في يوبيل الشّبيبة الإيطاليّة دعوة إلى السّلام
وخلال الاحتفال الّذي ترأّسه رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال زوبي، كانت رسالة مصوّرة بعثها بطريرك القدس للّاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا توقّف فيها عند الأوضاع في الأرض المقدّسة والمأساة الرّاهنة اليوم، وإلى النّقص في الغذاء والدّواء، مشيرًا إلى أنّ "سكّان الأرض المقدّسة يعيشون اليوم ليلًا لا يعرف نهاية، وأنّ ثمّة حاجة إلى نظرة الإيمان". هذا أكّد أنّ عمليّة صنع السّلام ما تزال ممكنة، مشيدًا بما يقوم به العديد من الأشخاص الّذين يرفضون الاستسلام للشّرّ وسط هذا البحر من انعدام الثّقة والحقد.
كما كانت عظة للكاردينال زوبي طلب فيها من الشّبيبة أن يشعروا بمعانقة الكنيسة لهم والّتي تنظر بفرح وثقة وتعاطف إلى النّضارة والعفويّة اللّتين تميّزان حياتهم.
وفي كلماته، وجّه الكاردينال فكره نحو البابا الرّاحل فرنسيس، مؤكّدًا أنّه ينظر إلى هؤلاء الشّبّان من السّماء ويباركهم.
ومن جهة أخرى، لفت زوبي إلى أنّ "البشريّة مدعوّة اليوم إلى وضع حدّ للحرب وإلّا وضعت الحرب حدًّا للبشريّة"، موجّهًا فكره نحو الّذين يصنّعون الأسلحة ليقتلوا الآخرين، وليقضوا على مقوّمات الحياة، بما في ذلك المستشفيات، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ الكنيسة تقف اليوم عند أقدام الصّليب، وتغمر الدّموع عينيها، وقلبُها جريح نتيجة الآلام الّتي تصيب البشريّة كلّها".
ورفع زوبي الصّوت مناديًا "يكفينا أن نزور مدافن الحروب... دعونا نجرّد قلوبنا من السّلاح كي نتمكّن بدورنا من تجريد القلوب والأيادي من السّلاح، ومن مداواة الجراح والحيلولة دون نشوب صراعات جديدة"، مذكّرًا بالنّداء الشّهير الّذي أطلقه البابا لاون الرّابع عشر في أعقاب انتخابه عندما دعا إلى العمل من أجل سلام منزوع السّلاح وينزع السّلاح.
ثمّ تبنّى زوبي في كلمته نداء بيتسابالا الّذي دعا فيه الشّبيبة إلى "العمل من أجل السّلام، والدّفاع عن الحياة البشريّة في جميع مراحلها، منذ اللّحظة الأولى لتكوينها وحتّى موتها الطّبيعي"، فـ"هذا المنطق ينبغي أن يُطبق على جميع الأشخاص، بدون أيّ تمييز، لأنّه مرتبط بكرامة الكائن البشريّ."
وتمنّى زوبي أن تصبح الجماعات كافّة بيوتًا للسّلام، مشيرًا إلى أنّ "الجماعات- حتّى لو كانت صغيرة عدديًّا- تكون عظيمة إذا ما كانت متواضعة، وحرّةً إذا ما عاشت المحبّة وعمل أفرادها من أجل بعضهم البعض... فإنّ الجماعات الصّغيرة تكون عظيمة إذا ما وُجد الرّبّ بداخلها، وتستطيع بالتّالي أن تفعل أمورًا عظيمة."
وشدّد ختامًا على "ضرورة أن نحبّ بعضنا بعضًا لأنّ المحبّة تشفي، وتصلح كلّ الأشياء، أكثر ممّا يمكن أن نتصوّر."