دينيّة
30 أيار 2020, 13:00

في يوبيلها اللّؤلؤيّ، مولود جديد من تيلي لوميار

ريتا كرم
يمضي غدًا شهر أيّار/ مايو المريميّ والرّوح القدس يظلّل كنيسته في أحد العنصرة، لتبدأ فصولًا روحيّة جديدة تثمر بمواهب الرّوح.

يحلّ هذا اليوم كما في كلّ عام مع فرحة خاصّة ومضاعفة، فرحة استمراريّة تيلي لوميار ومجموعتها في الحفر في كتاب السّماء أمثولات وتعاليم تنطلق من الكنيسة الأمّ وتنثرها نعمًا في قلوب المؤمنين حول العالم.

نعم هي عنصرة الرّوح اليوم، هو يوبيل تيلي لوميار اللّؤلؤيّ (30 عامًا): ذكرى تأسيسها الثّلاثين، والّتي من رحمها وُلدت نورسات (18 عامًا)، ونور الشّباب (9 أعوام)، ونور الشّرق (6 أعوام)، ومريم (5 أعوام) ونور القدّاس (4 أعوام).

بإيمان وتوكّل على الله، كرّت سبحة المحطّات ونمت وأزهرت في حقل الإعلام المسيحيّ الملتزم، تحت جناح الكنيسة.

فمنذ اليوم الأوّل، تعمّدت المحطّة الأمّ بإسم الآب والإبن والرّوح والقدس، وبإسم الثّالث نفسه انطلقت المجموعة كاملة في عالم البشارة، نافضة عنها غبار العالم ولابسة مواهب الرّوح السّبعة، فاتّشحت بالحكمة وبدأت مسيرة الحبّ الإلهيّ الّذي لا ينطفئ، ورفعت راية السّلام وأضحت من صنّاعه.

تسلّحت بالفهم ففهمت الرّبّ أكثر فأكثر مع تقدّم الزّمان، وتعلّقت بتعاليمه وبشّرت بها المسكونة كلّها.

طلبت المشورة فحصلت عليها ووقفت في وجه الفقر الرّوحيّ والمادّيّ، وأذاعت الرّحمة من خلال شاشاتها.

مثلما انطلقت بقوّة الرّوح القدس، استمرّت بالرّغم من كلّ الصّعاب والعقبات، طلبت العلم وسهرت وكدّت فعاينت العالم بنظرة يسوع المسيح وحده.

ومثل الرّسل الأوّلين، أنجزت ما أنجزته بتقوى وبمخافة الله، فتحوّلت إلى صوت صارخ في براري هذا العالم.

ثلاثون سنة مضت، وهي تتلألأ في فضاء الإعلام بخطى ثابتة وواثقة بأنّ يد الله معها إلى دهر الدّاهرين.

واليوم وفيما يجدّد الرّوح القدس الكنيسة، ها هي تيلي لوميار ومجموعتها تجدّد عهدها بالاستمرار في الرّسالة والعمل لمجد ربّنا يسوع المسيح، مقدّمة سلّة أعمالها إليه في قدّاس احتفاليّ يترأّسه مساءً البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي في بكركي، مطلقة للمناسبة فضائيّة Noursat English فاردة جناحها ليس فقط بين المنتشرين في العالم وإنّما بين مضيفيهم أيضًا.

هذا وسيشهد اليوبيل اللّؤلؤيّ على تقليد مدير عامّ تيلي لوميار ورئيس مجلس إدارة نورسات السّيّد جاك كلّاسي وسام بدرجة فارس من فرسان القدّيس غريغوريوس الكبير تقديرًا لإسهاماته وعطاءاته الكريمة في المجال الإعلاميّ.

واليوم، في الذّكرى الثّلاثين، وفيما يقيّد وباء كورونا التّاجيّ العالم ويشلّ حركته ويغرق اقتصاده، نجدّد العهد- إدارة وموظّفين- بالاستمرار بزخم الرّوح القدس في بثّ النّور حيث العتمة، والأمل حيث اليأس. سنستمرّ بنصرة الضّعيف، ومؤازرة المحتاج، وتعزية الحزين، ومواساة وحدة المساجين، ومداواة جراح المرضى والمتألّمين، وبملء كلّ الفراغات الأرضيّة بكلمة الرّبّ الأزليّة.

اليوم، في عيد العنصرة، نسأل الله أن يقي البشريّة شرّ كورونا، ويُحلّ روحه القدّوس عليها فتطهر من هذا الوباء وسواه، وتتجدّد دورة الحياة بإسم الآب والإبن والرّوح القدس.