قدّيسو اليوم: 25 نيسان 2017
ولما كان بطرس يعظ وبيشر بكلمة الرب في رومة، سأل المؤمنون تلميذه مرقس أن يدون البشارة التي يلقيها معلمه عليهم. فكتب لهم الانجيل المعروف باسمه حوالي السنة السادسة والاربعين للمسيح، كما تلقّنه من فم استاذه ووجّهه الى الامم باللغة اليونانية.
وبعد أن أقام القديس بطرس تلميذه مرقس اسقفاً على مدينة جبيل، كما يثبته التقليد القديم مضى الى مصر حيث بشر بالانجيل في عدة مدن الى أن قاده الروح القدس الى كنيسة الاسكندرية التي كان أول أسقف عليها. وعلى يده اهتدى الى الايمان بالمسيح اناس كثيرون.
وأنشأ القديس مرقس في الاسكندرية مدرسة نبغ فيها كثيرون من العلماء والاحبار والشهداء ومنهم القديس اثناسيوس وباسيليوس وغريغوريوس النزينزي.
ولما رأى عبدة الاصنام ما كان عليه القديس مرقس من النجاح في رد الوثنيين الى الايمان بالمسيح، حنقوا وائتمروا على اهلاكه. ففيمَا كان يحتفل بالاسرار المقدسة يوم أحد عيد الفصح المجيد، وثبوا عليه وربطوه بالحبال وأخذوا يجرونه في شوارع المدينة قائلين:" لنجر الثور الى الحظيرة". فتمزق جسده واصطبغت الصخور بدمائه، وهو يشكر الله الذي أهله الى الاشتراك في آلامه. ثم أودعوه السجن. وفي منتصف الليل جاء ملاك الرب يعزيه ويشجعه. وظهر له السيد المسيح يقويه ويهنئه باكليل الشهادة والمجد. وفي الغد استأنفوا التنكيل به الى ان فاضت روحه الطاهرة وذهبت ترتع في اخدار النعيم. وكان ذلك في 25 نيسان سنة 68 للمسيح.
وكنيسة جبيل التاريخية التي يفيد التقليد انها من عهد الرسل وقد رممها الصليبيون، هي على اسم القديس يوحنا مرقس. صلاته معنا. آمين!
مرقس الإنجيلي (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة)
كان القديس مرقس رفيق بولس الرسول في أسفاره وأتعابه، والتلميذ الخامس لبطرس. وكان مرقس من أورشليم، ويقال أن المسيح أكل الفصح مع تلاميذه في بيته. وهذا التلميذ هو يوحنّا الملقّب بمرقس الذي ورد ذكره مرّات عديدة في أعمال الرسل، والذي رافق الرسل وشاركهم في الأسفار والبشارة... ولكن إسم "مرقس" لفظ لاتيني يعني "مطرقة" ويبدو أن هذه المطرقة كانت من النوع الكبير وليست ما يطلق عليه "مرسيليوس" أو المطرقة الصغيرة، وقد أعطي له هذا الإسم إلى جانب إسمه اليهودي يوحنّا، كما أخذ بولس إسمه إلى جانب شاول، وإسمه يشير إلى القوّة التي تمكنّت في حياة هذا الرجل فيما بعد حتى أصبحت حياته كالمطرقة التي تحطّم الوثنيّة والشر بين الأمم الذين ذهب إليهم. وكان الرومان يسمّون أولادهم كثيراً بالإسم مرقس. وكانوا يعطون هذا الإسم للإبن البكر عادة.
وإن كنّا نعرف إسم أبي مرقس، لكنّنا نعرف أن أمّه كانت تدعى مريم، وأنّها كانت من الشخصيّات القويّة التي أخذت مركزاً ممتازاً في الكنيسة المسيحيّة الأولى، وكان بيتها في أورشليم على الأغلب، مكان إلتقاء المسيح بتلاميذه. ويظنّ أن فيه أيضاً ولدت الكنيسة الأولى يوم الخمسين، وهو البيت الذي ذهب إليه بطرس بعد أن أخرجه الملاك من السجن إذ كان كثيرون مجتمعين هناك للصلاة. والظاهر من ذلك أن يوحنّا وأمّه كانا على جانب من الثراء.
ولمّا كان بطرس يعظ ويبشّر في روما، سأل المؤمنون تلميذه مرقس أن يدوّن البشارة التي يلقيها معلّمه عليهم. فكتب لهم الإنجيل المعروف بإسمه ما بين سنتي 65و70 ميلاديّة، كما تلقنه من فم أستاذه ووجهه إلى الأمم باللغة اليونانيّة.
ويروي التقليد أن بطرس أقام تلميذه مرقس أسقفاً على مدينة جبيل ثم بعد ذلك مضى إلى مصر حاملاً البشارة، فقاده الروح إلى كنيسة الإسكندريّة وصار أول أسقف عليها. وعلى يده إهتدى إلى الإيمان بالمسيح أناس كثيرون... ولمّا رأى عبدة الأصنام نجاح مرقس وإعلانه إنجيل المسيح، إستاؤوا وتآمروا لإهلاكه. ففيما كان يحتفل بالأسرار المقدّسة يوم أحد عيد الفصح، وثبوا عليه وربطوه بالحبال وأخذوا يجرّونه في شوارع المدينة ثم أودعوه السجن. وفي الغد إستأنفوا التنكيل به إلى أن مات شهيداً وكان ذلك في 25 نيسان سنة 68 للمسيح.
وحُمِلَ جسده من الإسكندريّة إلى البندقيّة عام 827م على يد بعض التجاّر المسافرين، ودفن هناك، وبنيت فوق القبر كنيسة من أجمل وأروع الكنائس في العالم المسيحي، وقد أعاد الفاتيكان رفاته منذ سنوات قليلة إلى مصر. ومن المعلوم أن رمزه بين الإنجيليين رمز الثور أو رمز القوّة التي كان يبهر بها الرومان، وجاءت المسيحيّة لتؤكّد قوّتها وصبرها واحتمالها وشجاعتها...
تذكار القديس مرقس الرسول الإنجيلي (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)
أن القديس مرقس رسول كريم، ورفيق بولس في أسفاره وفي شدائده, وتلميذ بطرس الرسول، وواضع الإنجيل الثاني من الأناجيل الأربعة المقدّسة.
يُرَجّح أن مرقس كان من أورشليم وكان من أهل الختان، لأنّ أمّه مريم كانت لها بيت في تلك المدينة، وكان المؤمنين في بادىء أمرهم يجتمعون فيه للصلاة وكسر الخبز.
واختلف الباحثون الكنسيّون في هل كان مرقس من تلاميذ المسيح السبعين أم لا.
وحوالي سنة 44 للمسيح، رافق مرقس الرسولين بولي وبرنابا في السفرة الرسوليّة الأولى إلى جزيرة قبرص وإلى نواحي بمفيليا، وشاركهما في الأتعاب والأثقال والتبشير. لكنّه ما لبث أن تركهما وعاد إلى أنطاكية، ولا نعلم سبب ذلك. ولما عوّلا على القيام بالسفرة الثانية، وأراد برنابا أن يستصحبا مرقس نسيبه ثانية، عارض بولس في ذلك، فوقع بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر. فأخ برنابا مرقس وأقلع إلى قبرص، واختار بولس سيلا وانطلق.
أن برنابا أصرّ على أن يرافقه مرقس، لأنّه كان يعرف غيرته وحسن خدمته وثقافته وفطنته. أمّا بولس فنظر إلى تقصيرٍ وقع منه في الرحلة الرسوليّة، فخاف أن يعود مرقس إلى مثله، في زمان كان أحوج الناس فيه إلى عملةٍ مثابرين على التعب حتى الموت. إلاّ أنّ بولس عاد فتصالح مع مرقس، وقبله في رفقته وثار يعتمد على تفانيه، ولقد ذكره مراراً في رسائله بكلام محبّة وإطراق وتقدير. وقد رافقه مرقس إلى رومة.
ثم لزم مرقس هامة الرسل بطرس في رومة، فكان له كاتباً، ولأقواله وبشارته مدوّناً، حتى أن بطرس يدعوه إبنه. ولقد إتّفق المفسّرون على القول بأن إنجيل القديس مرقس لم يكن سوى خلاصة بشارة القديس بطرس.
أولاً أن ذكر القديس بطرس يملأ الإنجيل الذي وضعه القديس مرقس. وأن هذا الإنجيلي الكريم يلفت النظر بنوعٍ أخص إلى كل ما من شأنه أن يكون سبب إذلال لبطرس، عملاً بإشارة هذا الرسول العظيم، ورغبةً منه في فضيلة التواضع، التي امتاز بها من بعد حلول الروح القدس عليه وعلى الرسل أخوته يوم العنصرة.
وكتب مرقس إنجيله باليونانيّة، لأنّها كانت اللغة الشائعة في كل أقطار الدنيا، حتى في رومة وفي جميع أنحاء المملكة الرومانيّة.
ويقول القديس إيريناوس، وهو من آباء القرن الثاني (185) ما يلي: "أن مرقس تلميذ القديس بطرس الرسول ومدوّن أقواله بدأ إنجيله هكذا: بدء إنجيل يسوع المسيح"
وأن الكاتب الشهير إكلمنضس الإسكندري، الذي تجوّل في إيطاليا وبلاد اليونان وسوريا وفلسطين، يقول أنّه أخذ عن الأقدمين بشأن إنجيل القديس مرقس ما يأتي: "لمّا بشّر بطرس الناس جهاراً في رومة رغب كثيرون إلى مرقس أن يدوّن لهم تلك البشارة بالكتابة، لأن مرقس كان قد لازمه طويلاً وكان يذكر كلام ومواعظ معلّمه. فوضع مرقس إنجيله ودفعه إلى من كان قد طلبه منه. فلمّا علم بطرس بذلك لم يشجّعه على عمله ولم يمنعه عنه أيضاً.
والقديس إيرونيمس يلّخص جميع ما كتبه الآباء من قبله في هذا الموضوع بقوله: "والإنجيل الثاني هو لمرقس، الذي دوّن بالكتابة بشارة القديس بطرس، وأضحى الأسقف الأول على مدينة الإسكندريّة.
وبعد ذلك ذهب مرقس إلى مدينة الإسكندريّة ليبشّر هناك بالمسيح. فكان أول أسقف عليها. فاهتدى إلى الإيمان بالمسيح على يد مرقس عدد كبير من اليونان والمصريين واليهود، حتى تنبّه عبدة الأصنام إلى ما يداهمهم من الأخطار بسبب ذلك المبشّر الجديد القدير.
ففي ذات يوم، إذ كانوا يحتفلون بأحد أعيادهم، تفرّقوا في طلب الأسقف القديس، فوجدوه يقيم الذبيحة الإلهيّة. فقبضوا عليه، وربطوه بالحبال، وأخذوا يجرّونه في شوارع المدينة، ويمزّقون جسده الضعيف الذي أضنته الأسهار والأصوام والأسفار. أمّا هو فلم يكن ينطق بكلمة توبيخ أو تنديد أو تذمّر، بل كان يسبّح الرب يسوع الذي وجده أهلاً لأن يتألّم من أجله. وأعادوا الكرّة عليه يويمن متواليين، ففاضت روحه الطاهرة وهو في ذاك العذاب الأليم، وذهبت لتشاطر المسيح أفراح النعيم. وكان ذلك سنة 68 للمسيح. ومن بعد موته أحرق أولئك الأثمّة جسده، ولكن ليس كلّه. فجمع المؤمنون أعضاءه الكريمة وجعلوها في قبر. وأضحى ذلك القبر مزاراً عظيماً للمؤمنين، يأتون لزيارته والتبرّك به من مشارق الأرض ومغاربها.
ومن بعد القديس مرقس الرسول، بقي الكرسي الإسكندري أول الكراسي البطريركيّة الشرقيّة، والثاني من بعد الكرسي الروماني المقدّس في الكنيسة الجامعة.
استشهاد القديس يعقوب بن زبدى الرسول (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الرسول أخي القديس يوحنا الرسول إبنا زبدى. وذلك أنه بعدما نادي في اليهودية والسامرة، سافر إلى أسبانيا وبشر أهلها بالإنجيل فآمنوا بالسيد المسيح وعاد إلى أورشليم وباشر خدمته. وكان يوصي شعبه بتقديم الصدقات إلى الفقراء والمساكين والضعفاء فوشوا به لدي هيرودس فاستدعاه وقال له أنت الذي تدعو أن لا يعطوا الجزية لقيصر بل يصرفوها علي الفقراء والكنائس ثم ضربه بالسيف فقطع رأسه ونال إكليل الشهادة وقد روى أكليمندس الإسكندريمن رجال الجيل الثاني قائلا ان الجندي الذي قبض علي القديس لمار رأى شجاعته علم أنه لا بد من حياة أخري أفضل. فطلب الصفح من القديس فقال له حييت يا ولدي ثم اعترف الجندي بالمسيحية فنال إكليل الشهادة (أع 12: 1، 2) مع الرسول سنة 44 م. ويقال أن جسده نقل إلى أسبانيا حيث يعتبر يعقوب الكبير رسولها ثم اعتقل أيضا القديس بطرس الرسول وأودعه السجن حتى ينتهي الفصح ويقتله (أع 12: 3 و4). فضربه ملاك الرب. وذلك أنه لبس في يوم معين الحلة الملوكية وجلس علي كرسي الملك وجعل يخاطبهم فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت إنسان". ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله فصار يأكله الدود ومات (أع 12: 21 –23) أما جسد القديس يعقوب فقد أخذه المؤمنون وكفنوه ودفنوه عند الهيكل. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين.