قدّاس أحد الرحمة الالهية في كنيسة الجسمانية
وقد كرّس قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2000 الأحد الثاني للفصح للاحتفال بعيد الرحمة الالهية. ويتسم هذا العيد بأهمية خاصة في سنة الرحمة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس. وقد جرت العادة أن يقام القدّاس في كنكتدرائية البطريركية اللاتينية، إلا أن الاحتفال هذا العام تم في كنيسة الجسمانية بهدف اعطاء المؤمنين الفرصة للعبور من باب الرحمة الذي افتتح هذا العام.
وقد سبق الاحتفال ساعة سجود للقربان الأقدس تلى المؤمنون خلالها صلاة مسبحة الرحمة باللغات العربية، والانجليزية، والفرنسية والبولونية، والايطالية. هذا وقد تواجد عدد من الكهنة في الكنيسة لسماع اعترافات المؤمنين.
وقد بدأ القدّاس بترتيلة “رحماء كما أن أباكم السماوي رحيم” الذي قدّمتها جوقة المانيفيكات. وقد شارك المطران وليم كل من المطران “متمبكا”، أسقف كارونجا في ملاوي والأب دوبرومير جاستجال، نائب حارس الأراضي المقدسة ولفيف من الكهنة.
وفي عظته، دعا الأب مايكل ماكدونا الحضور للنظر إلى الرحمة من منطلقين: الأولى من وجهة نظر الرب والثانية من وجهة نظر الانسان. من خلال اقتباسه سفر الخروج: “الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً”، شرح الأب ماكدونا كيف لا يمكن فصل رحمة الله عن عدالته التي لا تدين بل تخلّص. ومن خلال كلمات التطويبات “طوبى للرحماء لأنهم يرحمون” نحن مدعوون لنكون رحماء كالآب، فالرحمة هي عطية لا يقتصر تأثيرها على الشخص الذي يتلقّاها بل على من يمنحها أيضاً.
وقد أقيم القدّاس عن نية سلام العالم وخاصة في الأرض المقدسة والشرق الأوسط. وقبل اعطاء بركته النهائية، دعا المطران وليم شوملي الحضور إلى صلاة تكريس خاصة بالمناسبة طلبا للرحمة الالهية حتى تنقذ الشرق من أهوال الأصولية الدينية.