لبنان
22 تموز 2021, 08:45

كاريتاس لبنان أطلقت مشروع صندوق الائتمان للتّعليم بالتّعاون مع L'Oeuvre d'Orient

تيلي لوميار/ نورسات
أطلقت رابطة كاريتاس لبنان من مقرّها في سنّ الفيل، خلال مؤتمر صحفيّ، مشروع صندوق الائتمان للتّعليم من أجل دعم المدارس الكاثوليكيّة، بالتّعاون مع جمعيّة "عمل الشّرق" الفرنسيّة L'Oeuvre d'Orient الّتي تُعنى بدعم مسيحيّي الشّرق، وذلك في ظلّ الأزمات الخطيرة الّتي يعيشها لبنان وانهيار غالبيّة المؤسّسات من ضمنها التّربويّة.

شارك في المؤتمر: السّفير البابويّ في لبنان المطران جوزف سبيتري، المدير العامّ للجمعيّة الفرنسيّة المونسنيور باسكال غولنيش، رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبّود، راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المشرف العامّ على أعمال كاريتاس المطران ميشال عون، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف. وحضره الأمين العامّ للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبدو أبو كسم، وأعضاء مجلس إدارة الرّابطة ومدراؤها ووفد من الجمعيّة الفرنسيّة.

بداية الكلام كانت للأب ميشال عبّود الّذي أكّد أنّ "الكنيسة تكمل ما بدأه يسوع برسالته، ورسالة كاريتاس هي رسالة الكنيسة، لذلك لن تبقى مكتوفة الأيدي"، وقال: "في الأيّام الفائتة لفتنا عدد من الأساتذة الّذين يطلبون المساعدة من الرّابطة بسبب التّأخير في دفع رواتبهم، ونحن لن نقبل باستمرار هذا المشهد، ولن نسمح للعجز بأن يخنق المدارس الكاثوليكيّة.

تحوّلت الأزمة الاجتماعيّة والاقتصاديّة إلى كارثة تعليميّة، بحيث أنّ 55 في المئة من العائلات تعيش دون خطّ الفقر، وذلك يشمل جميع الفئات وكذلك اللّاجئين. للجميع الحقّ بالعلم، فالعلم ثقافة الحياة والجهل عدوّ المجتمع، لذلك لا تتّهموننا بالتّعصّب. نحن ندعم المدارس الكاثوليكيّة الّتي تضمّ بدورها مختلف الفئات والطّوائف والفئات المجتمعيّة لأنّنا في ضيقة جدّيّة والأزمة لا تفرّق فئة عن أخرى.

إنّ الهدف العامّ لكاريتاس إعادة انضمام 120 ألفًا من أطفال لبنان الأكثر فقرًا إلى النّظام المدرسيّ من خلال المساهمة في تقوية 235 مدرسة كاثوليكيّة فرنكوفونيّة و6 جامعات ودعمها، على أن تبقى مفتوحة. هدف شراكة كاريتاس مع L'OEUVRE D'ORIENT، توسيع نطاق البرنامج ليشمل مزيدًا من الأطفال والمدارس من خلال الاستفادة من قاعدة البيانات لدى الجمعيّة الفرنسيّة والمعرفة السّياقيّة العميقة الّتي اكتسبتها في 300 مدرسة".

وأنهى عبّود معتبرًا أنّ "تأمين العلم للفرد هو تأمين مستقبله وعيشه الكريم ومجتمع سليم له كما هو ضمانة للسّلام الدّاخليّ والبقاء في الوطن".

من جهته، رأى مدير صياغة المشاريع في كاريتاس ديفيد ألكنز أنّ "لبنان كان دائمًا حالة منفصلة مميّزة عن المنطقة بسبب نظامه التّعليميّ ومبدأ العيش المشترك والحدّ من التّطرّف، فضلاً عن كونه يؤمّن نوعيّة تعليم أفضل لكلّ من يقصده، بغضّ النّظر عن أصله الاجتماعيّ أو الدّينيّ". وشدّد بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام" على أنّ "قطاع التّعليم يشهد اليوم حالاً من السّقوط الحرّ، وإذا لم تتّخذ إجراءات سريعة، فسيفقد لبنان دوره كمنارة للتّعليم والثّقافة في الشّرق الأوسط".

وأشار إلى أنّ "مبادرة كاريتاس و L'OEUVRE D'ORIENTتأتي في إطار الاستجابة لهذه الأزمة وتهدف إلى تغطية الرّسوم الدّراسيّة جزئيًّا بمتوسّط يعادل 30 يورو لكلّ طالب بنطاق يتراوح بين 20 و90 في المئة من إجماليّ الرّسوم الدّراسيّة، استنادًا إلى معيار الفقر الّذي طوّرته جمعيّة L'Oeuvre d'Orient."

بدوره عرّف غولنيش بالجمعيّة وبأهدافها، ولفت إلى أنّ "المشكلة الأولى في لبنان اليوم بعد الأزمات الاقتصاديّة والماليّة والاستشفائيّة والتّعليميّة هي اليأس". وقال: "نقدّم الدّعم للّبنانيّين حتّى يتمكّنوا من استعادة كبريائهم وأملهم في لبنان وتحديدًا المسيحيّين اللّبنانيّين الّذين يجب أن يحبّوا بلدهم ويجدّدوا الثّقة به ويكونوا علامة رجاء واعتزاز بلبنانيّتهم".

أمّا السّفير البابويّ فشكر القيّمين على هذه المبادرة، وأعرب عن فرحه بالمشاركة في هذا المشروع فـ"تضافر الجهود سيكسر اليأس الكبير المسيطر على قلوب اللّبنانيّين، والأهمّ ألّا ننسى أنّنا أبناء القيامة والرّجاء".

وأعلن أنّ "الكنائس والبطاركة والأساقفة، يقومون باتّصالات ومشاورات محلّيّة ودوليّة من أجل دعم لبنان وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس، الّذي يعمل بإصرار على مساعدتنا وأيضًا أمين سرّ الفاتيكان الّذي طلب من الدّول والاتّحاد الأوروبيّ دعم لبنان بشتّى الطّرق، وما تقوم به الكنيسة هو من أجل الحفاظ على الهويّة اللّبنانيّة لأنّها في خطر ونحن بلد الرّسالة والتّنوّع والتّعايش على أرض واحدة ووطن واحد".

وشدّد على أنّ "هذا المشروع التّربويّ هو لإنقاذ هذه الهويّة، فسلاحنا هو الحرف والفكر. الحرف هو غذاؤنا الأساسيّ وإذا هاجرنا الوطن بانتمائنا، لا جسديًّا، يعني أنّنا خسرنا كلّ شيء".

لناحيته، ركّز سويف على "أهمّيّة الدّعم الّذي توفّره الجهات المانحة والخيّرون والكنيسة في هذه الأوقات العصيبة"، آملاً أن "تتمكّن هذه المبادرة من المساعدة قدر المستطاع".

أمّا عون فلفت إلى أنّ "الجهود والثّقة الّتي تضعها L'OEUVRE D'ORIENT من خلال هذه المبادرة، ليست لإعلان مساعدة المدارس وتوزيع الأموال عليها، إنّما لإطلاق نداء صارخ للمجتمع الدّوليّ وللكنائس والمغتربين في كلّ أنحاء العالم لمساعدة مدارس لبنان لئلّا تنهار"، وشدّد على أنّ "أهمّيّة مواجهة اليأس والحفاظ على الرّجاء والإيمان بوطننا وهي ليست المرّة الأولى الّتي يواجه فيها الأزمات".