قبر القدّيسة تريزا الأفيليّة مفتوح… فماذا وُجد فيه؟
إبّان فتح الضريح عام 1914، أعلنت أبرشيّة أفيلا أنّ الجسد "لم يتحلّل أبدًا" وظلّ على حاله كما في العام 1750. وأوضح الأب دانيال دي بابلو ماروتو أنّ فتح الضريح آنذاك أتى بمبادرة الرئيس العامّ للكرمليّين الحفاة بهدف الكشف على جسدَي القدّيسَين المؤسّسَين للجماعة: القدّيس يوحنّا الصليب في سيغوفيا والقدّيسة تريزا في ألبا دي تورميس.
في مقابلة مع اثنين من أخصائيي الأشعة في خلال عمليّة استخراج الجثمان الأخيرة، في العام 1914، لم يتمّ استخلاص أي استنتاجات أخرى بسبب وفاة البابا بيوس العاشر، ما أبطأ الدراسة. ومن بين الاكتشافات الحاليّة، يبرز الانحناء الشديد في العمود الفقريّ لراهبة أفيلا، بحسب فرناندو دي بابلو: "لا بّد من أنّها سارت ورأسها إلى الأمام تمامًا".
هل يمكنك أن تتخيّل الألم الذي شعرت به هذه المرأة؟ في عملي التشخيصيّ، "رأيت الكثير من حالات الجنف (Scoliose) وأشياء أخرى مماثلة، ولكن ما رأيته فيها كان لا يصدّق". تُحفَظ العصا التي استخدمتها في شيخوختها في دير أفيلا.
أضاف خوسيه أنطونيو رويز: "إذا كانت هذه المرأة تعاني كثيرًا عندما أسّست العديد من الأديرة في أثناء سفرها على ظهر حمار، فلا بدّ من أنّ الألم في عمودها الفقري وجسدها كان لا يطاق". ويضيف السيد دي بابلو أنّ انحناء جسدها تسبّب في خلل في رئتيها. "يبدو أنّها كانت تتنفّس من خلال الحجاب الحاجز".
جثمان تريزا ليسوع موجود في كنيسة البشارة، في بلدة ألبا دي تورميس في مقاطعة سالامانكا (إسبانيا)، حيث توفّيت. نحن نعلم أنّ القبر محميّ بتسعة مفاتيح لتجنّب سرقة الذخائر، التي كانت شائعة جدًّا عند وفاتها، ولا يمكن فتحها إلّا بموافقة المسؤولين جميعهم. في العام 1585، نقلت رهبنة الكرمل رفات القدّيسة تريزا إلى أفيلا وتمّ استخراجها في 25 تشرين الثاني/نوفمبر: تُركت ذراع واحدة في ألبا دي تورميس، كتعويض عن فقدان الآثار...يتوقّع العلماء أن يتمّ نشر نتائج الدراسات الكاملة خلال عام.
القدّيسة تريزا الأفيلية هي المرأة الأولى التي لُقِّبَت بملفانة الكنيسة. وعُرِفَت بالأمّ وبمؤسِّسة الكرمليّين الحفاة.
وُلِدَت في إسبانيا عام 1515، وكانت كاتبةً من أصلٍ يهوديّ. اعتمدت الزهد في حياتها وأسهمت في الروحانيّة الكاثوليكيّة والأدب الإسبانيّ. ومن أشهر أقوالها: "لا تقلق ولا تخف. فالعالم كلّه يفنى، أمّا الله فلا يتغيّر. تكفيك نعمته".