الفاتيكان
25 شباط 2018, 13:10

في كلمته بعد تلاوة التبشير الملائكي البابا يطلق نداءً جديداً من أجل السّلام في سوريا

أطلّ البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التّبشير الملائكي.

استهلّ البابا كلمته متوقّفاً عند إنجيل هذا الأحد الثاني من زمن الصوم الذي يدعونا إلى التأمل بتجلّي يسوع، وهذا ما فعله الرّب بعد أيام قليلة على كشفه لتلاميذه أنّه سيتألم في أورشليم وسيُنبذ من قبل رؤساء الشعب وسيموت وسيقوم في اليوم الثالث. ومضى البابا إلى القول إنّ هذا الإعلان سبّب أزمة بالنّسبة للرّسل الذين رفضوا هذه الفكرة؛ إذ كانوا ينتظرون مسيحاً صاحب نفوذ وسلطة، بينما ظهر يسوع كخادم متواضع ووديع لله والبشر، والذي كان ينبغي أن يضحي بحياته سالكاً درب الاضطّهاد والألم والموت. هذا، ثمّ ذكّر البابا المؤمنين بأنّ الرّب أخذ معه ثلاثة تلاميذ، هم بطرس، يعقوب ويوحنا وصعد إلى جبل عالٍ وأظهر لهم مجده كابن لله، وهذا الأمر سمح للتلامذة بأن يواجهوا ألم يسوع بطريقة إيجابية. كما أنّ التّجلي والكلمات التي قالها الله الآب عن الابن ساعدت التلاميذ على فهم معنى القيامة، إذ كرّر الله الآب الكلمات التي تفوّه بها عن الابن يوم عماد يسوع في نهر الأردن، وقال للتلاميذ "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا". لذا فإنّ التّلامذة مدعوّون إلى اتّباع المعلم بثقة ورجاء، على الرّغم من موته، فقد تجلّت أُلوهيّة يسوع عند الصليب.

وبعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكي أطلق البابا فرنسيس نداءً جديداً من أجل السّلام في سوريا، وقال: في هذه الأيّام يتّجه فكري إلى سورية الحبيبة والمعذّبة، حيث اشتدّت حدّة الحرب مجدداً؛ لاسيّما في منطقة الغوطة الشّرقيّة. وكان شهر شباط فبراير هذا من بين أعنف الأشهر خلال سبع سنوات من الصّراع: مئات، لا بل آلاف الضحايا المدنيين: أطفال، نساء وشيوخ؛ وقد استُهدفت المستشفيات، والناس باتوا عاجزين عن إيجاد الطعام. أيّها الأخوة والأخوات، إنّ كل ذلك غير إنساني. لا يمكن أن يُحارب الشر بشرٍ آخر. والحرب هي شر. لذا أطلق نداءً نابعاً من القلب كي يتوقّف العنف فوراً، ويُتاح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانيّة ـ من طعام ودواء ـ ويتمّ إجلاء الجرحى والمرضى. ونصلّي إلى الله كي يتحقّق هذا الأمر فوراً. في ختام كلمته بعد تلاوة صلاة التّبشير الملائكي، وجّه البابا كالمعتاد تحيّاته إلى الحاضرين في الساحة الفاتيكانيّة، خاصاً بالذّكر وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من روما، وإيطاليا وبلدان أخرى، ثمّ تمنّى للكل أحداً سعيداً وسأل الجميع أن يصلّوا من أجله.