دينيّة
25 أيار 2020, 07:00

قدّيس القرن العشرين "المعجزة"

ريتا كرم
الأب التّقيّ، هكذا يعني اسمه، وعلى التّقوة نما في إيمانه وخدمته. هو الأب بيو حامل وصمة المسيح في يديه ورجليه وجنبه الأيسر، والرّاهب القدّيس الّذي تحمّل آلامه بصبر مدّة خميسن سنة معانقًا الصّليب بفرح وأمانة، مغمورًا بمواهب عظيمة كقدرته على قراءة الأفكار وتمييز الأرواح والتّنبّؤ بالمستقبل والتّواجد بمكانين في آن واحد، فضلاً عن حواره اليوميّ والمتواصل مع ملاكه الحارس. أمّا الموهبة الأكبر فكانت في كرسيّ الاعتراف الّذي جذب إليه الملايين متربّعًا ملكًا عليه.. هو باختصار القدّيس بيو المعجزة الّتي أبهرت كنيسة ومجتمع القرن العشرين.

 

اليوم، في عيد مولدك، يا كاهنًا رفع يسوع في سرّ الحبّ وخدم البيعة بغيرة وحكمة، نصلّي من أجل الكهنة الّذين أوكل الرّبّ إليهم سرّ القربان، كي يكونوا علامة حيّة تعكس نور المسيح وسط أبنائه؛ واجعلنا ندرك عطيّة الله الحاضرة بيننا في كلّ قدّاس نشارك به، ونقصد هنا الإفخارستيّا الّتي بدونها لن يدوم العالم.

ونذكر كلّ الرّهبان ليقتدوا بك يا أيّها الرّاهب الكبّوشيّ، ويحفظوا على مثالك المشورات الإنجيليّة فلا ينفكّون يرشدوننا إلى "الوطن الآتي" أيّ الملكوت.

نضرع إليك يا رجل السّمات الّذي اختار أن يكون مذبحًا لصليب الرّبّ ومحرقة لحبّه، كي تلبس نفوسنا النّور وتضطرم بالحبّ وتتّخذ أجنحة تطير بها عاليًا، فيكون "الصّليب سرير ارتياحنا ومدرسة الكمال والميراث العزيز".

نطلب شفاعتك يا صانع الرّحمة كي نلتفت إلى المرضى والمحتاجين ونترجم إيماننا بأعمال محبّة وأخوّة.

نبتهل إليك يا من منحك الله مواهب عديدة كيما تلمس قلوبنا وتجعلها تذوب بقلب الله الوديع والمتواضع.

اليوم، كم نحن بحاجة إلى أن نجثو أمامك في كرسيّ الاعتراف يا نائب المسيح وخادم الغفران، فتستنبط ما في داخلنا من شوائب وخطايا، وتردّنا على طريق الخير أنقياء وأتقياء لابسين روح الله القدّوس، مستلهمين العمل والصّلاة والصّدق من مريم العذراء الّتي أحببتها أكثر من كلّ الخلائق على الأرض وفي السّماء.

وأخيرًا، نشكرك يا من أضحيت في مجد الله لأنّك لا تزال تجذبنا إلى يسوع وكنيسته في هذا الزّمن الصّعب، ونرجوك أن تعيد في لحظات الضّعف إلى ذاكرتنا مقولتك الشّهيرة في الإيمان والرّجاء والمحبّة: "لا تتركوا نفوسكم لنفوسكم، لا تجعلوا ثقتكم إلّا بالله".