دينيّة
31 كانون الثاني 2017, 06:36

قديسو اليوم: 31 كانون الثاني 2017

تذكار الشهيدة تريفانيا (بحسب الكنيسة المارونية)كانت تريفانيا من مدينة سيزيكوس بآسيا الصغرى. دفعتها غيرتُها على الايمان وحُرمةِ الآداب ان تقبِّح ما كانت تشاهده في اعياد الوثنيين وعباداتهم من الخلاعة والتهتك. وتصلي من اجلهم ليستنيروا بنور الايمان الصحيح. فقبضوا عليها وطرحوها في نار متقدة فلم يمسها اذى ثم ألقوها للوحوش فوثب عليها ثورٌ هائجٌ شقَّها بقرنه فنالت اكليل الشهادة سنة 249 او 251. صلاتها معنا. آمين.

 

وفي مثل هذا اليوم ايضًا: تذكار الشهيد اكاكيوس ورفاقه

كان هذا الشهيد قائد عسكر الملك ادريانوس. فارسله وجنودَه الى محاربة عصاة فانكسروا امامهم ولاذ هو ومن معه بالفرار. وبينما هم منهزمون، اذا بملاك الرب يناديهم:" آمنوا بيسوع المسيح تنتصروا". وكان تحت امرته الفُ جندي، فلما سمعوا النداءَ، مَسَّتِ النعمة قلوبهم وحرَّكت فيهم روح النخوة والشجاعة، فرجعوا الى محاربة اعدائهم وفازوا بالنصر عليهم. اما الملك، فبدلاً من ان يُثني عليهم ويفرح بانتصارهم، غضب، اذ عرف بانهم مسيحيون وامر بصلبهم مع قائدهم اكاكيوس، وكُلِّلَتْ رؤوسهم باكليل من شوكٍ وطُعِنَتْ خواصرهم بالحراب مثل فاديهم الالهي. فكانوا على صُلبانهم يشكرون الله الذي اهَّلهم الى نعمة الاستشهاد الذي تم سنة 128. صلاتهم معنا. آمين.

 

كورش ويوحنّا الشهيدان (بحسب الكنيسة السريانيّة الكاثوليكية)

أصل كورش من مدينة الإسكندريّة، كان طبيباً ماهراً فشاع صيته في طول البلاد وعرضها. أمّا يوحنّا فكان من أسرة شريفة من بلاد ما بين النهرين، وكان قائداً في الجيش الروماني. فلمّا سمع بكورش وبما يناله الناس من شفاء النفوس والأجساد على يده، جاءه إلى مصر فلازمه وارتبط الإثنان بصداقة قويّة. فوُشِيَ بكورش انّه يحمل الناس على نبذ الوثنيّة واعتناق المسيحيّة. فأمر الوالي بالقبض عليه. ففرّ كورش وصديقه يوحنّا. ولمّا اشتدّ الإضطهاد في الإسكندريّة على عهد ديوكلسيانس، عاد إليها وأخذ يشدّد عزم المؤمنين ليثبتوا في إيمانهم. ولمّا بلغ خبره مسامع الوالي، قبض عليه وعلى رفيقه يوحنّا وأودعهما السجن، ثم أمر فضرب كورش بالعصي وأثخن جراحاً بالمطارق الحديديّة. وهكذا جرى ليوحنّا رفيقه. ولمّا لم يستطع أن يثنيهما عن دينهما، أمر بقطع رأسيهما. وحمل المؤمنون جثتيهما ودفنوهما في كنييسة ما مرقس، وكان نحو سنة 293.

وفي القرن الخامس نقل القديس كيرلّس بطريرك الإسكندريّة رفاتيهما إلى "كانوبي". فكثرت العجائب والنعم بكثرة الزوّار المسيحيين، وتغلب إسم القديس كورش "أنباكيد" على إسم المدينة القديم. وفي العصور الوسطى نقل الفرنسيون الذخائر المقدّسة إلى روما.

 

القديسون الصانعا العجائب والعادما الفضّة‎ ‎كيرس ويوحنا، والشهيدات اثناسية وبناتها‎ ‎‏(بحسب الكنيسة الأرثوذكسيّة)

كان كيرُس مسيحياً تقياً في الإسكندرية يزاول مهنة الطب ويشفي النفوس موجّهاً إيّاها صوب المسيح. اعتاد أن يقول لمرضاه: 
"إذا أردتم اجتناب المرض فتحفّظوا من الخطيئة لأنه غالباً ما يكون المرض ثمرة الخطيئة". لم يكن كيرُس ليركن لعلم الطب والأدوية بقدر ما كان يهتم بشفاء الأجساد بوساطة الصلاة وإحياء النفوس التائهة في غياهب الوثنية بكلمة الله. 

وإذ حقّق نجاحات بارزة، وشى به وثنيّون لدى حاكم المدينة، وكان رجلاً قاسياً عنيفاً جعله ذيوكليسيانوس قيصر في منصبه ليلاحق المسيحيّين ويقضي عليهم. ولكن تمكّن كيرُس من الفرار واللجوء إلى أطراف العربية حيث اشتهر ‏بأشفيته بمجرّد رسم إشارة الصليب على المرضى. ‏

بلغ صيت كيرُس بلاد الرها فسمع بخبره جندي يدعى يوحنا فتحرّك قلبه وترك الجندية وخرج لينظمّ إليه. بحث عنه فعلم أنه عاد إلى مصر فسافر إلى هناك والتصق به وصار له تلميذاً ومساعداً. وقد سلك الاثنان كأخوين في الفضيلة وصنع العجائب. ‏

وإذ اتسع نطاق الحملة على المسيحيّين علم الرفيقان أن سيريانوس الحاكم قبض، في كانوبي، على امرأة تدعى أثناسية وبناتها الثلاث ثيوكتيسته وثيودوته وأفدوكسيه اللواتي تراوحت أعمارهن بين الحادية عشرة والخامسة عشرة.

فخاف القدّيسان، صانعا العجائب، على النساء الأربع أن يخُرن تحت التعذيب فقرّرا التوجّه إلى كانوبي لتشديدهن وتثبيتهن. وإذ تمكّنا من اختراق السجن حيث كن موقوفات افتضح أمرهما وقُبض عليهما واستيقا إلى أمام سيريانوس.

فقرّر الحاكم، بعد الاستجواب، إخضاع الرفيقين ‏للتعذيب أملاً في حمل النسوة الأربع على التراجع أمام المنظر.
فلما أخذ في فعلته أبديا من الشجاعة والصمود ما ثبّت النسوة. إذ ذاك أخضعهن الحاكم للتعذيب، هنّ أيضاً، فتبيّن له إنه أخطأ التقدير لأن الأربعة كنّ راسخات وثبتن على الإيمان ككيرُس ويوحنا، فخاب ظنّه وأعطى الأمر بقطع رؤوس الجميع فنفّذ الحكم.
أما أجساد الشهداء الستة فجمعها مسيحيّون أتقياء وأودعوها كنيسة القديس مرقص في الإسكندرية. ‏ولما أراد القديس كيرللس الإسكندري،في القرن الخامس الميلادي، القضاء على العبادة الوثنية في معبد إيزيس في كانوبي، التي دعيت فيما بعد أنباكير ثم أبوقير تيمّناً بالقديس، نقل إلى هناك رفات كيرّس ويوحنا اللذين جرى بهما جمّ من العجائب والأشفية. وقد تحوّل المكان، مع الأيام، إلى محجّة يقصدها المؤمنون من كل أقطار المسكونة.

كما ورد أن عيني القديس صفرونيوس الأورشليمي شفيتا من داء ألمّ بهما إثر تدخّل القدّيسين. كيرُس رسم على الواحدة إشارة الصليب ويوحنا قبّل الثانية. وكعربون امتنان لهما اهتمّ القدّيس صفرونيوس بتسجيل أخبار عجائبهما في رسالة طويلة.

 

تذكار نقل أعضاء القديسين كيرس ويوحنا (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

كان كيرس من مدينة الاسكندرية، وكان طبيباً ماهراً، إلا أنه كان يطبّب مجاناً، لأنه كان يبغي من صناعته الوصول الى النفوس بخدمته للأجساد. فكان بذلك يجد الطريق الهيّن الى القلوب، فيثبّت المسيحيين في إيمانهم، ويردّ الوثنيين عن غرورهم وضلالهم. وكان الله يجري على يده أنواعاً من الشفاء هي أقرب الى المعجزات منها الى نتيجة العلم وقواعد الفن. فشاع صيته في طول البلاد وعرضها.

أما يوحنا فإنه خرج من أسرة شريفة من بلاد ما بين النهرين، وكان قائداً في الجيش الروماني. فلما سمع بذكر كيرس وبما يناله الناس من شفاء النفوس والأجساد على يده، جاءه الى مصر. فأعجب بتلك الفضيلة السامية والوداعة الصافية، التي كانت تنبعث من شخص ذلك الطبيب السماوي ومن كل محيطه. فلازمه، وارتبط الاثنان بصداقة قوية، واشتركا معاً في عمل الخير وخدمة القريب.

فوُشي بكيرس أنه يحمل الناس على نبذ الوثنية واتباع يسوع المسيح المصلوب. فأمر الوالي بالقبض عليه. ففرّ كيرس وصديقه يوحنا الى الحدود العربية، ولبثا هناك يتعبدان لله بعيشة قشفة، ويقدّمان آلامهما في المنفى ذبيحة لأجل خلاص المؤمنين.

وقوي الاضطهاد في الاسكندرية على عهد ذيوكلسيانس. وكان بين من قُبض عليهم وأُودعوا السجن، أرملة تدعى اثناسيا وبناتها الثلاث الصغيرات، ثاوذوسيا وثاوكتستا وافذوكيّا. وكانت الكبرى لا تتجاوز الخامسة عشرة، وكان عمر الصغرى إحدى عشرة سنة.

فلما علم كيرس بذلك، وهو الرجل الغيور على الايمان وعلى خدمة النفوس، خاف على تلك الاسرة الصغيرة الضعيفة أن يخور عزمها أمام العذاب، فعاد يركض الى الاسكندرية مع رفيقه وصديقه يوحنا.  ونجح في اقتحام باب السجن، بما كان له من النفوذ والاسم الكبير لدى الجميع. فوصل الى تلك الفتيات والى تلك الارملة المسكينة وجعل ينعش في قلوبهن روح الايمان، ويشدّد عزمهن على الثبات في محبة المسيح، ويصف لهن جمال وبهاء النعيم السماوي الذي ينتظرهن. فأثّرت كلماته وزياراته في تلك النفوس، وجعلت من قلوبهن الضعيفة قلوب أبطال جبابرة.

وبلغ الى مسامع الوالي خبر ذلك، فقبض عليه وعلى رفيقه يوحنا وأودعهما السجن. فتهلّلا لذلك، طمعاً بأن مثلهما واحتمالهما للعذاب سوف يبعث في نفوس أولئك العذارى الصغيرات روح الشجاعة والإقدام. أما الوالي فعلّل النفس بإرجاع كيرس عن غيّه، وظنّ بذلك أنه يكون كمن رمى بحجر طريدتين، وربح اثناسيا وبناتها. ولكن أخطأ سهمه المرمى. فإن كيرس لبث مصرًّا على إيمانه، ولم يعبأ بوعد ولا بوعيد. فأمر الوالي به، فضُرب بالعصي وأُثخن جراحاً بالمطارق الحديدية، وهكذا جرى ليوحنا رفيقه فصبرا على الآلام ببسالة وشجاعة عجب لها الجلادون، وكانت اثناسيا وبناتها حاضرات، سامعات وناظرات. ولما لم ينل منهما الوالي مأرباً أعادهما الى السجن.

ثم أخذ يتملّق اثناسيا وبناتها. فلم يُعِرْنَه سمعاً. فتهددهن بالعذابات والموت المريع فلبثن راسيات كالجبال لا يتزعزعن. إن محبة المسيح في قلوب العذارى والامهات، متى ثبتت وتأصّلت، تصبح أقوى من الموت وأمضى من السيوف المرهفة. فأمر بهن، فقُطعت رؤؤسهن وفزن بالإكليل السماوي، وطرن الى الإخدار العلوية لينعمن مع المسيح الى الأبد.

وبعد ذلك أعاد الوالي كيرس ويوحنا اليه، فوجدهما أصلب عوداً وأبهج قلباً لما نالت النسوة من الظفر. فقطع رأسيهما. فلحقا بأولئك الشهيدات الى مملكة المسيح في الأخدار السماوية.

وحمل المؤمنون أجسام أولئك الشهداء الى كنيسة القديس مرقس، فدفنوا كيرس ويوحنا في قبر، واثناسيا وبناتها في قبر ثانٍ، واخذوا يتعبدون لهم وينالون بشفاعتهم النعم الغزيرة والمعجزات الباهرة وفي القرن الخامس نَقل القديس كيرلس، البطريرك الاسكندري، رفات كيرس ويوحنا الى كانوبي، للقضاء على ما كان باقياً فيها من آثار الوثنية. فكثرت العجائب والنعم بكثرة الزوار المسيحيين. وتغلّب اسم القديس كيرس "انبا كير" على اسم المدينة القديم. وبعد الفتح الاسلامي صار اسمها "ابو قير". وفي العصور الوسطى نقل الافرنج تلك الذخائر المقدسة الى روما.

وللقديس صفرونيوس بطريرك أورشليم خطاب جليل في مديح هذين القديسين.

 

استشهاد القديس تيموثاوس أسقف افسس تلميذ القديس بولس الرسول (بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة)

في مثل هذا اليوم من سنة 97 م. استشهد القديس تيموثاؤس الرسول. وقد ولد ببلدة لسترة من أعمال ليكاؤنية بآسيا اصغري من أب يوناني يعبد الكواكب، وأم يهودية اسمها افنيكي. ولما بشر بولس الرسول في لسترة، وسمع هذا القديس تعاليمه، ورأي الآيات التي كان يصنعها الله علي يديه آمن واعتمد ورفض الهة أبيه وترك شريعة أمه. ثم تتلمذ لبولس الرسول وتبعه في أسفاره، وشاركه في شدائده. وفي سنة 53 م.  أقامه أسقفا علي أفسس وما جاورها من البلاد. فبشر فيها بالسيد المسيح ورد كثيرين إلى الإيمان وعمدهم. ثم بشر في مدن كثيرة. وكتب إليه الرسول بولس رسالتان الأولى سنة 65 والثانية قبل سنة 977 م. بقليل، يحثه فيهما علي مداومة التعليم، ويعرفه بما يجب ان يكون عليه الأسقف والقس والشماس والأرملة، ويحذره من الأنبياء الكذبة، ويوصيه إلا يضع يده علي أحد بعجلة، بل بعد الفحص والاختبار، ودعاه ابنه وحبيبه. وقد أرسل علي يده أربع رسائل: الأولى الرسالة الأولى إلى كورنثوس، والثانية إلى فيلبي، والثالثة إلى تسالونيكي والرابعة إلى العبرانيين. وقد رعي هذا القديس رعية المسيح احسن رعاية، وأنار العقول بتعليمه وتنبيهه وزجره، وداوم علي تبكيت اليهود واليونانيين، فحسدوه وتجمعوا عليه وظلوا يضربونه بالعصي حتى مات في أفسس فاخذ المؤمنون جسده ودفنوه. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة البابا كيرلس الرابع ابى الإصلاح الـ 110

في مثل هذا اليوم تنيح الآب العظيم الأنبا كيرلس الرابع بابا الإسكندرية العاشر بعد المائة. وقد ولد هذا الآب ببلدة الصوامعة الشرقية من أعمال جرجا من أبوين تقيين حوالي سنة 1816 م.، وأسمياه داود باسم جد أبيه، واعتني والده بتربيته وتعليمه. وفي الثانية والعشرين من عمره قصد دير القديس أنطونيوس لزهده في أباطيل الحياة. وهناك سلك طريق الفضيلة والنسك، مما جعل القس أثناسيوس القلوصني، رئيس الدير وقتئذ ان يلبسه ثوب الرهبنة، فدأب منذ ذلك الحين علي الدرس والمطالعة. وبعد سنتين من ترهبه تنيح رئيس الدير، فاجمع الرهبان علي اختيار هذا الآب رئيسا، فرسمه الأنبا بطرس الجاولي البابا المئة والتاسع قسا وعينه رئيسا علي الدير، فاهتم بشئون الدير والرهبان ابلغ اهتمام. وكان حاد الذكاء وعلي قسط وافر من الإلمام بالمسائل الدينية، ولذلك فانه لما نشب خلاف بين الأحباش في بعض الأمور العقائدية، استدعاه الآب البطريرك الأنبا بطرس الجاولي، وكلفه بالذهاب إلى البلاد الحبشية لفض هذا النزاع. فقام بمهمته خير قيام. وعاد الآب داود من الحبشة في يوم السبت 13 يوليه من سنة 1853 م. وكان قد تنيح البابا بطرس الجاولي في 15 أبريل سنة 1852 م. وعند الشروع في اختيار خلف له، اختلفت أراء الشعب، فالبعض اختار الآب داود، والبعض اختار غيره. ثم استقر الرأي علي رسامته مطرانا عاما سنة 1853 م. واستمر سنة وشهرين، اظهر خلالها من حسن التصرف، ما جعله أهلا لأن يقام بطريركا، فتمت رسامته في 28 بشنس سنة 1571 ش. (1854 م.). وقد افرغ قصاري جهده في سبيل تهذيب الشبان وتعليمهم. فقد إنشاء المدرسة القبطية أكبري بالبطريركية، وفتح مدرسة أخرى في حارة السقايين وشدد في تعليم اللغة القبطية فيهما، كما اشتري مطبعة كبيرة طبع فيها عدة كتب كنسية. وعموما فان إليه يرجع الفضل في تقدم الأقباط، وقد هدم كنيسة البطريركية القديمة وشيد غيرها، ولكنه لم يتمكن من إتمامها لتغيبه في البلاد الحبشية للمرة الثانية. وكان هذا الحبر العظيم عالما شديد الاعتصام بقوانين الكنيسة، وكان محسنا ذا عناية شديدة بذوي الحاجة ومحبوبا من رعيته، وتنيح في 23 طوبة سنة 1577ش (1861 م.).

صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.