبا الحقيقيّة، الهويّة والرّسالة"، وهو يصدر تزامنًا مع مرور 50 سنة على إقامة علاقات دبلوماسيّة بين الكرسيّ الرّسوليّ والاتّحاد الأوروبيّ، يرشد في صفحاته القارئ إلى الدّرب الّتي يجب السّير عليها من أجل ولادة جديدة لأوروبا.

في تفاصيل مقدّمته، أعرب البابا عن سعادته لتقديم هذا الكتاب، وقد أوضح في سطورها، أنّ "البابا الفخريّ يحدّد بشكل رائع في هذا الكتاب، بما يتميّز به من وضوح وعمق، معالم فكرة أوروبا الّتي ألهمت الآباء المؤسّسين والّتي هي أساس عظمة أوروبا. فكرة سيؤدّي زوالها إلى تدهور لا يمكن إصلاحه، وذلك لأنّ أوروبا تقوم في المقام الأوّل على إنسانيّة التّجسّد، حيث كتب البابا الفخريّ أنّ شخصيّة يسوع المسيح هي في مركز تاريخ أوروبا وهي أساس أنسنة حقيقيّة وإنسانيّة جديدة. وتابع راتزنغر: إن كان الله قد صار بشرًا فإنّ الإنسان قد اكتسب كرامة جديدة تمامًا، أمّا إذا كان الإنسان مجرّد ثمرةِ تطوّر بالصّدفة فإنّ إنسانيّته في حدّ ذاتها هي صدفة، ويمكن هكذا التّضحية بالإنسان من أجل أهداف سامية في ظاهرها."  

ولم تخلُ المقدّمة من التّذكير، مقتبسًا عن حديث للبابا الفخريّ، بأنّه "مع تجسّد الله ومع آلامه من أجل الإنسان فإنّ الإنسان يشارك في كرامة الله، ومَن يخطئ فهم ما هو الإنسان يشنّ هجومًا على الله ذاته".

وأضاء كذلك على ضياع فكرة احترام كلّ حياة بشريّة في أوروبا تدريجيًّا، لافتًا إلى أنّ بنديكتوس "لم يخشَ عبر السّنوات، وبشجاعة وبعد نظر، إدانة الأشكال الكثيرة لهذا التّخلّي عن فكرة الخلق وصولاً إلى التّبعات الحاليّة الّتي يصفها البابا الفخريّ بشكل واضح ومقنع".

وفي ختام كتابة، لفت البابا بحسب "فاتيكان نيوز"، إلى أنّ راتزنغر لا ينهي الكتاب بتشاؤم أو حزن، بل على العكس يتحدّث عن أنّ أحد أسباب ما يحمل من رجاء هو أنّ التّطلّع إلى الله والبحث عنه مطبوعان بعمق في كلّ نفس بشريّة ولا يمكن أن يزولا. وأنّ "الإنسان قد ينسى الله لبعض الوقت أو يضعه جانبًا ويهتمّ بأشياء أخرى، إلّا أنّ الله لا يزول أبدًا، وأنّنا نحن البشر وحسب ما يقول القدّيس أغسطينوس نشعر بقلق إلى أن نعثر على الله، وهذا القلق موجود اليوم أيضًا، ويكمن الرّجاء في أن يضع الإنسان نفسه مجدَّدا اليوم أيضًا على الدّرب نحو الله".  

وأنهى البابا فرنسيس مقدّمته بكشفه للقارئ عن سرّ سعادة البابا الفخريّ في هذا الزّمن الصّعب.