دينيّة
10 كانون الثاني 2017, 06:55

قديسو اليوم: 10 كانون الثاني 2017

تذكار القديس غريغوريوس اسقف نيصص (بحسب الكنيسة المارونية) وُلد هذا القديس العظيم في مدينة نيصص في الكبادوك من اسرة دُعيت بحق اسرة القديسين. فابوه باسيليوس وامه اميليا وشقيقته ماكرينا واخوه باسيليوس الكبير اسقف قيصرية، امتازوا بالقداسة. فنشأ هو ايضاً على روح التقوى. ولكنه مال الى حب الدنيا فتزوَّج واخذ يسعى وراء جمع المال، متغاضياً عما ورثه من فضيلة وتُقى.

 

لكنه افاق من غفلته، اذ كتب اليه القديس غريغوريوس النزينزي يحثه على قراءة الكتاب المقدس. فانكب على قراءته واكتنه ما فيه من المعاني والتعاليم السامية.

اتفق مع زوجته فذهبت الى الدير ودخل هو السلك الاكليريكي وارتسم كاهناً. رسمه اخوه باسيليوس اسقفاً سنة 372. فقام يتفانى في حراسة رعيته بالوعظ والمثل الصالح. وانكبَّ على تأليف الكتب المفيدة لمقاومة بِدَع عصره ولا سيما الاريوسية. فأبغضه الاريوسيون وسعَوا به لدى زعيمهم الملك فالنس سنة 375 فحطَّه عن كرسيَّه ونفاه. وبعد موت فالنس ارجعه غراسيان الى كرسيه. زار شقيقته ماكرينا الرئيسة قبل وفاتها وترأس حفلة دفنها، ومات اخوه باسيليوس في ميدان الجهاد ضد الاريوسيين، فقام هو يحمل علَمَه ويواصل جهاده.

وفي السنة 381 حضر غريغوريوس المجمع المسكوني الثاني في القسطنطنية فأيد بالبراهين الفلسفية واللاهوتية، حقيقة لاهوت الروح القدس وحرم مكدونيوس واتباعه الذين انكروها. وفي السنة 394 حضر مجمعاً آخر في القسطنطنية، حيث رقاه الآباء، تقديراً لعلمه وفضيلته، الى مقام المتروبوليت.

هكذا قضى هذا القديس الكبير حياته المثالية بالدفاع عن الايمان القويم، وبارشاد النفوس في طريق الخلاص. وانتقل الى ربه سنة 394.

وقد اغنى الكنيسة بتآليفه في العلوم الالهية وتفاسير الكتب المقدسة. ويعتمد الآباء والعلماء على الكثير من تحديداته اللاهوتية في ما يتعلق بالاقنوم والجوهر. صلاته معنا. آمين.

 

أبينا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص‎ ‎‏(بحسب الكنيسة الأرثوذكسيّة)‏ 

هو الابن الرابع لباسيليوس الشيخ وإميليا القديسين وأخ كل من القديسين باسيليوس الكبير (1كانون الثاني) و البارة مكرينا (19‏تموز) ‏و بطرس السبسطي (99 ‏كانون الثاني). أصغر من أخيه باسيليوس بسنوات قليلة. لذلك قيل إنه ولد سنة 331 ‏على وجه التقريب، وقيل أيضاً سنة 3355 ‏م.

‏عاش غريغوريوس وإخوته القديسون في مناخ واحد ونهلوا من تقوى عائلية واحدة، لكنه استبان مميّز الشخصية، مختلف الطبع، لاسيما عن أخيه باسيليوس، مفترق الاهتمام، ذا مواهب فذّة لا نجدها عند أحد غيره من أفراد الأسرة. ففيما كان باسيليوس رجل عمل وتنظيم و إقدام، كان غريغوريوس رجل تأمل و تصوّف و إحجام. كان انطوائياً إلى حد بعيد. صوت أخيه كان يملأ المكان فيما لم يسمع له هو صوت إلا عبر أخيه طالما بقي أخوه على قيد الحياة. مشى غريغوريوس في ظلال أخيه، مكرهاً، لتقديره الكبير له أولاً و لنمط شخصيته ثانياَ. و فيما أحسن أخوه قيادة الآخرين  والتعاطي ‏معهم بقوة و حكمة معاً، كان هو يميل عن الناس إلى التفكير و القراءة و الكتابة، قلما يعرف كيف يتدبّر في تعاطيه شؤون المال و الناس. و لكن، من المفارقات أنه فيما كانت نظرة باسيليوس إلى البشر، نتيجة تعاطيه معهم واختباره لأحوالهم ومقاصدهم وأضاليلهم، متشائمة سالبة، كانت نظرة غريغوريوس إليهم، نتيجة استغراقه في تأملاته الفلسفية و الصوفية في مقاصد ربّهم فيهم، متفائلة، ايجابية. طاقات الرجل بقيت، إلى حد بعيد، كامنة فيه إلى أن وجد نفسه فجأة، بعد السنة 379 ‏م، سنة وفاة القديس باسيليوس، في الطليعة، وريثاً لاسم أخيه وشهرته وتركته اللاهوتية والروحية. إذ ذاك اصطلح، في قرارة نفسه وأخيه، وانطلقت مواهبه من عقالها لتستكين صلاته وتترسخ صلته بكل ما يمت إلى الحياة الملائكية الروحية وتعمق تأملاته الصوفية إلى حد بعيد. القديس غريغوريوس النيصصي هو أكثر الآباء تبحّراً في فلسفات الأقدمين ونجاحاً في سوقها إلى طاعة المسيح. وقد قيل إنه إذا كان القديس باسيليوس رجل عمل وإدارة أولاً ‏والقديس غريغرريوس  اللاهوتي النزينزي رجل شعر وبيان، فإن القديس غريغوريوس النيصصي هو رجل مستيكي وأول أعظم اللاهوتيين الروحيين في الكنيسة، باستثناء أوريجنيس المعلم لو لم يكن له شروده. وقد لقبّه آباء الكنيسة في زمانه بـ "عمود الأرثوذكسية" واعتبروه خليفة القديسين أثناسيوس الكبير و باسيليوس الكبير. كما أطلق عليه آباء المجمع المسكوني السابع، بعد أربعمائة سنة تقريباً من رقاده (787‏م)، لقب "أب الآباء".

‏لا نعرف عن نشأة القديس وفتوّته غير القليل. لم يعتد التحدث عن نفسه. لكن نعرف أنه بقي في قيصرية الكبادوك ولم ينتقل بين المدارس المعروفة في زمانه كأخيه باسيليوس. درس على أبيه وانكبّ على مكتبته. درس الفلاسفة بشغف وإمعان. ارتياده المدارس كان متقطّعاً، وكان رقيق البدن. لم تستهوه نزعة أمه ولا شغفها بالمسيحية. مع ذلك كان مقبلاً على الكنيسة وسيم قارئاً.‏ ورد أنه كان يتأفّف في شبابه من الصلوات الطويلة والتلاوات المزمورية التي تدوم الليل بطوله. مرة، وهو في العشرين، اضطر، بناء لإيعاز والدته، أن يحضر سهرانة في كنيسة للعائلة على اسم الأربعين شهيداً كان سيجري نقل بعض رفات الشهداء إليها. وصل غريغوريوس إلى هناك غاضباً. وقد أبدى تضجّراً من الصلوات ليس بقليل حتى إنه تسلّل خارج الكنيسة إلى حديقة مجاورة وخلد إلى النوم. ولكن أتاه في نومه حلم بدا له خلاله كأنه في صحو. وقد شعر برغبة جامحة في العودة إلى الكنيسة والاشتراك في الصلاة الدائرة فيها. فلما همّ بالتوجه إلى هناك. وكل ذلك في الحلم. إذ بأربعين شهيداً مسلّحين يقفون في وجهه ويتهدّدونه. وهم كادوا أن يسحقوه لو لم يرأف به أحدهم. ويبدو أن الحلم كان حيّاً لدرجة أن غريغوريوس استفاق منه وهو يبكي. ثم قام ودخل الكنيسة مستسمحاً ربّه والشهداء القديسين الأربعين. هذه كانت أولى الصدمات التي تلقّاها في شبابه. ويبدو أن عدداً منها كان في انتظاره.

‏على أن غريغوريوس، في شبابه،لم يلبث أن تحوّل إلى علم البلاغة فصار معلماً لها، ربما في خطى أبيه. وكان هذا، فيما يبدو، على حساب مسيحيته وخدمته كقارئ لأن الأجواء التي جعل نفسه فيها كانت أدنى إلى الوثنية. فكان أن القديس غريغوريوس اللاهوتي، صديقه وصديق أخيه باسيليوس، بعث إليه لائماً وداعياً إياه لان يعود إلى صوابه. "إذن، أنت مصمّم أن تدعى بليغاً بدل أن تدعى مسيحياً... فيا صاحبي، لا تقم طويلاً على ذلك. اصح قبل فوات الأوان! عد إلى نفسك واسأل الصفح من الله والمؤمنين". ومع أننا لا نعرف تماماً كم دامت هذه الفترة من حياته، إلا أنه ليس ما يشير إلى أنه أقلع عما عزم عليه انتصاحاً بما أتاه من صديقه.

‏هذا، وفي تلك الحقبة أيضاً، عرف قديسنا الزواج. فلقد اقترن بامرأة اسمها ثيوزيبا، قيل إنها كانت تتمتع بمزايا مرموقة وكانت واسعة الثقافة. وقد بقي ملتصقاً بها إلى حين وفاتها سنة 385م. القديس غريغوريوس اللاهوتي في رسالة تعزية وجّهها إلى صديقه رأى فيها "مجد الكنيسة وزينة المسيح ومعينة جيلنا ورجاء  النسوية ومن أكثر الأخوات جمالاً". كما اعتبرها "قديسة و زوجة كاهن حقّانية".

‏و ثمة من يقول إن القديس باسيليوس دعاه إلى منسكه في إيبورا. بعض الدارسين يقول إنه لبّى الدعوة والبعض إنه لم يذهب إلى هناك البتّة. على أن غريغوريوس كتب بإيعاز من أخيه، كتاباً "حول العذرية". الكتاب أدنى إلى التأملات الفلسفية منه إلى الواقع المعيوش. وقد أبرز فيه غريغوريوس أن المثال بالنسبة إليه يكمن في الثاوريا، في تأمل النفس لله بعدما تكون قد تجرّدت من كل الهموم إلا من محبة الله. وقد اعتبر أن الزواج، و الخوض في الهموم العالمية نتيجة ذلك، إنما يشكل تهديداً لنقاوة النفس. لم يدافع عن العزوبية كعزوبية بل تحدّث عن المعاناة والهموم التي تواكب الزواج، ‏وخلص إلى أن الوجه الداثر للزواج سبب كاف للإعراض عنه.

‏سنوات شباب القديس غريغوريوس مرّت كما لو كانت بعضاً من حلم ‏اليقظة، وقد بدا خلالها أن إعداده لنفسه، باعتبار المهام التي نعرف أنها كانت بانتظاره، كان بطيئاً و متعثّراً. التعثّر و النقص في اللباقة لديه أسماهما القديس باسيليوس الكبير "بساطة عقل كاملة". لم يكن غريغوريوس من النوع الذي يُتوقّع منه أن ينظر إلى الأمور كما ينظر إليها الآخرون. فلقد زوّر مرة ثلاث رسائل دفعها إلى أخيه باسيليوس مدعياً أنها من عم له أسقف كان باسيليوس على خلاف معه. فلما اكتشف باسيليوس إن في الأمر تزويراً بدا محرجاً وغضب على أخيه، ثم أرسل يقول له: "أرجوك في المستقبل أن تنتبه إلى نفسك وتعفيني من هذه الألاعيب! أكلمك بصراحة! لأنك لا تستحق أن تتعاطى القضايا الكبيرة". رغم ذلك لا يبدو أن غريغوريوس أسف وتاب عما ارتكبه في حق أخيه. كان، بكل بساطة، وربما سذاجة، يعتبر أن المسألة بين القديس باسيليوس و عمه سخيفة و لا تستوجب القطيعة، و ما فعله هو، من ناحيته، لم يتعد كونه محاولة للجمع بينهما.

‏‏وكان يمكن للقديس غريغوريوس أن يبقى على الصورة المبيّنة أعلاه لو لم يطرأ ما جعل أخاه باسيليوس يسقّفه عنوة على مدينة صغيرة تدعى نيصص تبعد عشرة أميال عن قيصرية الكبادوك لجهة الشرق. فلقد دخل القديس باسيليوس في صراع مع الإمبراطور الآريوسي فالنس الذي شطر أبرشية قيصرية إلى شطرين وجعل على القسم الكبير منها رجلاً من محازبيه اسمه أنثيموس، مقرّه في تيانا. فلكي لا يضعف سلطان القديس باسيليوس عمد إلى خلق أسقفيات جديدة، ولو صغيرة، وجعل عليها أساقفة من أتباعه. القديس غريغوريوس كان أحد الذين وقع عليهم وزر هذا الصراع. طبعاً كان باسيليوس يعرف جيداً أن أخاه لا يصلح لرعاية شعب. كان لا يحب عشرة الناس ويكره أن يصدر الأوامر إلى أحد ولا يعرف من مناورات السياسة الكنسية شيئاً. رغم ذلك كله جعله القديس باسيليوس أسقفاً على نيصص. كان يكفيه، في تلك الفترة الحرجة من تاريخ الصراع بين الأرثوذكسية والآريوسية، أن أخاه غريغوريوس على استقامة الإيمان وله من المعرفة والحجّة والبيان ما يؤهله للدفاع عن الإيمان والمحافظة على سلامة العقيدة. غريغوريوس،من ناحيته، استاء جداً من بادرة أخيه وقد قال فيما بعد إن يوم سيامته أسقفاً كان أكثر أيامه شقاء.

‏لم تكن لغريغوريوس أية معرفة بالسلوك البشري. اللباقة في التعاطي مع الناس كانت تنقصه، كما لم تكن له أية فكرة عن القضايا المالية وكيفية معالجتها. لذلك لم يلبث أعداؤه من الآريوسيين أن وجّهوا إليه اتهامات تتعلّق باستعمال أموال أسقفيته وتحويلها لمصلحته. وقد أدين ووضع الحرس الإمبراطوري الأصفاد في يديه. لكنه تمكّن من الإفلات واختبأ لدى بعض‏أصحابه. في تلك الأثناء، أطاح به مجمع ضمّ عدداً من الأساقفة الآريوسيين وقد أقام في التواري سنتين إلى حين وفاة فالنس الإمبراطور. كما ذكر، في إحدى رسائله، أنه فضّل حالة الكسوف التي كان عليها في تلك الفترة على التحلّي بأثواب الأسقفية.

‏رغم ذلك، شيء ما في نيصص استهواه. تعلق به الناس هناك تعلّقاً كبيراً وأحب هو بيته الصغير فيها حباً جماً. أول ما دخلها اعتبر أنه دخل في صحراء واعتبر الناس من دون رحمة. لكنه ما لبث أن غيّر رأيه فيهم. وقد أبدى غيرة على شعبه وإخلاصاً. كما ذكر أنه عرف أن يخاطب الناس ويعظهم بلغة يفهمونها. ما قيل عن عزوفه عن خلطة الناس وقلة اعتباره لهم لم يبدو، على أرض الواقع، صحيحاً كما كان متوقعاً. التحديات هي التي كشفت حقيقة استعداداته.

إلى الوقت الذي رقد فيه القديس باسيليوس، عاش غريغوريوس في هدوء وبساطة أمّنا له قسطاً لا بأس به من الفرح. لم يطلب شيئاً لنفسه ولم تكن له طموحات كما لسواه. كان يكفيه أن يقوم بواجبه وأن يقضي سحابة أيّامه في وصال مع ربّه في صلاة وشكر. كان يعلّق على حياة الصلاة أهمية قصوى. من أقواله فيها: "الصلاة هي بهجة الفرحين وتعزية المضنوكين وتاج العروس والعيد في أعياد الميلاد والكفن الذي يلفّنا في مثوانا الأخير". أن يصلّي المرء، ألا يطلب شيئاً في المقابل، أن يخدم ربّه، أن يجتنب التجارب، أن يمسّ الأرض بخفّة بقدميه، أن يكون دائم الفرح، هو كل المشتهى في عين غريغوريوس، وهلاّ لإنسان أن يلتمس في حياته أكثر من ذلك؟!

وضربت الصاعقة. رقد القديس باسيليوس! ما كان القديس غريغوريوس يتظلّل به انتزح، وما كان يتكئ عليه ارتحل. كان أمام قديسنا خياران: إما أن يموت وإما أن يكبر، ولكن بالآلام. فكان أن كبر إلى قامة شهد له بها آباء زمانه والأزمنة اللاحقة إلى اليوم. ولم تمض عليه أشهر قليلة من وفاة شقيقه حتى تلقى صدمة أخرى بوفاة شقيقته مكرينا التي كان يدعوها "معلمته الروحية". فجأة وجد القديس في حضنه إرثاً عظيماً، في مستوى اللاهوت والحياة الرهبانية. أضحى في مقدّمة المدافعين عن الأرثوذكسية. غياب من أحب أخرجه من اتكاليته إلى روح المسؤولية والثقة بالنفس.

‏سنة 379 ‏م اشترك غريغوريوس في مجمع أنطاكي وكلِّف القيام بجولة استطلاع على كنائس البنطس. سبسطيا الأرمنية رغبت في أن يكون أسقفها وانتهى الأمر باختيار أخيه بطرس أسقفاً عليها. سنة 381 ‏م اشترك و صديقه غريغوريوس اللاهوتي في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية. وقد ألقى الخطبة الافتتاحية فيه، ثم بكى بعد أيام وهو يلقي جنائزيته إثر وفاة القديس ملاتيوس الأنطاكي. سمّاه الإمبراطور ضامن الأرثوذكسية في بلاد البنطس. مهمته كانت أن يمتحن إيمان أساقفتها، فيثبِّت النيقاويين ويقيل الآريوسيين. وقد ذُكر أن القسم الأخير من دستور الإيمان، وهو المضاف إلى الوثيقة النيقاوية، من عمله. وكانت له في مدينة القسطنطينية لقاءات والقديس ايرونيموس وأوليمبيا الشماسة المعروفة التي التصق اسمها باسم القديس يوحنا الذهبي الفم. كما قيل إن إقامته في المدينة المتملكة لم تدم طويلاً. نمط الحياة فيها كان يغيظه. الصراعات اللاهوتية الكلامية فيها حتى الابتذال أخرجته منها غير آسف. الخلافات العقائدية في المدينة كانت موضوع تندّر. فلو سألت الخبّاز عن ثمن الرغيف لأجابك إن الابن هو دون الآب السماوي ولو سألت متى يكون الحمّام جاهزاً لأجابوك أن الابن مصنوع من العدم.

‏جرى تكليف القديس غريغوريوس بعدد من المهام منها الاطلاع على وضع الكنيسة في العربية وبابل. وقد عرّج على أورشليم فخيّبت آماله، لا سيما لجحافل الحجّاج إليها. كانوا قذرين وعاداتهم في الفنادق أحدثت له صدمة. وجد أورشليم شديدة القذارة، زانية وليس في الإمبراطورية مدينة أكثر ميلاً إلى الجريمة منها. فلفظ حكمه عليها بقوله: "لا يمكنني أن أتصوّر السيد عائشاً في الجسد اليوم فيها، أو أن ثمة فيضاً من الروح القدس في المكان". لم ينصح بزيارتها أو الحجّ إليها. الخلود إلى سكون النفس خير منها.

‏في هذه الحقبة من حياته كتب القديس غريغوريوس أنضج ما كتب: كتابه "في التعليم المسيحي"، "حياة مكرينا"، "حياة موسى"، "في نشيد الأنشاد"، "في المؤسسات المسيحية"، "في التطويبات"، "في صلاة الأبانا".

‏ثم في السنة 394‏م ظهر اسمه للمرة الأخيرة مشتركاً في أحد المجامع. ويبدو أنه رقد في السنة التالية لذلك، 395م. قيل فيه أن القديس غريغوريوس هو أقرب الآباء الكبّادوكيين إلينا وأقلّهم اعتداداً بنفسه وأحدّهم ذهناً وأكثرهم التزاماً بعظمة الإنسان حتى أنه قال بعودة الطبيعة البشرية إلى صورتها الأصلية في القيامة. الله بالنسبة إليه كان معاناة دائمة. جمع البساطة إلى السعادة إلى الشقاء إلى الذكاء. كره القوّة وكره الذل بالأكثر. كان يكفيه أن يكون إنساناً، أن يتردّد في الأرض، أن يسبّح الله، أن يستغرق في السر الإلهي. قال: "إن مجمل البشرية هي الله"، والحق إنه ما كان لأحد أن يظن أن رجلاً مثله كان يمكن أن يكون له التأثير الذي أحدثه في الكنيسة المقدّسة، مذ ذاك.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: أبينا الجليل في القديسين دومتيانوس، أسقف ملاطية

ولد في كنف عائلة جمعت الغنى الى التقى أيام الأمبراطور البيزنطي يوستينوس الثاني (566-578م) . تلقى قسطاً وافراً من العلوم الدنيوية و اللاهوتية . تزوج . بعد وفات زوجته اقتبل الكهنوت و صار أسقفاً على ملاطية الأرمنية . كان في سن ال 30 . جمع اللباقة الساسية الى الحياة النسكية فأضحى سبباً لخلاص الكثيرين . لا في أبرشيته و حسب بل في الأمبراطورية كلها . كان قريباً للأمبراطور موريق (582-602م) .

خرج الى بلاد فارس , بناء لطلبه , ليذيع بالكلمة . نمت بينه و بين ملك فارس , صداقة طيبة , فزوده الأخير بأموال جزيلة بنى فيها الكنائس و مأوى للفقراء . و قد جرى على يد القديس عجائب جمة استمرت بعد رقاده بسلام .

 

تذكار القدّيس غريغوريوس أسقف نيصص (بحسب كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك)

وُلد غريغوريوس في بلاد الكباذوك سنة 331، ونشأ في أسرة دعاها التاريخ بحق أسرة القديسين. لأنَّ القداسة كانت ثروةً لأبيه باسيليوس، ولأمّه إميليا، ولأخته ماكرينا، ولأخيه باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصريّة الكباذوك. فنشأ هو أيضاً على التقى والفضيلة.

لكن أمياله كانت تصبو إلى الدنيا أكثر ممّا كانت تنظر إلى الأستزادة من الفضائل والكنوز السماويّة. وتزوّج وأخذ يكّد ويسعى للإكثار من أموال الأرض ونعيمها. بل زاد على ذلك بأن أطلق العنان لنفسه في مطالعة كل ما وصلت إليه يده من كتب الفلاسفة الوثنيّين.

فاغتمَّ لذلك كل الغم غريغوريوس النزيزي، صديق أخيه باسيليوس وصديقه. فكتب إليه رسالة بديعة في منافع القراءة ومضارّها، فأثّرت تلك الرسالة في قلبه تأثيراً بليغاً. فنبذ تلك الكتب الوثنيّة، وعمد إلى مطالعة الكتاب المقدّس، وتأمّل معانيه، وحفظ البدائع المسطّرة في كل صفحة من صفحاته.

وألّف هو كتاباً في شرق البتوليّة وأفضليتها على الحياة الزوجيّة، وكان يأسف لكونه لم يفهم معانيها السامية ومراميها الملائكيّة إلاّ بعد أن ارتبط بسرّ الزواج، الذي، وإن يكن مقدّساً وذا مضجع طاهر، فهو مع ذلك دون البتوليّة سموّا وقداسة ونقاوة حياة.

وامتاز غريغوريوس بتقواه وفضيلته وعلمه. فقام أساقفة أقليم الكباذوك واختاروه أسقفاً على مدينة نيصص. فارتاع وتمنّع. فألحّوا عليه. فلم يرضَ وبكى كثيراً. فسامه أخوه باسيليوس الكبير في حفلةٍ رائعة، وشاركه في السيامة جمهور كبير من الأساقفة، بحضور الألوف من الشعب.

وما كاد غريغوريوس يتسلّم عصا الرعاية حتى بدأ حياة الراعي الصالح، أعني حياة الوعظ والإرشاد والصلاة والتقشّف والصيامات الكثيرة. فكاد يقضي الليل ساجداً، يناجي الخالق ويستعطفه لأجل شعبه.

وكان قد جمع في عهده الأول ثروةً طائلةً. فوزّعها كلّها على الفقراء، ليعيش هو فقيراً أيضاً نظيرمعلّمه الإلهيّ. فما لبث أن فاح عبير تلك الفضيلة السامية، وأصبح غريغوريوس ذلك الأسقف الذي تنحني أمامه الرؤوس خشوعاً واحتراماً.

وكانت البدعة الآريوسيّة في ذلك الوقت تفسد الدنيا بتعاليمها. وكان باسيليوس الكبير يكافحها ويصمد كالأبطال أمام هجماتها. فقام غريغوريوس أيضاً يحذّر شعبه من شرورها، غير حاسب لاصحابها حساباً. فاضطهدوه، فلم يعبأ بهم. فنالوا من سمعته ومن فضيلته، فلم يثنِ عزمه. فأضمروا له الشرّ وهمّوا بقتله، فاضطرّ أن يتوارى ردحاً من الزمن.

ومات أخوه باسيليوس، وهو يكافح في ميدان الذود عن الكثلكة وإيمانها. فحزن غريغوريوس على أخيه حزناً شديداً، وأقسم أن يكمل جهاده ويحمل عالياً العلَم الذي كان يحمله.

والتأم مجمع كبير من أساقفة الشرق في أنطاكية، للنظر في أمور الكرسيّ الأنطاكي، تحت رئاسة ملاتيوس البطريرك القدّيس. واختار الآباء المجتمعون غريغوريوس مندوباً عن المجمع إلى بلاد فلسطين، ليفتّش أبرشياتها ويثبت المؤمنين فيها، ويبحث عن الوسائل الفعّالة لإزالة الشرور التي أحدثتها بدعة الهراطقة الآريوسيّة. فجاء عملهم هذا دليلاً عظيماً على ما اتّصف به غريغورويس من الإيمان الصحيح والعلم الواسع والقداسة الراهنة، وما كان له من الإسم الكبير في كل البلاد الشرقيّة.

فرضي بالقيام بتلك المهمّة الشاقّة، رغم صعوبة الأسفار في تلك الأيام. ولكن قبل أن يقوم بتلك الرحلة الطويلة عاد إلى نيصص لبعض المهام الرعائية، وعرّج في طريقه على شقيقته ماكرينا، ليزورها في دير الراهبات الذي كانت أنشأته وبقيت رئيسةً عليه. وكان غريغوريوس نظير أخيه باسيليوس، يجلّ شقيقته الكبرى إجلالاً كبيراً، لأنّها كانت الأم الثانية لأخوتها، وهي التي عُنيت بتربيتهم وجعلت منهم رجالاً عظاماً وقدّيسين كراماً. لكن العناية الإلهيّة كانت تقوده إلى أخته ليودّعها الوداع الأخير، ويتعزّى بكلماتها ويحضر نزاعها ويترأس حفلة دفنها ويبكيها بدموع سخينة، وهو الشديد العاطفة، الرقيق الإحساس.

ومن بعد ذلك قام برحلته إلى فلسطين. فتمزّق قلبه حزناً على ما آلت إليه حال تلك البلاد المقدّسة، بسبب المنازعات الدينيّة واستفحال شأن تلك الهرطقة الآريوسيّة الجهنّمية. وأتى أورشليم وبيت لحم، وعفر وجهه بتراب المهد الكريم واللحد المقدّس. لكنّه وجد التقوى قليلة في تلك الأماكن المقدّسة، ورأى أن المتاجرة بالدين، والركض وراء المغانم، وتأليف الأحزاب، وتنمية الأحقاد، هي البواعث التي يتراكض وراءها الأهالي هناك، فحزن.

وسعى كثيراً في أورشليم لإعادة الآريوسيّن والمنشقّين إلى احترام وطاعة القديس كيرلّس البطريرك، فذهبت أتعابه أدراج الرياح. فترك فلسطين وعاد إلى بلاده، والكآبة تملأ فؤاده.

وفي سنة 381، إلتأم في مدينة القسطنطينيّة المجمع المسكوني الثاني، برئاسة القديس ملاتيوس بطريرك أنطاكية، للنظر في تعليم مقدونيوس. وكان على كرسي القسطنطينيّة إذ ذاك القديس غريغوريوس النزينزي. وحضر غريغوريوس نيصص أيضاً. فالتقى الصديقان وتعانقا، وكان أجلال آباء المجمع لهما فائقاً حدّ الوصف. فثبت المجمع القديس غريغوريوس النزينزي على الكرسي القسطنطينيّ، ومنح ذلك الكرسي حق التقدّم على سائر الكراسي البطريركيّة الشرقيّة، وحرم مقدونيوس والقائلين قوله، واختار بعض الآباء، ومنهم غريغوريوس وغريغوريوس، ليكونوا حجةً للإيمان الكاثوليكي، حتى أن من قال قولهم تعتبره الكنيسة من إتباع الإيمان القويم المقدّس.

وفي غضون ذلك مات القديس ملاتيوس. فرثاه غريغوريوس نيصص أمام آباء المجمع بخطاب رائع، لا يزال آيةً في عالم الفصاحة والبلاغة. واختار المجمع رئيساً جديداً له القديس غريغوريوس النزينزي الثاولوغس، وكان صديقه غريغوريوس نيصص من أكبر الباعثين على ذلك.

وعاش من بعد ذلك بضع سنوات أيضاً، وهو يغذّي شعبه بالتعاليم الصحيحة، ولاسيّما بالمثل الجميل والكتابات الرائعة. ورقد بالربّ، مملوءًا من الفضائل ومن الكنوز السماويّة.

وفي مثل هذا اليوم أيضاً: القديس دومسيانس أسقف ملطية

ولد هذا القدّيس  في مدينة ملطيّة نفسها، من أعمال أرمينيا، وكان أبواه من كبار الأغنياء فيها. فنال حظّاً كبيراً من العلوم، وبرع في الفلسفة. وكان ذلك في أواسط القرن السادس. وتزوّج بفتاةٍ تشبهه حسباً ونسباً وفضيلةً أيضاً، فكان الزوجان مثال التقى والأخلاق المسيحيّة الجميلة، وأصبحا موضوع إعتبار وإجلال كل من عرفهما ونعم بقربهما.

إلاّ أن ذلك النعيم العيلي لم يدم لهما. لأنّ الزوجة توفّاها الله وهي في ريعان الصبا. فحزن دومسيانس عليها حزناً كبيراً، وراح من بعدها يضاعف أعماله التقوية وصياماته وصدقاته. ومات أسقف ملطية. فقام الشعب يطلب دومسيانس لذلك المنصب الرفيع. فمانع كثيراً، فأرغم وسُلّمت إليه عصا  الرعاية.

وما أن وُضع ذلك السراج الوضّاء على المنارة، حتى سطع نوره وأبهج القريب والغريب، والمسيحيّ المؤمن، والوثنيّ الذي لا يعرف أن يقدر الكنيسة إلاّ برجالها وبأعمالها. وذاع صيت دومسيانس في المملكتين الرومانيّة والفارسيّة معاً.

ولمّا هدأت الحرب بين الملك موريقيوس وبلاد فارس رغب ملك الفرس أن يكون وسيط الصلح بين المملكتين الأسقف دومسيانس. فأرسله موريقيوس إليه. فذهب ذلك الأسقف الفطن إلى فارس وفاوض بشروط الصلح ووضعها، فأقرّها الملكان، وساد السلام بين القسطنطينيّة والمدائن.

أن رجال الكنيسة ما زالوا منذ القدم رسل السلام بين الأمم. هذا البابا لاون في رومة، وهذا الذهبي الفم في القسطنطينيّة، وهذا دومسيانس في المدائن، وغيرهم. لأنّ رجال الكنيسة هم رسل المسيح، ورجال الإخلاص والتفاني والغيرة الأبوية. لأنّهم يضعون التضحية في أساس الأعمال، ويجعلون خير الأفراد والشعوب هدفهم الأسمى، في كل كبيرة وصغيرة من الأقوال والأفعال.

وبعد حياة حافلة بجليل الفضائل رقد دومسيانس بالرب. فبكاه شعبه، بل شعوب المملكة، بدموع صادقة وغزيرة. وحفظت له الكنيسة ذكر قداسته. ولا غروَ، فإنّ ذكر الصديق يكون خالداً إلى الأبد.

وفي هذا اليوم أيضاً: القدّيس مركيانس أيقونومس كنيسة القسطنطينيّة العظمى

ولد مركيانس في القسطنطينيّة، من والدين غنيّين جدّاً بالأموال والفضائل. فلمّا بلغ رشده أدخلاه في طغمة الإكليرس. فأظهر بجلاء ما طُبع عليه من التقوى والوداعة، ولاسيّما الغيرة في خدمة القريب.

ثم رقاه البطريرك جنّاديوس إلى درجة الكهنوت، فكان مثال الكاهن الصالح الساهر على رعيّته، يتعهدها بعناية أبويّة لا تعرف الكلال. فلمّا رأى جنّاديوس سمو فضيلته وجميل فطنته، رقّاه إلى درجة الأيقونومس العظمى.

كان الأيقونومس قديماً القيّم العام على كنائس وأوقاف البطريركيّة، تجمع إليه الأموال فينفقها في حاجات الكنائس، ومرتبات رجال الإكليرس، وإسعاف الفقراء والمحتاجين. وكان الأيقونومس هو الأول بعد البطريرك في المنزلة والإعتبار.

وقد امتاز مركيانس بحسن التدبير، ولاسيّما بتلك العاطفة الطيّبة التي كانت تدفعه إلى خدمة أخوته الكهنة، بكل بشاشةٍ وفطنة، بحيث لا يعوزهم شيء من ضروريات الحياة. فأحبّه الكبير والصغير، وكانوا يجلّونه ويكرّمونه كأبٍ عطوف. هكذا في كل عصر، يكون القيّم على الكنائس والدور البطريركيّة إمّا محبوباً ومحترماً مهيباً لجميل قيامه بواجباته، أو يصبح ممقوتاً لشدّة حرصه على المال وسعيه وراء راحته ومحبّة ذاته، قبل محبّته وخدمته لبيت الله ولإخوته.

أمّا فضيلة مركيانس الكبرى، فقد تجلّت في حبّه للمساكين، وتفانيه في إسعافهم وتخفيف وطأة الضيق عنهم. ولمّا توفي والداه تركا له ثروةً وافرة، فلم يذخّر لنفسه شيئاً منها، بل وزّع أمواله كلّها على الفقراء. وكان يعرف العيال المحتاجة كلّها عيلة عيلة، فكان يحمل إليها أنواع المأكول والملبوس، من غير أن يشعر أحد بذلك. وشيّد مأوى كبيراً للعناية بالمرضى الفقراء، وباللاجئين إلى تلك العاصمة من المساكين الغرباء.

وخصّص جانباً كبيراً من عنايته بالنساء الساقطات، اللواتي إنّما دفعهنَّ الفقر والعوز إلى إحتراف تلك الطريقة الشنعاء. فكان يبدأ أولاً بالصلاة والصوم، قبل أن يسعى إلى حملهن على التوبة، لأن الإلتفاتات إلى أمثال هؤلاء وخدمتهنَّ يتطلّبان كثيراً من الفضيلة والحكمة. ثم كان يمدّهنَّ بالمال، ثم يقنعهنَّ بوجوب إصلاح السيرة. ولقد نجح مراراً في عمله، وحمل الكثيرات على الرجوع إلى الله، ومنهنَّ من دخلن ديورةً للراهبات، وأضحين مثال التوبة والفضيلة والتكفير الشديد عن الغرور الماضي.

وهكذا أضحى مركيانس معبود الشعب بفضله وفضيلته. وشرّفه الله في حياته بصنع العجائب، فكلّل بذلك تلك الفضيلة السامية، قبل أن منحه في السماء إكليل المجد الذي لا يذوي.

 

نياحة البابا ثاؤناس الـ16(بحسب الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة)

في مثل هذا اليوم من سنة 300 م. تتيح القديس ثاؤنا بابا الإسكندرية السادس عشر. وكان هذا القديس عالما تقيا وديعا رقيقا محبا للجميع. بروح المودة واللطف تمكن من تشييد كنيسة بالإسكندرية علي اسم العذراء البتول والدة الإله. إذ أن المؤمنين كانوا حتى زمانه يصلون ويقدسون في البيوت والمغائر خوفا من غير المؤمنين الذين ظل يلاطفهم لينال رغباته وقد رد كثيرين منهم إلى الإيمان بالسيد المسيح وعمدهم. وقد عمد في السنة الأولى من رياسته القديس بطرس الذي خلفه علي كرسي مار مرقس وهو البابا السابع عشر وقد قيل انه رسمه اغنسطسا وهو لم يزل بعد في الخامسة من عمره ثم رقاه شماسا في الثانية عشرة وقسا في السادسة عشرة. وفي زمان هذا الأب ظهر بالإسكندرية رجل اسمه سبيليوس كان يعلم أن الأب والابن والروح القدس إقنوم واحد. فحرمه وابطل قوله بالبرهان المقنع ولما اكمل سعيه تنبح بسلام بعد ان أقام علي الكرسي تسع عشرة سنة. صلاته تكون معنا آمين.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: استشهاد القديس غللييكوس اسقف أوسيم

في مثل هذا اليوم استشهد القديس غللينيكوس أسقف أوسيم. وذلك انه لما علم الملك دقلديانوس ان غللينيكوس يعلم الناس ان يبتعدوا عن عبادة الأوثان أرسل إليه رسلا ليقبضوا عليه ويعذبوه، فلما سمع القديس بقدوم رسل الملك، جمع شعب ابروشيته إلى مدينة أوسيم مقر كرسيه وأقام قداسا وناولهم من جسد الرب ودمه الأقدسين  وقال لهم أنكم لا ترون وجهي بعد، فبكي الشعب بكاء مرا ولم يقدروا ان يمنعوه من لقاء الجند ثم خرج واسلم نفسه إليهم فأخذوه وسلموه لاريانوس والي انصنا، فعذبه بأنواع العذاب وكان الرب يشفيه ويقويه، ثم أخذه الوالي معه إلى مدينة قاو وهناك عذبه أيضًا ولما ضجر من تعذيبه أمر ان تشق يده حتى كفه ثم أخذه بعد ذلك معه في سفينة إلى طوخ ولما شعر القديس بدنو اجله وهو في السفينة أوصى نوتيا مؤمنا قائلا له إذا مت فعند وصولنا البر اطرح جسدي علي تل ولما تنبح طرح النوتي جسد القديس كما أمره وإذا قوم مؤمنين قد أتوا باسم الرب فاخذوا جسد القديس وكفنوه وأخفوه عندهم إلى ان انقضي زمن الاضطهاد. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين..

وفي مثل هذا اليوم أيضًا: نياحة القديس انبا ثاؤنا

في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس أنبا ثاؤنا. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما أبديا آمين..