دينيّة
07 تموز 2017, 05:30

قدّيسو اليوم: 7 تموز 2017

تذكار القديس توما الناسك (بحسب الكنيسة المارونية) كان من أسرة شريفة، غنية. وكان قائداً في الجندية، مشهوراً بمقدرته وبسالته. وقد بطش مراراً بالاعداء البرابرة وحاز انتصارات مجيدة في مواقع عديدة. ثم هام بمحبة المسيح فزهد في العالم وخيراته وملاذه فانضوى الى دير في جبل مالاون من بلاد اليونان واخذ يمارس افعال النسك، حتى بلغ درجة سامية في الكمال، وقد اتخذ طريقة النبي ايليا الذي أولع به، فظهر له هذا النبي مراراً يخاطبه ويشجعه.

 

ومن الحوادث والآيات الباهرة التي اجراها الله على يده، ان نوراً ساطعاً كان يضيء منسكه ليلاً ويبهر الابصار. وكان بصلاته يطرد الشياطين ويشفي المرضى ويقيم المقعدين. ومرة نضب ينبوع ماء فأعاده الى مجراه، كما اعاد البصر الى العميان. ولذلك ظهر عجيباً في أعين الناس، لكنه، لشدة تواضعه، كان يهرب من كل مدح وثناء الى الخلوة، مثابراً على مناجاة الله وبالصلاة والتأمل، الى ان رقد بسلام. صلاته معنا. آمين!

 

القدّيس توما البار الميليوني (بحسب الكنيسة الارثوذكسية)

كان البار توما من عائلة نبيلة غنية. امتهن الجندية وذاع صيته للانتصارات العديدة التي حقّقها على البرابرة. كان مخوفاً. لكنّه لمّا اخترقته محبّة يسوع وصارت كالجمر توقداً في صدره هجر، بلا ندامة، المياه المرّة لهذه الحياة ليحمل نير المسيح الخفيف. صار راهباً وسلك في الفقر والاتضاع. اتّخذ النبي إيلياس نموذجاً له. ظهر له ذات ليلة واقتاده إلى جبل الملاون الذي يظنّ قوم أنّه في الطرف الجنوبي من جزر البليوبونيز ويظّن آخرون أنّه من توابع جبل الأوليمبوس في بيثينيا. هناك استقرّ مقيماً في السكون (الهزيخيا) سالكاً في الصلاة الدائمة. تلألأ كالنجم بأسهاره وصلواته حتى انصرفت الأبالسة عن كل الجوار الذي كان فيه. مَنّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب فأنبع نبع ماء وردّ البصر لعميان وأقام مقعدين. عندما كان يقف في الصلاة كان يبدو، من بعيد، وكأنّه عمود نار في أعين أنقياء القلوب الذين أُهّلوا لمعاينته. رقد بسلام في الربّ لكنّه لم يكفّ عن مداواة أدواء الناس المقبلين بإيمان لإكرام رفاته المقدّسة بطيب عجيب يسيل من ضريحه.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القدّيسة الشهيدة كيرياكي

هي ابنة أبوين تقيّين دوروثاوس وأفسافيا من آسياالصغرى.ابصرت النور إثر عقر حلّه الربّ الإله بصلاة والديها المتواترة. كرّست لله منذ الطفولة. لم يكن يشغل قلبها ما يشغل الأطفال عادة. لمّا نمت في النعمة والقامة استبانت فتاة جميلة في النفس والجسد.كثيرون رغبوا بها زوجة لهم لكّنها منعت نفسها عنهم لأنها كانت، كما قالت، قد كرّست نفسها للمسيح ولا ترغب إلا في الموت عذراء له. أحد الذين خيبّتهم وشى بها وبوالديها لدى الأمبراطور ذيوكليسيانوس أنها مسيحية.أخذ والداها وعذّبا ثم نفيا إلى ميتيلين حيث قضيا شهيدين بعدما أوقع الجلاّدون بهما مزيدا من أعمال التعذيب. أما دومينيكا فبعث بها ذيوكليسيانوس إلى صهره مكسيميانوس. فلمّا أقرّت بإيمانها بالمسيح، لدى هذا الأخير، أمر بإلقائها ارضا وجلدها ثم عرّضها للتعذيب بوحشية ولكن عبثا. بقيت صامدة ثابتة في إيمانها. ظهر لها الربّ يسوع وهي في السجن وشفى جراحها. كما نجّاها، فيما بعد، من النار ومن الحيوانات المفترسة. هذا كان سبب هداية عدد من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيح. وكل الذين آمنوا جرى قطع رؤوسهم. قالت دومينيكا لأبولونيوس، معّذبها: "لا سبيل لديك لتحويلي عن إيماني. القني في النار فلي مثل الفتية الثلاثة. ألقني للحيوانات المفترسة فلي مثل دانيال النبي. ألقني في البحر فلي مثل يونان النبي. سلّمني للسيف فسأذكر السابق المجيد. الموت لي هو حياة في المسيح". إثر ذلك أمر أبولونيوس بقطع رأسها. رفعت يديها وصلّت وقبل أن يقطع السيف هامتها أسلمت الروح. كانت شهادتها في نيقوميذيا في العام 289 م.

 

تذكار أبوينا البارين توما الذي كان في مالاون (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

لم يحفظ لنا التاريخ شيئاً عن منشأ هذا القديس البار، ولا نعرف أين وُلد، ولا أين عاش، ولا كيف كانت طريقته في قداسته. إلاّ أن كتاب المناون يمدحه كثيراً ويذكر فضائله وعجائبه.

فقد كان ينتمي إلى أسرةٍ شريفة. وكان في بدء حياته معروفاً بسطوته واقتداره وبطشه. لكنّه زهد في الدنيا إلى البريّة، إلى جبل لاون. وهناك أخذ يمارس أفعال النسك الشديدة، وصار إلى درجة سامية في القداسة، حتى صارت الملائكة تظهر له وتشاركه في تلاوة التسابيح. ومراراً ظهر له القديس إيليا النبي يشجّعه في طريقة حياته ونسكه، لأنّها كانت تشبه طريقته.

وشرّفه الله بفعل العجائب. فكان يشفي المرضى ويُخرج الشياطين ويقيم المخلّعين. وبقدر ما كان يتواضع ويذل نفسه، كان الله يرفعه ويفيض الخيرات والبركات على يده.

ورقد بالربّ بسلام. وأضحى ضريحه ينبوع نعم فائضٍ للنفوس والأجساد. وكم تأسف الكنيسة لضياع أعمال هذا الأب البار، الذي كانت حياته على الأرض حياة ملائكية سماوية كثر ممّا هي بشريّة. وكم كانت النفوس تجد فيها غذاء روحيّاً لذيذاً ومنعشاً، يقوّيها في طريقها وجهادها!

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : البار أكاكيوس المذكور في سلّم الفضائل

ربما كان هذا القديس البار نفس القديس أكاكيوس المذكور في اليوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني، حيث بسطنا سيرة حياته. فإذا كان كذلك، فلا ندري لماذا جاء إسمه هنا أيضاً مرّةً ثانية، من غير أن يكون لذلك سبب موجب. ولكن ربما يكون أكاكيوس هذا غير أكاكيوس ذاك، لأنّ القديسن الشرقيين المدعوين بهذا الإسم طائفة كبيرة، منهم ستة شهداء وإثنان من فرقة الأساقفة المعترفين، وواحد كاهن، وهذا الأب البار أيضاً. لذلك نضرب اليوم صفحاً عن ذكر واحد منهم ونترك الكلام عن القديس أكاكيوس المذكور في سلّم الفضائل إلى اليوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : القديسة العظيمة في الشهيدات كرياكي

كان أبوها يُدعى ذوروثاوس وأمّها أرسانيا، فتربّت تربية مسيحيّة صحيحة. وكانت نظيرة الكثيرات من البنات المسيحيّات، تقية وديعة مشغوفة ببتوليتها، وكانت الحياة تبسم لها في ربيعها.

فلمّا ثارت زوبعة الإضطهاد على المسيحيينفي أوائل القرن الرابع، في عهد الملكين ذيوكلسيانس ومكسميانس، قبض الولاة على كرياكي وأبويها وقادوهم إلى السجن. فأخذ الأب والأم يشجّعان إبنتهما لكي لا ترهب تهديد الولاة، بل تبقى ثابتة في إيمانها وفي ما نشأت عليه من التربية الملائكية. فوعدتهما بأنّها مستعدّة لإحتمال جميع أنواع الإهانات والعذابات في سبيل الرب يسوع ختنها. فتأثّرت أمّها وتحرّكت عواطفها، فانطرحت على عنق إبنتها تقبّلها وتبكي.

وما هي عشية وضحاها حتى حيل بيت تلك الفتاة ووالديها، فأرسل الأب والأم إلى المنفى في ضواحي الفرات، وأمّا الفتاة فأرسلت إلى مكسميانس قيصر ليرى له  رأياً في شأنها. فنفرت منه نفور الغزالة أمام الصيّاد.

فاستشاط الملك غضباً لذلك الكلام وتلك الجرأة، وأمر بها الجند، فطرحوها على الأرض وأخذوا يدوسونها بأرجلهم ليميتوها خنقاً. يا لفظاعة الوحشية البشرية! إلاّ أن عروس العذارى قوّاها وشدّدها ليبّين لذاك القيصرالمتكبّر المستسلم لأهوائه أن الله أقوى من البشر، وإنّ الفضيلة هي السيّدة والرذيلة العبدة. فما ان تنحّى عنها الجند وأيقن الشعب الوثني الحاضر المتعطّش لشرب الدماء أنّها قد ماتت، حتى قامت ووقفت أمامهم سالمةً من كل ضرّ. فانذهل الملك، وأمر أن تسلّم إلى النساء العواهر، لكي يعملن على إذلالها وانتهاك بتوليتها. فتسلّمتها عشر من أفظعهنَّ خلقاً وأدنسهنّ عرضاً. فتسلّحت الفتاة بالصلاة، وأخذت تتضرّع إلى عريسها الإلهي ليحفظ بنعمته قلبها وجسمها طاهرين واستعملت تلك النساء الشريرات كل ما كان بوسعهنَّ من أساليب الأغواء فلم يقدرن على مس طهارتها بسوء.

ثم أخذها الجند قسراً إلى معبد الأصنام ليرغموها على تقديم البخور للأوثان. فما كادت رجلاها تطآن عتبة المعبد حتى تساقطت تلك الأصنام عن عروشها وهياكلها وتحطّمت. فقادوها إلى آتون كلسٍ متّقد وزجّوها فيه، لكنّها خرجت منه أيضاً سالمةً. فكأنَّ المسيح كان يريد أن يُظهر لأولئك المضطهدين القساة كيف تصمد فتاة ضعيفة لصواعق غضبهم وتهزأ بعددهم وعُدتهم. فطرحوها للوحوش، فاحترمتها وربضت عند أقدامها، كأنّها تقول بلسان حالها: لقد أضحى الإنسان وحشاً والوحش إنساناً رحيماً أنيساً.

فلمّا علم مكسميانس بذلك كلّه خاف متابعة الفضيحة، فأمر بأن تُساق إلى خارج المدينة وتقطع هناك هامتها فأخذوها وضربوا عنقها، ففازت بإكليل الإستشهاد وطارت إلى الأعشاش السماويّة لتنضم إلى طغمة العذارى الشهيدات اللواتي يتبعن الختن على الدوام.

 

ميلاد القديس يوحنا المعمدان (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم كان ميلاد القديس يوحنا المعمدان. هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه، وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه. كما استحق أن يضع يده علي رأس ابن الله وقت العماد. وجاء عنه في الإنجيل المقدس: "أما أليصابات فلما تم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها، ولما كان في اليوم الثامن جاءوا لختنوا الصبي ودعوه باسم أبيه زكريا. فقالت أمه لا بل يسمي يوحنا. فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمي بهذا الاسم، ثم أشاروا لأبيه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا. فتعجب الجميع لأنه في الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله وتنبأ عن ابنه أنه سيدعي نبيا للعلي وينطلق أمام وجه الرب ليعد طريقه (لو 2: 57 – 76).

ولما كان ابن سنتين واتفق مجيء المجوس وقتل هيرودس الأطفال وشي بعضهم عن هذا الطفل، فطلبه الجند ليقتلوه لكن زكريا حمله وأتي به إلى الهيكل وقال للجند: "من هذا المكان تسلمته " فخطفه الملاك وأتي به إلى بريه الزيفانا. فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا. ولهذا السبب قال الرب لليهود " يأتي عليكم كل دم زكي سفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (مت 23: 25). أما الصبي يوحنا فكان ينمو ويتقوى بالروح (لو 1: 80).

وظل منذ أيام طفولته يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لإسرائيل (لو 1: 57 – 80).

وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلي حقويه منطقه من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (مت 3: 4: مز 1: 6) وقد أقام بالبرية مواظبا علي الصلاة والتقشف إلى أن أمره الله تعالي لتتم النبوة أن يبشر الشعب بمجيء مخلص العالم (مت 3: 4 مز 1: 6) لأنه مرسل من الله ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور (يو 1: 6 – 8)

وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطي واليا علي اليهودية وهيرودس رئيس ربع علي الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع علي ايطورية وبلاد تراكونيتس وليساتوس رئيس ربع علي أبيلية وحنان وقيافا رئيسا للكهنة كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي "صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلا ويعاين كل بشر خلاص الله" (لو 3: 1 – 6).

وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" (مت 3: 1 و2)، فكان يخرج إليه أهل أورشليم وكل اليهود وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم (مت 3: 5 – 6)، وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح أجابهم يوحنا قائلا: "أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ (لو 3: 16 و17)، حينئذ أتي يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه فمنعه يوحنا قائلا " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلى " فأجابه يسوع قائلا: "اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نتمم كل بر " حينئذ تركه. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السموات ورأي روح الله نازلا مثل حمامة وحالا عليه " وإذا صوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3: 13 – 17. لو 3: 20 – 22). ثم جاء تلاميذ يوحنا إليه وقالوا له: يا معلم هوذا الذي معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون اليه. فأجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطي من السماء أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل أني مرسل أمامه من له العروس فهو العريس، إذا فرحي هذا قد كمل ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق لآن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح. الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله (يو 3: 26 – 36)

ولما رأي يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم: "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا أثمار تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا ابراهيم أبا لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم. والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقي في النار ولما كان هيرودس أنتيباس بن هيرودس المدعو الكبير قد تزوج بهيروديا امرأة أخيه فيلبس ضد كل الشرائع، فأتي إليه القديس يوحنا المعمدان موبخا إياه علي هذا الذنب وعلي كل الشر الذي كان يصنعه، فأمر بناء علي تحريض هيروديا الفاجرة أن قبض علي يوحنا ويقيد بالسلاسل ويوضع في السجن داخل الحصن المدعو ماكرونده.

واستمر يوحنا في هذا السجن مدة سنة كاملة دون أن يتمكن لهيرودس أن يقتله وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة علي معلمهم وهو في السجن، كما أنه لم يهمل واجباته نحوهم مبرهنا لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التي كان مخلصنا يصنعها كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا علي الإيمان به.

فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه يقولان ليسوع " هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر؟ " فأجاب يسوع وقال لهما " اذهبا واعلما يوحنا بما سمعتما ورأيتما. العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتي يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن لا يشك في ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا: "ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا؟ أإنسانا لابسا ثيابا ناعمة؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك. أم ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبيا؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي فان هذا هو الذي كتب عنه ها أنذا مرسل ملاكي أمام وجهك الذي يهيئ طريقك أمامك. الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه، ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه لان جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا وأن أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن يأتي. من له أذنان للسمع فليسمع. وبمن أشبه هذا الجيل. يشبه صبيانا جلوسا في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين: زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا. جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا ان به شيطانا وجاء ابن البشر يأكل ويشرب فقالوا هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة والحكمة تبررت من بينها (مت 11: 7 – 19)، كما قال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضا: كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة.

وكانت هيروديا تريد التخلص من يوحنا المعمدان فدبرت مكيدتها في يوم الاحتفال بميلاد هيرودس فلما كان مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فأعجبت هيرودس ولذلك وعدها بقسم أن يعطيها كل ما تطلبه. فتلقنت من أمها ثم أتت وقالت " أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان في طبق " فحزن الملك ولكن من أجل اليمين والمتكئين معه أمر أن تعطاه. وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن وأتي بالرأس في طبق ودفع به إلى الصبية فجاءت بها إلى أمها. فجاء تلاميذه وأخذوا جسده ودفنوه وأتوا واخبروا يسوع فلما سمع مضي من هناك في سفينة إلى البرية وتبدل فرح الجمع بعيد هيرودس حزنا أما الرأس فطار من أيديهم وهو يصرخ قائلا: "لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك".

وحدث موت القديس يوحنا المعمدان في أواخر السنة الحادية والثلاثين أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح قد شابه هذا القديس الملائكة بسيرته الطاهرة وامتلأ من الروح القدس وهو في بطن أمه ومات شهيدا للحق (تذكار استشهاده يوم 2 توت) صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.