دينيّة
16 أيلول 2016, 05:56

قديسو اليوم: 16 أيلول 2016

تذكار الشهيد كبريانوس اسقف قرطاجه (بحسب الكنيسة المارونية) ولد كبريانوس نحو سنة 210 في مدينة قرطاجه من اسرة وثنية غنية.وقد تثقف ثقافة عالية حتى اضحى فيلسوفاً كبيراً وخطيباً فصيحاً، له مكانته عند الوجهاء والعظماء. وبسمت له الدنيا، فعاش في بادئ الامرعيشة وثنية يطلق العنان لاميال الجسد وشهواته فتزوج ورزق بنين واصبح يعلل النفس بامجاد الدنيا واباطيلها. لكن الله اراده لخدمته.

 

فهداه الى الايمان بالمسيح على يد الكاهن سيسيليوس. فاعتمد هو وعيلته. ولساعته سلَّم كبريانوس زوجته واولاده لعناية مرشده سيسيليوس الكاهن تاركاً لهم ما يكفيهم من الارزاق، وباع الباقي ووزع ثمنه على الفقراء واضحى بكليته للرب يسوع. فانكب على مطالعة الكتاب المقدس وتآليف الآباء القديسين يمعن فيها وبغذي عقله الراجح وقلبه الكبير من لبابها. ووضع كتاباً في بطلان عبادة الوثنية.

رسمه اسقف قرطاجه كاهناً. فأخذ يعلم ويرشد بمواعظه وتآليفه وامثلته الصالحة. وفي سنة 248 مات اسقف قرطاجه، فاختاره الشعب خلفاً له. فكان اباً شفوقاً على الشعب وراعياً غيوراً على رعيته محسناً سخياً على البائسين ومحامياً جريئاً عن الدين وعن خراف رعيته.

ولما تجدد الاضطهاد على المسيحيين بأمر داكيوس قيصر، بذل كبريانوس قصارى الجهد في سبيل ثباتهم في الايمان.

ولما مات داكيوس الملك، هدأ الاضطهاد ورجع كبريانوس الى كرسيه وخلص كثيرين من الاسر وقام بزيارة المرضى والمصابين بداء الطاعون يوآسيهم ويعزيهم. ثم عاد الاضطهاد بأمر والريانوس الظالم فنفى القديس من المدينة فسكن مع اكليرسه بستاناً مجاوراً وابى ان يبتعد عن رعيته قائلاً:" ان اموت شهيداً بينكم ضمانة لحفظ ايمانكم".

وبقي مثابراً على جهاده وعلى اعمال غيرته، حتى شكاه الوثنيون وقادوه الىالوالي. فحكم عليه بقطع الرأس خارج المدينة. وكان استشهاده عام 258.

وقد ترك للكنيسة تآليف عديدة قيمة في اللاهوت والآداب ورسائل بديعة قد اعجب بها الآباء والفلاسفة وخاصة القديس اغوسطينوس. لذلك تلقبه الكنيسة بمعلمها وملفانها العظيم. ومن كلامه المأثور:" لا يكون الله اباً لمن لا تكون له الكنيسة اماً". صلاته معنا. آمين!

 

أوفيمية  الشهيدة(بحسب الكنيسة السريانية الكاثوليكية)

هي من مدينة خلقيدونية. ولدت في أواخر القرن الثالث من فلوفرن الروماني الشريف وثاودوروزا الفاضلة المُحِبّة للفقراء، ونعمت بعطفها، وكانت موضوع إعجاب الجميع بأدبها وتقواها. وكان المسيحيون ينعمون برحابة صدر ديوكلسيانس، وإذا بشريكيه مكسيميانس وغالاريوس يثيران الاضطهاد في المملكة. فما لبث الوالي برسكس أن قبض على اوفيميا التي عُرفت بحسن صيتها ليحملها على الكفر ويُذل النصرانية بانتصاره عليها.

مثلت أمام برسكسس، فمال الى جمالها الرائع، حتى كاد أن يقتل نفسه بسبب غرامه بها. فعلّقها على دواليب من حديد مسننة ليكسر أعضاءها فخرجت سالمة، ثم القاها في النار المتقدة فالتهمت الرجال الذين ألقوها وخرجت هي سالمة. فآمن اثنان من الشرطة على أثر ذلك، وهما فكتور وسسثُنيس، فأُلقيا للوحوش وظفرا بإكليل الشهادة... وكفَّ الوالي عن تعذيبها ولكنه أودعها السجن.

وفي اليوم الثاني، أعادها الوالي الى ديوانه فظهرت وكأنها ازدادت جمالاً. فقال الوالي: "حرام عليك أن تعرضي شبابك للعذابات" فقالت : "ذلك أولى من السجود لحجارة صمّاء". فغضب الوالي وتفنن في تعذيبها وعلّقها من جديد على دواليب مسننة فلم تؤذها، ورماها في بركة فيها كلاب بحرية ضارية فلم تمسّها فظنّها ساحرة، وألقاها في حفرة فيها حدائد مسننة. أخيراً رماها للوحوش فجاءت ولحست أقدامها، فصلّت الى الله ليخلصها مما هي فيه، فانقضّ عليها دبّ وعضّها فماتت لتوّها بلا عذاب. وعند موتها حدثت في خلقيدونية هزّة أرضية هرب بسببها الناس الى الحقول وانتهز أهلها الفرصة فحملوا جسدها ودفنوه بإكرام سنة 303.

ولما تبوّأ قسطنطين عرش المملكة شيّد المسيحيون كنيسة فخمة في خلقيدونية على ضريحها. وفي هذه المدينة اجتمع آباء المجمع المسكوني الرابع سنة 451. وأتى الملك موريسيوس ليتحقق من صحة رشح الدم فرأى وآمن ونقل جسدها الى القسطنطينية على عهد الملك قسطنطين خوفاً من وصول جيوش الفرس الى مدينة خلقيدونية... وفي مجمع 451 اتخذها الآباء حَكَماً بينهم وبين الهراطقة الأوطيخيين فأيّدت بأعجوبة باهرة إيمان الآباء على عهد البطريرك القديس أناطوليوس.

 

القديسة العظيمة في الشهيدات أوفيميَّة الكلية المديح(بحسب الكنيسة الارثوذكسية)‏

ولدت إوفيمية في مدينة خلقيدونيا - المدينة التي انعقد فيها المجمع المسكوني الرابع في العام 451 -  من أبوين ورعين تقيين، أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس (284 - 305). كان أبوها من الأشراف وأمها من أكثر الناس حباً للفقير.

 وما كادت إوفيمية تبلغ العشرين من عمرها حتى اندلعت موجة اضطهاد جديدة على المسيحيين، هي العاشرة من نوعها. فلقد دعا حاكم آسيا الصغرى، بريسكوس، بمناسبة عيد الإله آريس، إلى إقامة الاحتفالات وتقديم الذبائح. ولما كانت إوفيمية في عداد مجموعة من المسيحيين تغيّبت عن الاحتفال وتوارت عن الأنظار، فقد أصدر الحاكم أمراً بالبحث عنها وألقى عمّاله القبض عليها. ولما مثلت المجموعة أمام الحاكم، سألها: لماذا عصيتم الأوامر الإمبراطورية؟ فكان جواب الجميع: أن أوامر الإمبراطور نطيعها، شرط أن لا تكون مخالفة لأوامر إله السماء. أما إذا كانت كذلك فنحن لا نعصاها وحسب، بل نقاومها أيضاً. فاغتاظ بريسكوس جداً وسلّمهم إلى المعذّبين. أما إوفيمية، فقد بدا له أنها على رأس المجموعة، ولفته جمال طلعتها وطراوة عودها. فحاول، بإطرائه، خداعها وثنيها عن عزمها، فلم يفلح، فسلّمها هي أيضاً إلى التعذيب.

 لكن شيئا غريبا بدأ يحدث. فكلما كان الحاكم يسلّمها إلى نوع من أنواع التعذيب، كان ملاك الرب يأتي ويعطّل مفعوله. وضعها بريسكس، مثلاً، على عجلة، فجاء الملاك وكسر العجلة. ألقاها في النار فلم تصبها بأذى. ألقاها في جب ماء فيه كافة أنواع الزواحف السامة، فرسمت إشارة الصليب فوق الماء ونجت. وإن اثنين من جلاّديها، فيكتور وسوستنيس، لما رأيا ما حدث، مجّدا إله إوفيمية وآمنا بالرب يسوع، فكان مصيرهما أن أُلقيا إلى الوحوش واستشهدا. أخيراً بعدما وضح أن النعمة الإلهية هي أقوى من كل العذابات التي يمكن أن يخترعها خبثاء الأرض، شاء الرب أن ينيّح أمته، فترك دباً، ألقيت إوفيمية إليه، يعضها، فأسلمت الروح.

 وجاء ذووها فأخذوا الجسد ودفنوه في طرف المدينة.

 وفي أيام قسطنطين الملك، شيّد المسيحيون فوق ضريح اوفيمية كنيسة يقال إنها كانت من أعظم كنائس الشرق وأفخمها. في تلك الكنيسة، بالذات، أجتمع أباء المجمع المسكوني الرابع.

من الأخبار التي تناقلها التراث بشأن عجائب اوفيمية، بعد أستشهادها، إن قبرها، في عيدها السنوي، كان يفيض دماً حياً تفوح منه رائحة سماوية لا نظير لها. وكانوا يدهنون المرضى بهذا بالدم فيشفون. وإلى اوفيمية تنسب تلك الأعجوبة التي حدثت في المجمع المسكوني الرابع  451)م( والتي كشفت فيها القديسة الشهيدة، بنعمة الرب يسوع، وأمام الجميع، أيا كانت العقيدة القويمة وأيا كانت الهرطقة. تجدر الإشارة الى أن الأعجوبة ثبتت في وجدان الكنيسة لدرجة أنها أفردت لها عيدا خاصاً ما زلنا نقيمه، كل عام، في الحادي عشر من شهر تموز.

وقد اتى عدد من الأباء على ذكر أوفيمية بإكبار عبر العصور كما بنيت كنائس كثيرة على اسمها. 
ومن المواعظ المهمة التي قيلت في أستشهادها تلك التي نطق بها استاريوس، أحد أساقفة النبطس، في الأول من كانون الثاني من العام 400 للميلاد، وفيها يصف استشهاد أوفيمية كما عاينه في لوحة رسمت لها في ذلك الزمان

ملاحظة : تعيد الكنيسة اللاتينية للقديسة في مثل هذا اليوم .

 

تذكار القديسة العظيمة في الشهيدات إفّيميّا الجديرة بكل مديح (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

أن القديسة إفّيميّا، أي الحسنة الصيت، هي من البتولات المجيدات، ومن الشهيدات العظيمات، اللواتي سفكن دماءهنّ بشهامة وسخاء من أجل المسيح عروسهنّ. ولقد ذاع في المسكونة كلّها صيت فضائلها وعجائبها واستشهادها المجيد. وهي التي اتّخذها آباء المجمع المسكوني الرابع (سنة 451) حكماً بينهم وبين الهراطقة الأوطيخيين، كما نذكر ذلك في اليوم الحادي عشر من تموز (يوليو)، فايّدت بأعجوبة باهرة إيمان آباء المجمع، على عهد البطريرك القديس أناطوليوس.

كانت إفّيميّا من مدينة خلقيدونية الشهيرة بين مدن المملكة الرومانيّة. وُلدت في أواخر القرن الثالث من والدين شريفين، ونالت قسطاً وافراً من التربية المسيحيّة العالية. وكان أبوها فيلوفرونس من أشراف المملكة، وكان قد تولّى الحكم مراراً. أمّا أمّها  ثاودوروزا فأّنّها كانت من أكرم النساء المسيحيّات الفاضلات، بل كانت نعمة أسبغها الله على الفقراء في شدائدهم وعوزهم. فنشأت إفيميا في تلك البيئة الشريفة وقضت حداثتها تحت نظر أبويها، تنعم بعطفهما عليها وتتكمّل يوماً فيوماً في الفضيلة والنعمة. فكانت تلك الفتاة المرحة البهيّة التي تشرب كؤوس الهناء من ينابيع فيّاضة، غير حاسبة لصروف الدهر حساباً.

فما أن كبرت حتى أضحت موضوع إعجاب الجميع، بفضائلها وأدبها وتقواها ونسبها وجمالها وكمالها وذلك السحر الملائكي الذي كان ينبعث من جميع حركاتها وسكناتها.

فلمّا إستعرت نيران الإضطهاد العاشر، على عهد الملك ذيوكلسيانس، في جميع أنحاء المملكة، كانت إفيميا قد صارت شابة مكمّلة بالعقل والتقوى والجمال والكمال، وكانت قد اشتهرت بين أشراف مدينة خلقيدونية. فما لبث الوالي برِسْكُس أن قبض عليها وساقها إلى ديوانه ليسعى في حملها على الكفر بإيمانها، فيُذلّ النصرانية بإنتصاره على فتاتها.

فلمّا مثلت إفيميا أمام الوالي برسكس ورأى ذلك الجمال الرائع والشباب الغصّ والحشمة الساحرة، مال إليها بكل جوانحه، وأخذ يتملّقها ويثني على أدبها ويبالغ في ملاطفتها، طنّاً منه بأن تلك الحمامة الوديعة لا تلبث أن تقع في أشراكه. لكن سهامه تكسّرت على تلك الصخرة الصلبة. لأن قلب تلك الفتاة كان قد قُدَّ من قلب المسيح. لذلك لبث ثابتاً لا يتزعزع.

فلمّا رأى الوالي أن فتاةً تسخر من كلامه وتصمد لهجماته، ثار ثائره فصبَّ عليها صواعق غضبه. فقالت له تلك البتول الناعمة: إنني حقّاً إبنة ضعيفة. ولكن كن على ثقة بأني لا إنقاذ لأساليبك وحي لك ولا أهاب غضبك، وأن يسوع هو معي وهو ينقذني من شرورك.

فجعل الوالي يتفنّن في تعذيبها. لكن الفادي الإلهي أخذ هو أيضاً يسخر من ثوراته وصار كأنّه يتحدّى وحشيته بشتّى المعجزات. فكلّما إستنبط الوالي عذاباً جديداً وأنزله بتلك الفتاة الملائكية كان ملاك الرب يبادر إليها وينقذها ويعيد إليها نضارتها ويحفظها سالمة، فحار برسكس في أمره وكاد يقتل نفسه. فعلّقها على دواليب من حديد مسنّنة ليكسر أعضاءها ويمزّق جسدها، فخرجت سالمة وشفيت جراحها في الحال. فألقاها في نار متّقدة فالتهمت النيران الرجال الذين ألقوها فيها وخرجت هي سالمةً معافاة. وأن إثنين من الشرطة آمنا بالمسيح لمّا شاهدا تلك الأعجوبة الباهرة، وهما فكتور وسُثنيس. فأمر الحاكم بأن يُطرحا للوحوش، وهكذا ظفرا بإكليل الإستشهاد، بشفاعة تلك العظيمة بين الشهيدات. فكفّ الوالي عن تعذيبها وأرسلها إلى السجن. فقضت الليل تسبّح الرب وتمجّده وتستعد للمعارك الجديدة بالصلاة والتواضع ولواعج الحب.

فلمّا كان الغد أعادها الوالي إلى ديوانه، فجاءت تركض فرحة، مستبشرة بقرب إنحلالها من جسدها الفاني وصعودها إلى أخذار عروسها وحبيبها يسوع. وكان وجهها مشرقاً كأن نوراً سماوياً زاد جمالها جمالاً. فأخذ الوالي ببهائها فقال لها برفق: حرام عليكِ أن تعرّضي شبابك ونضارتك للعذابات الأليمة والموت المريع بسبب عنادك وعصيانك. ألا أقلعي عن هذا الجنون ولا تُغضبي الآلهة والملوك الأعزّاء. فأجابته بثبات وطمأنينة: هل من الحكمة أن أنقاذ إلى إلحاحاتك الباطلة؟ ألا يكون بالأحرى جنون منّي أن أسجد لحجارة صمّاء هي من صنع البشر؟ أن الحكمة تقضي بأن لا أسجد إلاّ للإله الحقيقي، وبأن أرذل أصنامك المائتة.

فغضب برسكس وعاد يتفنّن في تعذيبها. وعاد الرب يسوع يصدّ السهام الشريرة عنها فعلّقها الوالي على دواليب مسنّنة، فلم تؤذها. ورماها في بركة كثرت فيها الكلاب البحرية الضارية، فلم تمسّها. فظن أنّها تنجو من عذاباته بواسطة سحرها. فأمر بفتح حفرة عميقة وملأها بأنواع الحدائد وقطع الخزف المكسّرة وغطّاها بقليل من التراب وأمر الفتاة العذراء أن تمرّ عليها، ولم يعلمها بالخطر الذي يتهدّدها، وقال أنّها تسقط فيها وتموت قبل أن تبادر إلى إستخدام تعاويذها. فمرّت البتول عليها ولم تعثر بها. ومرّ بعض الوثنيين في أثرها فسقطوا وهلكوا.

فعيل صبر الوالي وحار في أمره، فأمر بأن تطرح للوحوش الضاربة لتفترسها. فصلّت البتول وقالت: يا سيّدي المسيح، يا ملك الملوك وربّ الطبيعة، لقد أنقذتني إلى الآن من كل الأخطار وسلّمت جسدي من الأذى، وأتيت إلى معونتي في آلامي، وشفيتَ جراحاتي، لكي تخزي الشياطين ومن هم صنائعهم على الأرض. فأظهر الآن رأفتك نحو أمتك، وتقبّل ما أقدّمه لك الآن بتواضع من ضحية قلبي. أخرج من حبس هذا الجسد نفسي وأصعدها إلى قناطرك العلوية، لتكون مع ملائكتك القديسين وتنضم إلى طغمات الذين سفكوا دماءهم لأجل مجد إسمك القدوس.

فلمّا أنزلوها إلى الوحوش أقبلت نحوها تلطع أقدامها. فجثت على ركبتيها وبدأت تصلّي. فأقبل عليها دبّ فعضّها، فأسلمت روحها الطاهرة بلا ألم، وطارت نفسها الزكيّة إلى الأخدار العلوية.

وما كادت تلك العذراء العظيمة تبارح هذه الدنيا الفانية حتى حدثت في مدينة خلقيدونية هزّة أرضيّة هلعت لها قلوب الناس من الخوف، وجعلوا يتراكضون إلى الحقول المجاورة لينجو كلّ بنفسه. فانتهز أقارب إفيميا فرصة البلبال وحملوا جسدها ودفنوه بإكرام، سنة 303.

فلمّا رقي قسطنطين أريكة الملك بعد ذلك بقليل، شيّد المسيحيّون على ضريح إفيميا في خلقيدونية كنيسة أضحت من أعظم كنائس الشرق وأفخمها. وفي تلك الكنيسة إجتمع آباء المجمع المسكوني الرابع الخلقيدوني سنة 451. وبقيت تلك الكنيسة وذلك الضريح ينبوعاً فائضاً بالعجائب مدّة أجيال وأجيال. ويذكر التاريخ أن جسد البتول إفيميا النقيّة بقي سنين عديدة يرشح دماً كان البطاركة والأساقفة يجمعونه في الإسفنج ويوزّعونه على المؤمنين فيشفي الأمراض.

فالكنيسة المقدّسة تنظر بإعجاب إلى شجاعة هذه البتول وتههتف لها في أحد أناشيد هذا النهار: لقد أحسنتِ النضال في جهادك يا جديرةً بكل مديح، وبعد الموت تقديسننا بفيض الأشفية. فنكرّم رقادك المقدّس، منتصبين بإيمان أمام رفاتك الموقر. لنُنقذ من عاهات النفس ونعترف نعمة العجائب.

 

استشهاد القديس أشعياء النبي بن آموص سنة 913 ق م. (بحسب الكنيسة القبطية الارثوذكسية)

في هذا اليوم تنيح النبي العظيم اشعياء بن أموص بعد أن نشره منسي الملك، بمنشار الخشب. هذا النبي تنبأ في زمان خمسة ملوك وهم: عوزيا. ويوثام. وأحاز ابنه. وحزقيا، ومنسى. وتنبأ لاحاز أن العذراء تحبل وتلد ابنا. ويدعى اسمه عمانوئيل (ا ش. 7: 14). ثم تنبأ أن هذا الابن يدعى. اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام (ا ش. 9: 6) وأنه سيرحم العالم بتقديم ذاته عن البشر، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا... الرب وضع عليه آثم جميعنا (اش 3 5: 5، 6).

وتنبئا في زمان حزقيا وقوى قلبه لما حاصره سنحاريب ملك أشور، وأعلمه أن الله سيهلكه لأجل افترائه عليه، فاهلك الله تعالى من عسكر سنحاريب مئة وخمسة وثمانين ألف رجل (1 ش. 37: 36) وطرد من بقى من الجند هاربا، ولما مرض حزقيا أعلمه أن يوصى، بيته لأنه يموت، فلما صلى إلى الله أرسل إليه اشعياء، وأعلمه أنه قد زاده خمس عشرة سنة. وأراه آية يستدل بها على صدق ا لنبوة (ا ش. 38: 8). وتنبأ على ما يصيب إسرائيل من الويلات لقساوة قلوبهم ومحبتهم للخطية وابتعادهم عن عبادة الله. وأنه لا يؤمن منهم إلا اليسير. وبصلاته أنبع الله ماء لما عطش الشعب. ولما عطش هو مرة أخرى أنبع الله له عين سلوان. ولما بكت منسى وأبنه على عبادة الأوثان أمر بنشره بالمنشار.

وتنبأ نحو سبعين سنة. وسبق مجيء السيد المسيح بتسع مئة وثلاث عشرة سنة. صلاته تكون معنا. امين.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً : استشهاد القديسة باشيليا (باسيليا)

فى هذا اليوم استشهدت القديسة باشليلية في أيام دقلديانوس الكافر. وكانت هذه القديسة مسيحية تقية قبضوا عليها وعمرها تسع سنين، وشدوا يديها ورجليها وطرحوها النار فلم تحترق بقوة الله، وأنبع الله ماء بصلاتها فشربت ثم أودعت نفسها بيد الرب. صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا، امين.